اختلاف فى وجهات النظر واعتراضات من البعض هناك من يختلف على المسمى ورفض اسم «البكالوريا» وهناك من يعترض على ادخال مادة الدين فى المجموع، لكن فى كل الاحوال فالمتفق عليه أن النظام الجديد مع تلافى بعد الاخطاء سيكون نقطة انطلاق هامة للطلاب نحو المستقبل الأكاديمي والمهني .. تنوع التخصصات .. مسارات دراسية متعددة، مواكبة التطور التكنولوجي ابرز مميزات نظام البكالوريا وفقا لآراء خبراء المناهج والمهتمين بشئون التعليم.
أكد الخبراء ان نظام البكالوريا يهدف إلى تأهيل الطلاب للمرحلة الجامعية وتطوير التعليم الثانوي وتقديم فرص متنوعة للطلاب بناء على ميولهم الأكاديمية إضافة إلى تنوع التخصصات التي يقدمها، حيث يمكن للطلاب الاختيار بين مسارات علمية وأدبية تتناسب مع اهتماماتهم وقدراتهم.
وقالوا إن النظام رغم بعض الملاحظات والتخوفات التى يعديها البعض الا انه يسعى إلى تحسين جودة التعليم من خلال امتحانات موحدة على مستوى الجمهورية، مما يضمن العدالة بين الطلاب بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا في التعليم وتحضير الطلاب للجامعات الدولية.
أكدت د. أميرة رضا مسعد استاذ تكنولوجيا التعليم بجامعة القاهرة أن نظام البكالوريا يخفف الأعباء على الطلاب بتقليل عدد المواد الدراسية مما يحسن من جودة التعليم مشيرة إلى أن النظام الجديد يركز على المهارات والقيم أكثر من الحفظ والتلقين وزيادة المشروعات والجانب العملى أكثر من النظرى، مشيرة إلي أن النظام الجديد البكالوريا سوف يوفر فرص تعليمية متساوية للطلاب وموارد تعليمية مختلفه .
د. سليم عبد الرحمن استاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة حلوان أكد أنه مع قرار البكالوريا لانه سوف يسمح للطلاب بإعادة الامتحان أكثر من مرة مما يقضى على رهبة الفرصة الواحده كما أنه يتم التعامل مع البكالوريا كنظام قائم بذاته في مكان يحصن الشهادة كما أنه يسمح لمن لايريد استكمال مجاله العلمى الأكاديمي أو من لا يتوفر لديه الإمكانات المادية ام يكتفى بشهادة البكالوريا ليعمل فى المجال الذى يتناسب مع مؤهله الدراسى فليس كل من يحصل على 60 ٪ يكون لديه فرصة.
قال إنه لابد من وجود محاولات عديدة للطالب فليس الهدف هو أن يرسب الطالب ولكن بمقابل مادى لأن الدولة تتكلف تجهيز الكنترولات والملاحظين والورق وكافة أعمال الامتحانات والراسب فى المادة يتحمل نتيجة رسوبه وحتى يكون هناك دافع للطالب أن ينجح وهذا مطبق فى الدبلومه الأمريكية كما أن الطالب أثناء المحاولة الأولى للامتحان قد يحدث له أى طارىء مرضى أو ظرف لايسمح له بأداء الامتحان مما يحقق تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب .
كما ان النظام الجديد سيقلل من الدروس الخصوصية خاصة إذا كان يتماشى مع تغيير منظومة المناهج وتطويرها وتدريب المعلمين ومعرفة متطلبات سوق العمل وهذا لن يتم بين يوم وليلة حيث هناك فريق عمل فى كل تخصص لمعرفة متطلبات المقررات الدراسيه.
أشار سعيد عطية وكيل أول وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة إلى أن نظام البكالوريا له عدة مميزات منها إتاحة تخصصات أكاديمية متنوعة بناءً على اختياراتهم في المقررات الدراسية كما يؤكد على فكرة التقييم المستمر والمتنوع من الاختبارات والمشاريع، والعروض العملية، مما يعزز من مهارات التفكير النقدي والإبداع، لافتاً إلي أن النظام يعمل على تطوير مهارات الطلاب في التفكير النقدي، القيادة، والعمل الجماعي، مما يسهم في تجهيزهم لسوق العمل.
أشار بدوى علام رئيس مجلس أمناء محافظة الجيزة الى أن الوزارة تعمل على تطوير العملية التعليمية مشيرا إلى أهمية مواجهة مشكلات غياب الطلاب فى المدارس الثانوية بوجود درجات على الانضباط والانتظام فى الحضور مع مواجهة الدروس الخصوصية التى تجذب الطلاب ومافيا السناتر.
أضاف، أن نظام البكالوريا يتيح للطالب الالتحاق بالجامعات العالمية المرموقة في حالة اعتماده دوليا، ويخفف العبء عن أولياء الامور بسبب تخفيف المواد الدراسية وتطبيق نظام العامين واتاحة اكثر من فرصة للطالب، وأن نظام المسارات هو النظام الأفضل حيث يدرس الطالب مواد التخصص، وهو نظام ينقل الطالب من الحفظ والتلقين إلى البحث والأبداع والفكر وهذا هو المطلوب فى المستقبل .
قال أحمد مبارك مدير عام إدارة سابق بالجيزة أن نظام البكالوريا يتبع منهجا يتماشى مع معايير البكالوريا الدولية، مما يمنح الطلاب ميزة قبول في الجامعات الدولية إضافة إلى تشجيع النظام الطلاب على إجراء أبحاث علمية ومشاريع تطبيقية.
