التعليم أحد أهم الأعمدة الرئيسية وكلمة السر فى تقدم ونهضة الدول.. والمدخل الرئيسى لتحقيق تقدم وتطور المجتمع باعتباره أداة التنمية ووسيلة أساسية لتطوير وتنمية الإنسان والمصدر الرئيسى لإمداد سوق العمل بالكوادر المدربة والمؤهلة فى كل المجالات.. وأهم الآليات التى تسهم فى مواجهة البطالة وزيادة القدرة التنافسية للاقتصاد والقوى المحركة لعجلة الإنتاج والانطلاق نحو صناعة مستقبل داعم وواعد للاقتصاد القومي.. ومن هذا المنطلق فإن إعادة هيكلة كابوس الثانوية العامة وتحديث نظام جديد تحت مسمى «البكالوريا» لمواكبة متطلبات سوق العمل وظروف العصر حتى يتماشى التعليم مع أحدث النظم العالمية.. فما كان يصلح منذ 20 عاماً مضت، لم يعد يصلح الآن.
إن المواءمة بين مخرجات التعليم وسوق العمل، من التحديات التى تواجه الدولة الآن.. حيث تشير كل المعطيات والشواهد إلى ضعف التوافق بين نواتج التعليم وحاجة سوق العمل المحلى والعالمي.. فالمناهج جامدة وتتغير ببطء ولا تتناسب مع تطور العصر وسوق العمل.. ونتيجة لذلك، أصبحت بعيدة كل البُعد عن المقارنة مع المستويات العالمية، وأصبحت ضرورة فى عالم المنافسة والانفتاح.. ومن ثم فإن نظام «البكالوريا» بديل الثانوية العامة الذى سيتم تطبيقه العام المقبل، جاء ليواكب الأنظمة التعليمية فى العالم ويسهم فى تحسين جودة تعليم يواكب سوق العمل وظروف ومتطلبات العصر فى كل المجالات.
>>>
البكالوريا التى يتم تطبيقها فى دول العالم، تعتمد فكرتها على تنمية المهارات الفكرية والإبداعية والنقدية للطالب، بعيداً عن الحفظ والتلقين.. وتعتمد على تقسيم المواد على عامين، مما يخفف العبء النفسى والمادى عن الطالب والأسرة.. الأمر الذى يؤدى إلى القضاء على «السناتر» والدروس الخصوصية، وتتيح للطلاب اختيار المسار الذى يناسب اهتماماتهم وقدراتهم وميولهم ومواهبهم للالتحاق بالتعليم العالي.
إذ يوفر النظام الجديد مسارات تعليمية متنوعة للطلاب، بعد أن كان التعليم مقتصراً على الشعبتين علمى وأدبى فقط.
>> خلاصة الكلام:
الدولة تسابق الزمن للتنمية والتطوير فى كل المجالات بصفة عامة، والتعليم بصفة خاصة من أجل بناء إنسان مفكر.. واع.. قادر.. مبدع.. متميز.. نحن نعيش فى عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وهذا يعنى أن وتيرة الحياة تتغير باستمرار.. وما كان يحدث فى الماضي، لا يجب أن يحدث الآن.. ومع التقدم التكنولوجى الهائل وتزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعى فى تغيير طبيعة الوظائف والمهارات المطلوبة بشكل سريع.. ومن هذا المنطلق، فلابد أن يتحلى خريج هذا العصر بصفات تعليمية متطورة تؤهله للدخول فى عصر التكنولوجيا والبرامج الحديثة والمهارات الشخصية التى تجعله ناجحاً.. مفكراً.. متميزاً.. ماهراً.. جاهزاً لمتطلبات سوق العمل المحلى والعالمي.. من أجل هذا، جاءت فكرة «البكالوريا» لتتماشى مع أحدث النظم العالمية.
>> كل الشكر والتقدير لوزير التعليم محمد عبداللطيف وكتيبة العلماء والمفكرين والأساتذة الجامعيين المتخصصين فى تطوير التعليم، الذين قضوا على «بعبع» الثانوية العامة والدروس الخصوصية والعبء النفسى والمادى على الأسرة المصرية.