على مدار العامين الماضيين كتبت هنا مراراً وتكراراً وحذرت من خطورة فقرات التحليل التحكيمية فى استوديوهات تحليل مباريات كرة القدم.. بما تبثه من السم فى العسل وتسبب خطراً على مهنة التحكيم.. لأن الذين يقومون بالتحليل كانوا حكاماً من قبل ويتسببون فى ضياع ثقة حكام الساحة الحاليين فى أنفسهم وبالتالى فإن بعض قراراتهم تتسبب فى ضياع مباراة وأحياناً بطولة من فريق ما وذلك بدون قصد.. والمصيبة أن هؤلاء المحللين عندما كانوا فى الملاعب تسببوا فى كوارث كروية وكانوا علي»قدهم قوي» ومستوى بعضهم ضعيف للغاية وارتكبوا أخطاء مايقعش فيها ناشئ عنده عشر سنوات.. ناهيكم عن لهجة التعالى ونبرة الغرور التى يتكلمون بها وكأنهم فى حضانة يلقون فيها آراءهم الجهبذية على التلاميذ.. ولن أتكلم عن البلبلة التى يسببونها بآرائهم المتضاربة فى أحد قرارات الحكام خاصة فيما يتعلق بصحة ضربات الجزاء أواحتساب الأهداف..وكم طالبت بإلغاء هذه الفقرة وساعتها سوف يكتسب الحكام ثقة الجمهور ولن تحدث أزمة واحدة وستتوقف الفتنة الرياضية.
والحقيقة..قدم المذيع إبراهيم عبدالجواد حلقة عبقرية على قناتى أبوظبى الرياضية وأون تايم سبورت خلال تنظيم بطولة السوبر المصرى فى الإمارات..وكانت الحلقة عن أزمة التحكيم فى الكرة المصرية..وظهر المذيع على أعلى درجة من المهنية وكذلك الضيوف على أعلى درجات الخبرة.. وخرجت الحلقة بعشر توصيات فى منتهى الأهمية وساعتها تخيلت أن أهل الجبلاية ولجنة الحكام سوف ينفذون هذه التوصيات سهلة التنفيذ.. ولكن للأسف «ودن من طين والتانية من عجين» لنصل إلى ماسمعناه وشاهدناه خلال الأيام الماضية من تسريبات ثم إقالة للجنة الغريبة فى تشكيلها من حيث القائمين عليها ومنهم واحد كان لسه بيحكم لحد السنة اللى فاتت وكان يشتهر بنظرات الاحتقار للاعبين والأجهزة الفنية.. وكانت أهم التوصيات التى أعجبتنى جداً أنه يجب منح رخصة لمن يظهر فى الاستوديو التحليلى ويجب أن يتحلى بالحيادية وأيضاً الشفافية والبحث فى سيرته الذاتية إذا كان ماحصل عليه من دورات وشهادات معترفاً به دولياً ومحلياً مثلما يحدث مع المديرين الفنيين للفرق..
إنهم يطلقون لقب قضاة الملاعب على الحكام.. طيب ياترى سمعنا فى يوم عن أحد شيوخ القضاء خرج يتكلم عن حكم محكمة.. أكيد لأه..!!