كلما تحدثت فنياً عن أى مباراة رياضية سواء فى كرة القدم أو لعبات أخرى أجد الكثير من التعليقات بخاصة على «السوشيال ميديا» تطالبنى بذكر أخطاء التحكيم كعنصر أول فى خسارة فريق أو فوز آخر قبل ان أذكر أى عنصر آخر سواء أكان فنياً أو إدارياً.. وهو أمر تعلمت فى بلاط صاحبة الجلالة أنه خاطىء حتى لو مال كل الخبراء للتخبيط فى الحكام من أجل ما يسمى الآن بالتريند الذى يسعى إليه للأسف الأغلبية العظمى ممن يحللون كرة القدم الآن.
فى البداية سأذكر لكم قصتين كنت طرفاً فيهما، الأولى حين طلبت منى إحدى القنوات أن أقوم بعمل برنامج تحليلى حول كل الأحداث الرياضية وكان ذلك قبل إستفحال عصر «السوشيال ميديا»، وفى الجلسة مع أحد المسئولين طالبنى بأن تكون هناك فقرة فى كل حلقة تحت مسمى خربشة وأقوم خلالها بالهجوم على بعض المسئولين واللاعبين حتى نكسب المشاهدة حتى ولو دون وجه حق، وبعد هذه الجلسة بدقائق تركت المكان بلا عودة.
فحتى قبل ان تصبح أغلب البرامج الرياضية هكذا فى الفترة الأخيرة هجوم وإسفاف وألفاظ جارحة وانتهاك أعراض تحت مسمى الانتشاروالتريند، لم أكن أقبل المشاركة فى هذه المهزلة حتى لو خسرت الدنيا وما فيها.
القصة الثانية كانت منذ شهور حين قابلت مسئولاً إعلامياً فى الاستاد قبل إحدى المباريات وهو يشغل منصباً كبيراً فى الرياضة الآن، فنادانى فى مقصورة الاستاد وقال لى: «إيه اللى بتعمله ده يا دكتور طارق فى الإعلام.. فاستدرت له وكلى قلق ان أكون قد فعلت شيئاً مشينا وقلت له «ماذا فعلت فى الإعلام، هل أخطأت؟ فصدمنى رده حيث قال.. لا بل أنت تكتب كما لو كنت فى المدينة الفاضلة ولا تخطىء فى أحد وتتناول الموضوعات بشفافية.. وكل تلك الأمور ليست موجودة فى الإعلام الحالى. كان هذا الرد كافياً لأن أتركه وأرحل سريعاً من أجل الاستعداد للتعليق على المباراة.
أعود لموضوع المقال مرة أخرى وهو حول التحليل الفنى للمباريات بالكامل إلى التعليق على أخطاء التحكيم فقط دون ذكر للأسباب الحقيقية التى تشمل عناصر الرياضة من تكتيك المباراة وأداء اللاعبين ودور المدير الفنى فى تعديل طريقة اللعب والتغييرات، وفى النهاية يختصر كل ذلك عند عنصر واحد وهو التحكيم.
فهل من المعقول مثلاً أن يتم تحليل إحدى أهم مباريات الكرة المصرية هذا الموسم وهى مباراة الأهلى ومازيمبى من خلال نقطة واحدة فقط وهى قرار الحكم الكينى بيتر واويرو بإلغاء الهدف الذى سجله مازيمبى بسبب لمسة اليد وخلال الأيام الماضية كان الحوار غير فنى بالمرة وكانت كل قصص «السوشيال ميديا» حول لاعب كرة قدم سابق يجهل كل قواعد الفار ويتهم مخرج المباراة بأنه وراء التلاعب ولم يكن هذا الشخص الذى اتهمه هو المخرج الفعلى.