نستطيع ان نقول ان سوق السفر والسياحة الذى عقد الأسبوع الماضى بالعاصمة البريطانية يعد بداية مرحلة جديدة من الترويج للمتحف المصرى الكبير.. والفارق كبير بين الترويج قبل الافتتاح التجريبى للمتحف فى منتصف اكتوبر الماضى الذى سمح لزائريه بالتجول فى مختلف انحاء المتحف بقاعاته الاثنتى عشر والدرج العظيم والاستمتاع بمشاهدة كل القطع الاثرية التى يضمها المتحف..انتظارا لمرحلة الافتتاح الرسمى التى ستشهد افتتاح القاعة الرئيسية بالمتحف التى تضم اكثر من خمسة آلاف قطعة من كنوز توت عنخ آمون.. نعم اننا أمام مرحلة جديدة ومختلفة من الترويج للمتحف.. ماسبق كان ترويجا تشويقيا خاصة ونحن لم نعرف بعد موعد الافتتاح الرسمى للمتحف.. أما الان فيمكن لكل سائح زيارة المتحف.. وقد ساهم فى هذا الترويج الفيلم الترويجى الذى اذيع خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده شريف فتحى وزير السياحة والآثار خلال مشاركته فى فاعليات سوق السفر والسياحة..والذى اتاح الفرصة امام الصحفيين والاعلاميين المشاركين للحديث عن المتحف والترويج للافتتاح التجريبي..ومما لاشك فيه ان هذا الافتتاح سيساهم بشكل كبير وفعال لعودة الترويج للسياحة الثقافية التى تأتى الآن فى المرتبة الثانية للسياحة بعد السياحة الشاطئية التى استحوزت على الحجم الاكبر من حركة السياحة القادمة لمصر..وذلك لعدة عوامل واسباب.. فى مقدمتها الطاقة الفندقية المتميزة التى تستوعب اعدادا كبيرة من السائحين فى محافظتى البحر الاحمر وجنوب سيناء.. حيث تشكل الطاقة الفندقيــة بهما حوالى 70 ٪ من حجم الطاقة الفندقية فى مصر..
وإذا عدنا إلى المتحف المصرى الكبير والمستقبل الكبير الذى ينتظر منتج السياحة الثقافية مع افتتاحه..فهو مستقبل كبير وواعد..وقد استمر الترويج للمتحف المصرى الكبير على مدى ست سنوات تقريبا..وهو ما جعل السائحين من مختلف دول العالم يترقبون افتتاحه لزيارته والاستمتاع بما يضمه من قطع اثارية نادرة..بالاضافة الى نجاح مصر من قبل فى تنظيم احتفاليتين عالميتين هما موكب المومياوات الملكية الذى نقلت خلاله المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير الى المتحف القومى للحضارة بالفسطاط..والاحتفالية الثانية التى اقيمت فى الاقصر بمناسبة افتتاح طريق الكباش..والاحتفاليتان نقلتا على الهواء مباشرة عبر كل الفضائيات العالمية.. وحققتا مردوداً ايجابياً كبيراً فى تحسين الصورة الذهنية لمصر فى الخارج.. واظهار الاستقرار والأمن الذى تعيشه مصر..
ومن هنا واستكمالا لهاتين الاحتفاليتين الكبيرتين سيأتى الاحتفال الكبير والمنتظر للمتحف المصرى الكبير.. ليضيف الكثير من الترويج لمنتج السياحة الثقافية.. وسيعقبه كما هو متوقع تدفقات سياحية كبيرة لزيارة القاهرة حيث سيضيف المتحف المصرى الكبير الكثير لمنتج السياحى الثقافية.. وستصبح زيارة منطقة الاهرامات والمتحف وسقارة ودهشور من اهم البرامج السياحية فى العالم.. وايضا هواة هذا النمط السياحى لابد ان يضعوا فى الحسبان ايضا زيارة الاقصر واسوان.. لاستكمال برنامج رحلتهم.. إلى جانب ايضا ما هو متوقع من اقبال من قبل السائحين القادمين الى جنوب سيناء او البحر الاحمر من خلال رحلات الطيران العارض.. الذين يمكن ان يمدوا رحلاتهم اياما اضافية لزيارة القاهرة خاصة مع تنظيم رحلات مباشرة ما بين مطار سفنكس وكل من مطارات الغردقة ومرسى علم وشرم الشيخ.. نعم كل المؤشرات تشير الى ارتفاع حجم الطلب على زيارة القاهرة مع افتتاح المتحف المصرى الكبير.. ومن هنا فأن الامر اصبح اكثر الحاحا فى اتخاذ العديد من القرارات التى تساهم فى جذب المستثمريين السياحيين للتقدم للحصول على اراضى جديدة فى نطاق القاهرة الكبرى لبناء فنادق جديدة لاستيعاب حجم الحركة السياحية المتوقعة.. خاصة وان عدد الغرف الفندقية فى القاهــرة الكبــرى لا يتجــاوز 35 ألف غرفة.. ويصل عدد الغرف الفندقية فى الاقصر الى حوالى 7500 غرفة فندقية.. فى حين ان حوالى 70 ٪ من الطاقة الفندقية بمصر تقع فى البحر الاحمر وجنوب سيناء.. ولذلك هما المحافظتان الاكثر استقبالا للسائحين..
ومن ثم على الدولة ان تضع حلولا اخرى جنبا الى جنب مع مبادرة البنك المركزى لتمويل المشروعات السياحية بقيمة 50 مليار جنيه.. من خلال دراسة امكانية تخفيض ثمن الاراضى التى سيتم تخصيصها للاستثمار السياحى لجذب المستثمرين.. على ان يكون ذلك مشروطا بسرعة البناء والتجهيز والافتتاح والتشغيل.. لنضاعف الطاقة الفندقية فى القاهرة الكبرى عدة مرات خلال السنوات القادمة لاستقبال الحركة السياحية المتوقعة إن شاء الله.. وتحيا مصر.