مما لا شك فيه أن مصر من الدول التىتأثرت بالوضع الاقتصادى العالمى، فى ظل توتر الأجواء من حولها، ولكن السؤال الأهم هنا، هل مصر مع تفاقم الأزمات الاقتصادية العالمية تواجه حيتان التجار غير الشرفاء، هل تواجه انعدام الأخلاق وانحدار الضمير، سؤال يطرح نفسه ويجعلنا نتبحر فيه لنضع أيدينا على الجواب من أجل الحفاظ على مصر بلد الخير والرخاء.. فالدولة تعمل على التخطيط الدائم لرسم نظرة مستقبلية للاقتصاد الوطني، عن طريق تعزيز قدرة وصلابة الاقتصاد المصرى بطرق مختلفة من زيادة التصدير وتخفيض الواردات وزيادة أعداد السياحة الواردة من الخارج ورفع كفاءة الصناعة الوطنية وتوطين الصناعات بمختلف المجالات بما يكفى الإنتاج المحلي.
ولكن مع كل هذه التحديات التى نواجهها، نجد تجار الأزمات وجشعهم هم سبب أصيل فى زيادة الأسعار وذلك باحتكار السلع ومنعها من التداول من أجل الحصول على أرباح كثيرة وسريعة وكل هذا الجشع يكون على حساب المواطن البسيط، غافلين بتلك الممارسات والاحتكارات للسلع، أهم وأنبل صفة كانت لابد أن تكون متأصلة فى التجار وهى «الضمير الحي» فهو شرفه وأمانته، فضميرك أيها التاجر هو الذى يجعلك دائماً ترفض الحرام وترفض الاستغلال والاحتكار من أجل التربح السريع، وترفض الغش وتأبى ظلم الناس، وتخشى الله.
ومع تفاقم الأزمة أدركت الحكومة أن الأزمة مفتعلة بسبب المتلاعبين والخارجين عن القانون بسوق العملة الأجنبية والذهب، وقامت باجراءات حاسمة وسريعة من أجل مواجهة تجار العملة والذهب والاحتكار للسلع المختلفة، ضد العديد من هؤلاء الأشخاص الذين لا يحملون الضمير والذين قاموا باستغلال الأزمة وأخفوا السلع المختلفة داخل المخازن من أجل تحقيق أرباح خيالية على حساب المواطن البسيط، كذلك العديد من تجار العملة الأجنبية والذهب الذين استغلوا الأمر لرفع قيمة العملة والذهب دون مبرر، ويجب أن تكثف الدولة الحملات الرقابية على كافة المنافذ والأسواق بمختلف المدن والقرى بمحافظات الجمهورية.
الأمر الذى يحتاج منا جميعاً التكاتف والاهتمام والمواجهه الحاسمة، لابد أن نعمل سوياً على مواجهة هؤلاء اللصوص الذين يسمون أنفسهم تجار، والحصار الدائم لهم لكى نتخلص منهم نهائياً، ليتعافى الاقتصاد وتنخفض الأسعار إلى الحد الذى يناسب كافة المواطنين.
وعلينا أن ندرك أن «أحقر» الناس والفئات هم أغنياء الأزمات، كما قال الإمام على رضى الله عنه عندما سئل عن أحقر الناس فقال «من ازدهرت أحوالهم يوم جاعت أوطانهم»، بمعنى أن أى إنسان يستغل احتياج البسطاء من أولويات أساسية للحياة من أجل تحقيق مكاسب مادية يعتبر نفسه متجرد من الإنسانية ومعدوماً من الضمير ولا يستحق العيش والانتماء لهذا الوطن.
وفى الختام يجب أن نعلم أن مصر كانت على مر العصور والأزمنة تمر بمحن عديدة ومختلفة ولكن كل محنة تخرج منها أقوى من ذى قبل، فأنها محمية من الخالق عزوجل، وبفضل شعبها الأصيل الواعى المحب لبلده والداعم لها فى كل الأزمات، عاشت مصر قوية أكبر من كل المحن.