فى أكتوبر القادم تنعقد قمة البريكس فى مدينة «كازان» الروسية.
الكثير يترقب هذه القمة حتى أمريكا نفسها.. مجموعة البريكس التى تضم قوى متباينة فى الحجم الاقتصادى والنظام السياسى لديها هدف واحد وهو الحد من سيطرة الدولار على حركة التجارة، وكذلك إيجاد بدائل لنظام عالمى يهيمن عليه الدولار هناك أكثر من 40 دولة أبدت رغبتها بالانضمام لمجموعة البريكس مؤخراً، وسط تفاؤل كبير من البعض بالوصول إلى آليات اقتصادية تساهم فى الحد من هيمنة الدولار.
تعزيز التعاون والتبادل التجارى بين أعضاء مجموعة البريكس يسير بخطوات تقدمية يوماً بعد الآخر فى مختلف المجالات والعالم اليوم يختلف عن الأمس، والأفكار تتغير يوماً بعد يوم ولن تسمح الشعوب بأن تكون مقدراتها ومستقبلها فى يد طرف واحد.
إن تقدم العديد من الدول للانضمام «للبريكس» خير شاهد ودليل على رغبة عدد من الدول للفرار من سجن وشبح الدولار.. وبالطبع أمريكا تعلم جيداً أن التحرر من التعاملات التجارية بالعملة الدولارية ضربة موجعة لها، وهى طبعاً لن تصمت على تلقى الضربات، فلابد أن ترد، وحلبة السياسة مليئة بأدوات الرد والطعن وهو أمر متوقع على أية حال.
التحرر من الدولار أمر آتٍ إن عاجلاً أم آجلاً، كما أن ظهور عالم متعدد القوي، أصبح حقيقة نشعر بها وسوف يفرض نفسه وسنراه قريباً.. ولكن مما لا شك فيه أن العالم الآن على صفيح ساخن، وتمثل مجموعة «البريكس» نسبة كبيرة من سكان العالم، وبها كيانات اقتصادية عملاقة وقوية، بها الصين مصنع العالم والماكينات التى لا تتوقف بها روسيا أحد موازين القوة الاقتصادية، التى لا يستهان بها الهند والبرازيل، والأرجنتين هذه الدول تحرك بها قطار التنمية، انطلق بسرعة إلى الأمام، ليكون لها مكان فى الصفوف الأولي.
هيمنة الدولار على حركة التجارة الدولية، تسببت فى كثير من الأزمات الاقتصادية والمعاناة للشعوب كل ذلك جعل هذه المجتمعات تطرح أسئلة مهمة: ما الذى يجبرنى على التعامل بالدولار؟ وماذا إذا حدثت أزمة اقتصادية دولارية طارئة؟ من الذى سيدفع الثمن هل نحن؟ أسئلة كثيرة أخذت تدور داخل الأذهان للخروج من هذه الحلقة المغلقة.
وهنا الاجابة كانت واحدة وتكررت أكثر من مرة وهى لابد من وجود بديل.