مصطلح «البطة العرجاء»، Lame duck يشير إلى الوضع السياسى الضعيف لرئيس الولايات المتحدة الامريكية طوال 11 أسبوعاً من يوم ظهور نتائج الانتخابات الرئاسة الأمريكية وحتى يوم تنصيب خليفته فى 20 يناير، وبموجب القانون الأمريكى لن يكون للرئيس المنتخب أى صلاحيات تنفيذية أو زيارات خارجية، ولكن يحق لترامب خلال هذه الفترة البدء فى اختيار فريق حكومته ومساعديه نظراً لكون الرئيس الامريكى هو رئيس الحكومة ورئيس الدولة وتتمركز فى يده السلطة التنفيذية للولايات المتحدة الامريكية، ويعمل حالياً مئات الموظفين على تهيئة البيت الابيض لترامب وحاشيته حتى تصبح الغرف الـ132 جاهزة لاستقبال الرئيس الجديد، وبمقدور الرئيس المنتهى ولايته جو بايدن التمتع بصلاحياته كاملة واتخاذ قرارات حتى يوم 20 يناير، حيث أكد التزامه بتسليم السلطة سلميا إلى خليفته الجمهورى دونالد ترامب، ودعا إلى الوحدة الوطنية لتجاوز الانقسامات السياسية، ولكن فى الوقت ذاته تعيش إدارة بايدن فى وهم كبير وهو قدرتها خلال فترتها العرجاء (11 أسبوعاً) على حل كافة الازمات التى ساهمت بشكل فعال فى اشعالها على مدى عامين كاملين ومنها انهاء الحرب فى غزة ولبنان ومنع انتشار الصراع بالشرق الأوسط، وتحسين وصول المساعدات إلى قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين، وحتى اذا استطاعت حل هذه القضايا فكيف ستعيد للحياة آلاف الشهداء المدنيين الذين شاركت إسرائيل فى ازهاق أرواحهم بالاسلحة الامريكية فى غزة ولبنان.
إدارة جو بايدن وضعت ارثاً من العراقيل امام الحزب الجمهوري، ومن هذه العراقيل الحرب الروسية- الاوكرانية، وحرب الإبادة الإسرائيلية ضد أبناء غزة و لبنان، والصراع الإسرائيلي- الايراني، ومشكلة الصين وتايوان، والعلاقات بين روسيا والصين وكوريا الشمالية، بالاضافة إلى اليمن والحوثيين، والصراع السوداني، وتكتل البريكس الاقتصادي، ومشاكل سوريا وليبيا والعراق ولذلك تعيش الولايات المتحدة الامريكية مرحلة حاسمة فى تاريخها وفى تاريخ العالم مع فوز ترامب الساحق فى الانتخابات الأمريكية، حيث يسود التفاؤل فى المناطق الساخنة طمعاً فى إنهاء حالة التوتر التى أوجدها الحزب الديمقراطى فى الشرق الأوسط، خصوصاً ان ترامب يردد باستمرار انه «صانع سلام»، وسيسعى لتغيير القواعد الأساسية للاقتصاد العالمي، الأمر الذى تسبب فى قلق أوروبا من موقفه تجاه الناتو وحرب أوكرانيا خصوصاً تعهده بإنهاء الحرب فى أوكرانيا، والضغط على اليابان لدفع المزيد من المال مقابل تمركز القوات الأمريكية لديها. والضغط على كوريا الجنوبية لتدفع 10 مليارات دولار سنويا، كما أشار ترامب إلى أنه لن يلتزم بالمادة الخاصة بحلف شمال الأطلسى التى تتطلب الدفاع الجماعي، وسينهى الدعم العسكرى والمالى الضخم الذى تتلقاه كييف من الولايات المتحدة، كما يستعد ترامب حالياً لوضع خطط لاغلاق الحدود على المهاجرين غير الشرعيين ومواجهة التضخم وارتفاع الاسعار، والعفوعن 1500 من متهمى 6 يناير الداعمين لترامب، بالاضافة الى مواجهة التحول الجنسي، والدفاع عن القيم المسيحية، حيث يقدم ترامب نفسه كنبى فى مهمة تبليغ رسالته وخصوصا بعد أن نجا من رصاصة القناص، وستتمركز مشكلة ترامب فى السعى لايجاد حلول ترضى جميع الاطراف بخصوص القضايا المتشابكة والمتعلقة بالكيان الصهيونى حتى يحقق مقولته بأنه صانع للسلام .