يموج العالم العربى بالعديد من الصراعات التى جعلته يمر بمنعطف خطير بسبب الفتن ونشر الشائعات والنزاعات الداخلية التى تتغذى على القيل والقال والميل إلى كثرة الكلام الذى يكون بمثابة صب الزيت على النار لتأجيج الرأى العام من خلال السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي.
مما لاشك فيه أن هناك من يعمل في» الكواليس» ليلاً ونهاراً من أجل تنفيذ مخطط تقسيم المنطقة العربية ووضعها فى حالة دائمة من التوتر وجعلها أشبه بالرجل العجوز المريض الذى يمد يده من أجل أن يساعده الآخرون .
هذه اليد الخفية تستخدم أذرعا عديدة لتنفيذ أجندتها بالوكالة عنها، فنرى ان هناك اسماً يتكرر وعاملاً مشتركاً فى كل مناطق الصراع ومعهم المرتزقة وجماعات أخرى بتمويل وسلاح من مصادر معروفة
هؤلاء يتم استعمالهم كمخالب القطط فى المنطقة، و القوى التى تستخدمهم تصطنع عدم الإهتمام وتغض الطرف عن كل الانتهاكات للقوانين والأعراف الدولية مما يؤكد أن الصراعات والأزمات التى تحدث داخل دول الوطن العربى ليست بسبب عوامل داخلية، بل هناك عوامل خارجية تسببت فى انفجار العديد من الصراعات وإشعال الفتن ونار الحروب.
إن اللعبة أكبر مما هو ظاهر، والأطماع التى يخطط لها فى غرف مظلمة داخل الدهاليز رهن التنفيذ، وما نشاهده ونقرأه لا يعدو إلا مقدمات، لذلك يجب أن ترقَى الشعوب العربية أولاً لمستوى الحدث والتحدى ونعلم أن دق إسفين الخلاف وإشعال نار الفتن والترويج الإعلامى لها هو الوسيلة للوصول إلى الغاية من أجل التشتيت والإنقسام وإحداث الفرقة.
كل ما أتحدث عن تفاصيله هو أمر واقع أمامنا جميعاً حيث أن الحالة تتفاقم يوم بعد الآخر،والخلافات داخل العديد من البلدان العربية تتعمق أكثر وأكثر مع مرور الوقت، ومما لاشك فيه أن هذه الأزمة والحالة لم تشهدها المنطقة من قبل وهذا يعنى أن سياسة البيانات التى تشجب وتستنكر ليس لها أى أثر فعال فى مثل هذه الظروف .
لذلك يجب أن يكون التعاون العربى الرسمى بين كافة الدول العربية أعمق من ذلك سواء اقتصادياً أو سياسياً أو يكون بهدف التكامل فى كل المجالات دون الاحتياج إلى الخارج، كما يجب السعى لمشروع قومى عربى وتوطين التقنيات والصناعات الإستراتيجية المهمة للأمن القومى العربى وخاصة السلاح، وتأمين السلع الإستراتيجية من خلال سوق عربية مشتركة
و يجب أن يعلم الشباب الذى زج به من غير أن يدرى فى أتون الحرب وأخذ يتبرأ من الجذور والأصول والهوية العربية أن هذه الأصول هى أساس القوة والتلاحم والترابط والإتحاد والتعاون بيننا.
أعلم أن هناك أفواها جف ريقها وأقلاماً جف حبرها من النداء بهذا التعاون المأمول حتى أصابنا العدو بسهام اليأس والإحباط وأخذ ينظر المجتمع العربى لمن ينادى به بأنه شيء من الوهم والخيال وأن تحقيقه هو المحال، ولكن ستظل هذه المطالب حية ..وإن لم يكن هذا أوانها وعنوانها ومكانها المناسب، فأين نضعها وكيف نطبقها ومتى ننادى بها ؟ فكرة التعاون العربى لن تموت وستعيش فى الوجدان تتوارثها الأجيال وما أحوجنا إليها الآن فبعد الظلام الحالك لابد أن يشع النور جلياً ليضيء لنا الطريق ونصل إلى بر السلام.