القائمون على الكرة المصرية .. هل يبحثون عن المناصب ام هدفهم العمل وصناعة الكوادر؟! سؤال يطرح نفسه ونتمنى الاجابة على هذا السؤال قبل الانتخابات المقبلة سواء فى اتحاد الكرة وأيضا رابطة الاندية المصرية، واتمنى ان يكون التصويت للأفضل ولا يغلب عليه التربيطات والصداقات والمصالح الشخصية.
السبب فى توجيه هذا السؤال هو قرار رابطة الاندية المصرية التعاقد مع شركة المانية لادارة المسابقات المحلية.. وبعد ان نظمنا الدورى على مدار 76 سنة نعترف بفشلنا وتراجعنا والاستعانة بالالمان لينظموا لنا البوندزليجا المصرى .. يا خسارة.
ورغم اننى كنت من اكثر المتحمسين لإبعاد القائمين على المسابقات لفشلهم فى عملهم، الا ان قرار التعاقد مع شركة المانية اصابنى بحزن شديد لانه دليل على اننا لم نعد نمتلك الكوادر المصرية فى اتحاد الكرة القادرة على ادارة المسابقات وهى كارثة حقيقية .. ليس هذا فحسب ولكن ايضا نبحث عن خبير حكام اجنبى .. ونبحث عن كوادر تدريبية سواء مدير فنى ومدرب حراس ومعد بدنى ومخطط احمال وهكذا .. وعلى مستوى اللاعبين لدينا نقص كبيرفى الكثير من المراكز ونبحث عن المحترفين لسد هذا العجز .. دون ان نبحث عن تطوير وتأسيس الناشئين.
كل هذا آراه كارثة بكل المقاييس لاننا لم نعد نصنع كوادر مصرية واصبح الطريق الاسهل يتمثل فى المثل الشهير «شرا العبد ولا تربيته» وبالتالى بدلا من العمل وصناعة كوادر ولاعبين نبحث عن الاجانب.
البعض يتصور ان عدم وجود كوادر يرجع لفشل الحكام والمدربين والاداريين وايضا ندرة المواهب على مستوى اللاعبين ولكن هذا غير صحيح بالمرة.
الفشل الحقيقى هو فشل كل من يتولى منصب فى الكرة المصرية سواء على مستوى الاتحاد أو الاندية، لان الادارات الناجحة هى من تصنع الكوادر، ولكن للاسف هذا لا يحدث .. الكل يبحث عن منصب وبمجرد ان يتولى المسئولية يبحث عن الطريق الاسهل وهو الاستعانة بالاجانب.
لو كان هناك تخطيط من جانب اتحاد الكرة لنجح فى صناعة وتأهيل حكام مميزين وأيضا كوادر لادارة لجنة الحكام.
لو كان هناك تخطيط سليم لاصبح لدينا عشرات المدربين المميزين، وبالتالى لا نحتاج للتعاقد مع مدربين اجانب بالدولار.
وعلى مستوى الاندية لو لدينا تخطيط سليم واكاديميات مميزة وقطاع ناشئين جيد لاصبح لدينا عشرات المواهب فى كل المراكز، وبالتالى نصدر اللاعبين إلى اوربا بدلا من استيراد كل شئ.