قالت ريحاب عريق وكيل مديرية تعليم الفيوم أن نظام البكالوريا يهدف إلى تنمية مهارات الطلاب في المواد الأساسية مثل الرياضيات، العلوم، واللغات، مما يعزز من مستوى التحصيل الأكاديمي الضفة إلى الحصول على شهادة معترف بها دوليًا، ما يسهل عليهم التقديم إلى الجامعات العالمية، مضيفة أنه مع تطوير النظام، يتم استخدام تكنولوجيا التعليم الحديثة في العديد من المدارس، مما يساعد الطلاب على الوصول إلى المعلومات بشكل أسرع وأكثر كفاءة علاوة على الأنشطة التطبيقية التي تساعد في تقييم القدرات المختلفة للطلاب.
خطوة إيجابية
أوضحت الدكتورة عزة عثمان استاذ الاعلام الرقمي بجامعة سوهاج أن نظام البكالوريا الجديد يمثل خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، ولكن تحقيق النجاح الكامل في القضاء على الدروس الخصوصية يتطلب جهودًا متكاملة من قبل الحكومة والمدارس والأسر والطلاب أنفسهم.
قالت إن هذا النظام حتى وان اختلف البعض على المسمى أو حول مادة التربية الدينية الا انه يهدف فقط إلى تقليل الاعتماد على الدروس الخصوصية وليس القضاء عليها تمامًا، وذلك لعدة اسباب منها تعدد المسارات فهو يوفر للطلاب خيارات متنوعة تناسب قدراتهم وميولهم، مما يقلل من الضغط النفسي عليهم والحاجة إلى الدروس الخصوصية لتغطية جميع المواد ، ايضا اعتماد النظام على التقييم المستمر طوال العام، مما يساعد على متابعة تقدمهم وتحديد نقاط الضعف لديهم مبكرًا ، ويعتمد ايضا نجاح هذا النظام علي مدي توفير موارد تعليمية متنوعة مثل الكتب المدرسية الرقمية والمنصات التعليمية الإلكترونية مما يساعد الطلاب على فهم الدروس بشكل أفضل ، فمسألة الدروس الخصوصية مرتبطة بشكل مباشر بمستوي جودة التعليم في المدارس الحكومية والخاصة ، فالدروس الخصوصية ستظل هي البديل لعدم جودة التعليم في المدارس .
وفيما يتعلق بتحقيق النظام لتأهيل الخريجين لمهارات سوق العمل ، أشارت إلى أن هناك بعض التحديات التي قد تواجه نظام البكالوريا في تحقيق اهدافه ، مثل:
سرعة التغير في سوق العمل حيث يتطلب سوق العمل تطوير مهارات جديدة باستمرار، وقد لا تكون البكالوريا وحدها كافية لتزويد الخريجين بجميع المهارات المطلوبة.
وأضافت ان الإصلاحات دائما تعتمد على جودة التطبيق في المدارس والجامعات، وقد تحتاج إلى وقت أطول لتحقيق نتائج ملموسة اضافة الي ذلك تفاوت في الفرص ، فقد لا يحصل جميع الطلاب على فرص متساوية في تطوير مهاراتهم، خاصة في المناطق الريفية أو المحرومة.
اشار د. حسن شحاته استاذ المناهج وطرق التدريس إلى ان البكالوريا المصرية. بديل عصري للثانوية العامة ويضع التعليم المصري في اطار المنافسة العالمية ويساعد في التخلص من ثقافة الحفظ والاسترجاع و التخزين والحفظ والتلقين لان فلسفة الباكالوريا المصرية تقوم علي تنمية مهارات التفكير والنقد وهي من مهارات القرن الحادي والعشرين وتقوم البكالوريا المصرية.
قال انها تعتمد علي التعليم متعدد التخصصات المرتبط بسوق العمل المستقبلية والبكالوريا المصرية تساعد في التقييم المستمر بتقسيم المواد الدراسية علي مرحلتين مرحلة المواد التمهيدية بداية الصف الاول الثانوي العام القادم والمرحلة الرئيسة في الصفين الثاني والثالث الثانوي، مؤكداً ان البكالوريا المصرية تتطلب الحوار المجتمعيي حتي تغير وعي اولياء الامور والمعلمين والطلاب باعتبارها تربط التعليم بسوق العمل وتقضي علي الدروس الخصوصية وتستثمر في المتعلم المصري قدراته وتوظف ميوله ونوعية البرامج التعليمية والكليات الجامعية التي تناسب امكاناته لافتاً إلي انها نقلة نوعية في بناء انسان مصري الجمهورية الجديدة موضحا ان السماح للطلاب بتحسين المجموع بدفع مقابل مالي لا يجور تحقيقا لمبدا تكافؤ الفرص والمعيار فقط هو القدرة العقلية وليس القدرة المادية.
ويتوقع من البكالوريا المصرية ان تحقق امتحانات بلا قلق او توتر لانها تتيح اربعة فرص لامتحانات البكالوريا كما ان السنة التاهيلية في بداية التعليم الجامعي تحقق هدف الطالب والاسرة في الالتحاق بالكلية التي يريد الالتحاق بها اذا كان مجموع درجاته يقل عن خمسة في المائة اضف الي ذلك ارتباط البكالوريا بتخصص الطالب وسوق العمل حتي يصبح التعليم مرتبطا بالاستثمار في سوق. العمل يتوقع نتيجة للبرامج والمسارات وللتخصصات الجديدة ان تتلاشي »السناتر« والدروس الخصوصية والكتب الخارجية لان الدراسة معظمها في الموسسات الانتاجية لاكتساب مهارات سوق العمل.