أصبح التحكيم فى مصر ينافس الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر على إصابة الشارع الرياضى ومحبى الساحرة المستديرة التى أضحى عشقها عباء على صحة الإنسان بدلاً من أن تصبح أحد مصادر السعادة له !!
وحتى يغلف كلامنا المصداقية والشفافية لابد أن نقر ونعترف بأن لجنة الحكام ليست الوحيدة التى يعشعش فيها ميكروبات اللعبة وفيروساتها بل انتقلت إليها العدوى من الجسد الكبير ألا وهو اتحاد الكرة الذى يمثل الأب الشرعى للعبة بكل لجانها ومخصصاتها.
فالأيام الحالية لا شئ يعلو فوق الحديث عن الانتهاكات التى حدثت بخصوص تسريب المحادثات بين الحكم محمد عادل ومسئولى الـVar عن الاختلاف فى الرأى حول ركلة الجزاء!
لم يتعامل اتحاد الكرة بالشفافية الكاملة عندما لم يخرج على الشارع الرياضى ليعلن عن كل الملابسات وبكل وضوح بل اكتفى بايقاف الحكم إلى أجل غير مسمى وبعدها قام بإقالة لجنة الحكام!!
فمعنى أن يتخذ اتحاد الكرة مثل هذه الخطوات يعد قناعته التامة بأن هناك أخطاء جسيمة تم ارتكابها حتى يصل إلى هذا القرار.
كان يجب على المسئولين بالجبلابة الكشف عن الشخص الذى قام بتلك التسريبات وتقديمه للعدالة وكذلك محاسبة كل المخطئين لكن اتحاد الكرة آثر السلامة واكتفى بما اتخذه من عقوبات الأمر الذى جعل اتحاد الكرة يفقد المزيد من مصداقيته بسبب عدم خروجه على الشارع الرياضى لكشف كل الحقائق والملابسات التى أدت إلى ذلك.
والغريب فى الأمر أن مجلس الجبلاية الحالى لا يحق له تعيين رئيس جديد لأن اتحاد الكرة مقبل على انتخابات جديدة بدأ أمس فتح باب الترشح لها وبالتالى يضع هذا الأمر الاتحاد فى حرج شديد!!
المشكلة يا سادة تكمن فى ضعف المنظومة كاملة وليس لجنة الحكام وحدها بسبب أشياء عديدة يأتى فى مقدمتها انعدام الثقة بين فرق العمل بأكملها إلا من رحم ربى وأيضاً عدم حل المشاكل التى تطفو على السطح بشكل جذرى وفورى وأيضا تدخل البعض فى عمل اللجان!
كما أن الأندية لم تترك اللجنة والحكام فى حالهم أغلب الأوقات بل كانت تنتقدهم وتهاجمهم بسبب الأخطاء التى يرتكبها الحكام فى المباريات ويقوم البعض بتصنيفهم ما بين أهلاوى وزملكاوى ولم تقف الأمور عند هذا الحد بل وتطالب بعض الأندية بحكام أجانب الأمر الذى ينزع الاستقرار من هذا الجهاز الذى بدونه لا تقام المباريات
ومن هنا فقد الكثيرون من الحكام الثقة فى أنفسهم وكان الأولى أن تجدد الأندية الثقة فيهم ويبتعد اتحاد الكرة عن التدخل فى عملهم وتقديم كل التسهيلات التى تساعدهم على القيام بدورهم على أكمل وجه لأن سقوطهم يعنى سقوط اتحاد الكرة بل وقد يتخذ قرار بإقالته.
عموماً نتمنى أن يغلق هذا الملف بعد إجراء كافة التحقيقات ومد يد العون لهم حتى يشاركوا بإيجابية فى إدارة المباريات ونرى الكثيرين منهم يعودون إلى الساحات العالمية والقارية والعربية حتى تعود الهيبة من جديد إلى التحكيم المصرى والذى فقد الكثير من رصيده الجيد خلال العامين الماضيين.
والله من وراء القصد.