لا شك أن العمل الإدارى هو الذى يمهد الطريق لنجاح العمل الفنى إذا أحسن القائمين عليه تهيئة كل السبل لذلك ووضع الصالح العام نصب أعينهم طول الوقت بعيداً عن المصالح الشخصية والنظرة الضيقة التى لا تجلب سوى الفشل.
ولأن الذى يلسع من الشوربة ينفخ فى الزبادى فقد عاد المهندس هانى أبو ريدة لرئاسة واتحاد الكرة ومعه أجندة جديدة تماما عن التى تسببت فى فشل تحاده الأسبق وخروجه بخفى حنين.
وبالفعل بدأ أبوريدة تطبيق أجندته الجديدة منذ الوهلة الأولى التى عزم فيها على الترشح من جديد لقيادة الكرة المصرية عندما استهلها بإبعاد نجوم الكرة عن قائمته والذين لعب بعضهم أدوارا سلبية كثيرة سارعت إلى خروج الاتحاد مع خسارة المنتخب أمام جنوب أفريقيا فى دور الستة عشر لبطولة الأمم الأفريقية عام 2019.
ولأن المثل الشعبى يقول «إللى ربا خير من إللى اشتري» حيث يعرف المهندس هانى أبوريدة كل صغيرة وكبيرة عن الجبلاية حتى وهو خارج منصبه خلال السنوات الخمس الماضية والدور الذى يلعبه كل موظف فى الاتحاد الذى أصبح عزبة كبيرة تشكو منها الأندية ومن اختفاء أوراق ومراسالات مهمة منها ماهو مع الفيفا والكاف وبعضها تتعلق بإيقافات بعض اللاعبين وأيضا ما هو بين الأندية وبعضها البعض .
لذلك كانت الخطوة الثانية فى ثورة التصحيح بالجبلاية تتعلق بتعيين مدير تنفيذى جديد خلفا لوليد العطار الذى غادر المنصب .
ويدرك رئيس الاتحاد جيدا أن طريق النهوض بالكرة المصرية شاق وطويل ويرتبط ارتباطا وثيقاً بعملية الاستثمار والاهتمام بجناحها الرئيسى المتمثل فى التسويق حتى تحسن الأندية الضعيفة ماديا من دخلها الذى يساعدها على التعاقد مع لاعبين محليين وأجانب على درجة عالية من المهارة .
وللحقيقة احب أن أشيد بالنظام الجديد لدورى المحترفين والذى تم تطبيقه هذا الموسم بعد أن خلق أجواء جديدة من المنافسة سواء على المراكز العشرة الأولى التى ستتنافس على الدرع أو حتى الثمانى التى تسعى للهروب من جحيم الهبوط والدليل على ذلك الفارق الذى لا يتجاوز النقطتين أو الثلاث ما بين الفريق صاحب الصدارة والفريق الساكن فى المركز الخامس .
هذا التنافس من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابى على مستويات اللاعبين والتى من المفترض أنها تصب فى الجانب الفنى للمنتخب الوطنى المقبل على حدثين غاية فى الأهمية.. الأول يتعلق بالتصفيات المؤهلة لمونديال 2026 والثانى يرتبط بنهائيات أمم أفريقيا التى ستقام بالمغرب نهاية العام الحالى وما أدراك ماهو المنتخب المغربى الذى يعيش أزهى عصوره منذ تحقيقه للمركز الرابع فى مونديال قطر 2022.
أدعو الله أن تكلل المجهودات التى تبذل إلى عودة الكرة المصرية إلى هيبتها لبدء مرحلة جديدة من القفز على واقعها والوصول إلى طموحات الشارع الرياضي.
والله من وراء القصد.