تكثيف العمل وضغط البرنامج الزمنى لتشغيل منشآت المشروع
توفير المزيد من الخدمات والأنشطة الترفيهية والفنادق لاستيعاب الحركة الوافدة
تذليل كافة المعوقات للانتهاء من الأعمال فى موعدها
استعرض الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء المراحل النهائية للموقف التنفيذى لمشروع تطوير «موقع التجلى الأعظم فوق أرض السلام»، تمهيداً لافتتاحه على النحو الذى يتناسب مع قيمته التاريخية والثقافية، حيث يتم تنفيذه بتكليف ومتابعة مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، سعياً لتحويل المنطقة إلى وجهة سياحية.. الدكتور مصطفى مدبولى اكد أن هذه الزيارة جاءت متزامنة كذلك مع الاحتفال باليوم العالمى للسياحة أمس الأول.
مضيفا خلال الجولة التفقدية، بمدينة سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء، أن الدولة المصرية بمختلف وزاراتها وأجهزتها المعنية بذلت جهوداً كبيرة لتحويل تلك البقعة المتفردة مقصداً عالمياً للزائرين من شتى بقاع الأرض، من خلال مواصلة تنفيذ ذلك المشروع المتكامل بجهود حثيثة طوال الفترة الماضية، اتساقا مع مكانة تلك البقعة المقدسة التى تعتبر جزءاً أصيلاً من أرض مصر، والتى شرفها المولى عز وجل بالتجلى فوقها، وذلك من أجل تقديمها للإنسانية ولشعوب العالم أجمع، على النحو الذى يليق بها؛ تقديراً لقيمتها الروحية الفريدة التى تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة.
وجه الدكتور مدبولى بضرورة العمل على تكثيف العمل وضغط البرنامج الزمنى لتنفيذ مختلف مكونات المشروع، على أن يتم التحرك السريع لتوفير المزيد من الخدمات والأنشطة الترفيهية المختلفة خاصة بمنطقة الزيتونة لتتحول من مجرد مبان سكنية إلى منشآت فندقية، لاستيعاب الحركة السياحية الوافدة المتوقعة، بحيث تتوافر عناصر قوية جذابة للمشروع، ومن ثم تسويقه على أعلى مستوي.
أثناء استماعه عرضاً تقديمياً حول جميع عناصر مشروع التطوير، أكد رئيس الوزراء حرص الدولة على تذليل كل المعوقات التى قد تطرأ أثناء التنفيذ، بما يسهم فى دفع العمل بها، مشدداًً على أهمية عنصر التشغيل باعتباره ضمانة رئيسية لنجاح المشروع، مؤكداً فى هذا الصدد ضرورة الحرص على وجود مشغلين لمختلف المنشآت السياحية التى تندرج ضمن المشروع، على أن يتم مراعاة الإسراع بالتعاقد مع المشغلين المحتملين للمشروعات السياحية بمنطقة الزيتونة، وغيرها.
فى إطار جولته أمس، قام رئيس الوزراء بمتابعة موقف المنصة الجغرافية لمحافظة جنوب سيناء الفائزة بجائزة التميز العالمية «Esri SAG Award 2024» فى مجال نظم المعلومات الجغرافية حيث أكد الدكتور مدبولى أن إنشاء هذه المنصة يأتى فى إطار حرص الحكومة على تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، فيما يتعلق بالتحول الرقمى والحوكمة الرشيدة، وتطوير الأداء المؤسسي، بما يتماشى مع تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ورؤية مصر 2030.
كما أشاد الدكتور مدبولى بدقة وكفاءة تنفيذ المنصة الجغرافية مشدداً على أهمية تطبيق المنظومة بالأسلوب الأمثل، بما يُمكن الدولة من تعميم التجربة وتنفيذها فى باقى مدن ومحافظات الجمهورية، للاستفادة من المزايا الواعدة للمنظومة، مع البدء بالمدن السياحية، والتركيز مبدئياً على مدينتى الأقصر وأسوان.
خلال الجولة تفقد الدكتور مصطفى مدبولى أعمال تطور مطار سانت كاترين وأكد أهمية عمليات التطوير بالتزامن مع تنفيذ مشروع موقع التجلى الأعظم فوق أرض السلام من أجل استيعاب حركة الطيران المتوقعة والتوسعات المستقبلية للمدينة كواجهة سياحية ودينية عالمية.
