مازالت نهاية الحرب الإسرائيلية الفلسطينية تبدو بعيدة بسبب تطرف اليمين اليهودى ووزراء الحرب الإسرائيليين الذين يجب ان يحاكموا أمام الجنائية الدولية بتهمة الإبادة الجماعية والتمييز العنصرى وشن حرب تعطيش وتجويع بجانب القتل الممنهج للاطفال والنساء والشيوخ وانتهاك قواعد الحرب بممارسة كافة انواع الترهيب والتعذيب ضد الشعب الفلسطينى بما فيها حصار المستشفيات واعتقال الاطباء ومنع دخول الدواء وهدم احياء كاملة داخل قطاع غزة.
ومازالت دولة الاحتلال تصر على تحقيق سياسة الابادة الجماعية والدعوة للتهجير القسرى لاهالى غزة ودعوة دول العالم لاعادة توطين أهالى غزة فى جميع الدول بما فيها دول الجواربهدف إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية إلى الابد وتنفيذ المخطط اليهودى الصهيونى فى إقامة دولة إسرائيلية كبري.
ولقد نجحت مصر فى فضح السياسات الإسرائيلية أمام محكمة العدل الدولية على لسان دكتورة ياسمين موسى المستشارة القانونية بمكتب وزير الخارجية وأكدت فى كلمتها على السجل الدموى لإسرائيل منذ حرب 1967 وقالت ان عودة الاستقرار للشرق الاوسط لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وأكدت على عدم قانونية الاحتلال للاراضى الفلسطينية وطالبت بوقف الاستيطان وعدم شرعيته وفقاً للقانون الدولى وان العدوان الإسرائيلى ليس دفاعا عن النفس لانه صادر عن دولة احتلال.
ومازالت نهاية الحرب تبدو بعيدة بسبب الدعم المستمر من الولايات المتحدة الامريكية التى تقدم السلاح والأموال لدعم حكومة الاحتلال واستخدام حق الاعتراض المخول لها ضد وقف الحرب وتأييد الابادة الجماعية الممنهجة مما ترتب علية استمرار الحرب قرابة الـ5 شهور دون مؤشرات على قرب نهايتها.
والغريب ان نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ووزراءه مازالوا يصرون على اجتياح رفح لممارسة حرب الابادة والتهجير القسرى حتى ولو ادى الامر الى استفزاز دول الجوار مصر والاردن رغم التهديد بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد واحتمالية توسيع الحرب.
واذا كان هناك شريك قوى لإسرائيل فى هذه الحرب يجب ان يستمع إلى الضمير العالمى الذى خرج فى ربوع المعمورة يدين الحرب القذرة التى تمارسها إسرائيل من خلال القتل بالطائرات والتعطيش والتجويع والتهجير القسرى ومنع دخول الخدمات الأساسية مثل الخدمة الصحية ونسف البنية الأساسية للأحياء من كهرباء وماء وتدمير معدات الاحياء ومازال الضمير العالمى ينادى بالحرية لفلسطين ووقف الإبادة الجماعية.
ان تصرفات الدول الكبرى يجب ان تتحلى بالحيادية فى هذه الحرب ومناصرة الضعفاء وعدم مد المعتدى بالسلاح وممارسة الضغوط لوقف هذه الحرب التى أصبحت محرقة جديدة لا تقل عن محرقة هتلر بل تفوقها فى الحدة والاجرام لان التاريخ لن يغفر للدول القوية انحيازهم لدولة إسرائيل المعتدية وتشجيعها على الفصل العنصرى والاستيلاء على أراضى فلسطينية جديدة وتفريغ القضية والافراط فى اتخاذ حق الفيتو فى اعطاء الشرعية للمغتصب.
ان قبول إسرائيل بالمنطقة واستكمال التطبيع مع الدول العربية مرهون بتصرف وسلوك إسرائيلى جديد مغاير للسلوكيات الحالية واقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب بجوار دولة إسرائيل لا يمارس فيها فصل عنصرى ولا الحماية الامنية ولا شريط أمنى عازل.
ألم تكتف دولة الاحتلال بضحايا المحرقة المعاصرة من شهداء وجرحى تجاوز عددهم 110 آلاف للإسراع فى احقاق العدل وإقامة دولة فلسطينية تعيش فى امان ليحق العدل والسلام.