خلال تواجده بالمطار فى إطار جولته أمس لمشروعات تطوير المدينة وموقع التجلى الأعظم، تابع الدكتور مدبولى ومرافقوه أعمال الإنشاءات بمبنى الركاب والمبانى الخدمية، والتى تتضمن إنشاء مبنى الركاب بسعة 600 راكب فى الساعة، بمساحة بنائية 15 ألف متر مسطح، يضم صالة سفر وصالة الوصول «الدولى والمحلي»، وصالة الـVIP.
وعقب تفقده أعمال تطوير مطار سانت كاترين الدولي، توجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لبدء تفقد المكونات الأخرى لمشروعات تطوير موقع التجلى الأعظم فوق أرض السلام، بدأها بتفقد أعمال مشروع إنشاء الفندق الجبلي.
قال المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ان الوزارة قامت بوضع مخطط متكامل لمشروع «التجلى الأعظم» فوق أرض السلام بمدينة سانت كاترين بهدف إنشاء مزار روحانى على الجبال المحيطة بالوادى المقدس؛ لتكون مقصداً للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية والبيئية على مستوى العالم، بجانب توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار وتنمية المدينة ومحيطها مع الحفاظ على الطابع البيئى والبصرى والتراثى للطبيعة البكر، وتوفير أماكن لتسكين العاملين بمشروعات مدينة سانت كاترين.
كما أشار الشربينى إلى أن الوزارة تتولى تنفيذ المشروع، من خلال الجهاز المركزى للتعمير، وجهاز تعمير سيناء، بتمويل من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.
قال المهندس شريف الشربينى إن المشروعات الجارى تنفيذها تشمل إنشاء مركز الزوار الجديد بمدخل المدينة بموقع ميدان الوادى المقدس، مشيراً إلى أن المشروع يتضمن كذلك إنشاء ساحة ومبنى السلام على مساحة 12 ألف م2، حيث تشغل المبانى مساحة 7300 م2، وتشمل ساحة للاحتفالات الخارجية، ومبنى عرض متحفى متنوع، بالإضافة إلى مسرح وقاعة مؤتمرات، وكافيتريا، وغرف اجتماعات؛ لتستوعب مختلف الفعاليات مع إخفاء خدماتها الضرورية فى مبنى تحت الأرض غير ظاهر وغير مؤثر على البيئة الطبيعية.
فى الوقت نفسه، أوضح وزير الإسكان أن المشروع يتضمن إنشاء فندق جبلى متكامل على مساحة 12900 م2، ويتمتع باطلالات متعددة على دير سانت كاترين وهضبة التجلى ووادى الراحة مع حديقة جبلية خلفية ذات تكوينات صخرية نادرة، ويقوم المشروع على استغلال التجويف الكبير الموجود فى الجبل بوادى الراحة؛ لإنشاء الفندق الجبلى ليضم مختلف المقومات التى تجعله فندقا عالمياً يتمتع باطلالات متعددة.
الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومرافقوه، زاروا منطقة وادى الدير إحدى أهم مناطق «سانت كاترين» لكونها منطقة الوادى المقدس الذى ذكرته كل الأديان السماوية.
كان فى استقبال رئيس الوزراء ومرافقوه فى دير سانت كاترين، كل من الدكتور أحمد عادل توفيق، مدير آثار جنوب سيناء، والقس بوروفيروس، وكيل الدير، والقس جاستين، أمين مكتبة الدير، وعدد من القساوسة والرهبان بالدير.
من جانبهم، أعرب قساوسة ورهبان دير سانت كاترين، عن تقديرهم الكبير لما يتم إنجازه من أعمال تطوير بالمنطقة، كما تقدموا بالشكر للرئيس والحكومة على الاهتمام بالمنطقة، مؤكدين أن ما يتم من أعمال تطوير غير مسبوق ولم يشهدوه من قبل إلا خلال الفترة الحالية.
كما تفقد الدكتور مدبولي، مكتبة الدير «معرض الأيقونات»، التى تقع أعلى البرج الشمالى بالدير، حيث استمع إلى شرح تفصيلى من القس جاستين، أمين مكتبة الدير، حول المقتنيات التى تضمها المكتبة بين جنباتها، وتشمل الكنوز السيناوية والمخطوطات الأثرية عالية القيمة والمشغولات المعدنية والملابس الأسقوفية المحلاة بخيوط الذهب والفضة، والتى يرجع بعضها إلى القرن الرابع الميلادى.