هل حقاً النظام العالمي في حاجة إلي تعديل، بعد ظهور عورات كثيرة له يندي لها الجبين، خاصة ما نشاهده من أحداث جسام عمت كثيراً من مناطق متفرقة في الكرة الأرضية؟!.. فمن حرب روسيا وأوكرانيا ، إلي حرب اسرائيل -غزة- لبنان ، إلي التهاب عدة مناطق أخري بنيران الإرهاب الدولي المنظم.. كل هذه المنظمات الدولية التي خرجت من رحم النظام العالمي، لم تستطع أن توقف النيران المشتعلة، بل ان بعض الدول كإسرائيل علي سبيل المثال، تمارس ما نعتبره إرهاب دولة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني.. وللأسف تتم هذه الممارسة بمساندة دول تدعي زوراً وبهتاناً أنها تحمي حمي حقوق الإنسان علي المستوي العالمي.
ومن هنا كان ظهور تجمع «البريكس» والمُؤلف منذ بدايته من دول تنتمي إلي الشرق من العالم، ولكنها في ذات الوقت تمتلك اقتصادات علي درجة عالية من التأثير في النظام العالمي، فالاقتصاد الصيني والروسي يلعبان دوراً حيوياً عالميًا، كما أن الاقتصادات الناشئة في البرازيل وجنوب إفريقيا وغيرهما من كل التجمع له تأثيره القادم بقوة .
لذا فإننا ومع توسيع دائرة هذا التجمع الجديد بانضمام عدة دول جديدة إليه، ومن بينها «مصر»، نأمل أن تكون تلك هي «ضربة البداية» لتدشين نظام عالمي جديد تراعي فيه العدالة الدولية بين أطراف المجتمع الدولي ، ومنها مثلاً الانحيازات غير المقبولة التي تمارس ضد رغبات المجتمع الدولي كالموقف الأمريكي من العدوان علي غزة ولبنان.. الذي يتناقض مع موقف أمين عام الأمم المتحدة جوتيريش الذي كثيراً ما خرج إلي المجتمع الدولي ليعلن بكل وضوح رفضه التام لممارسات إسرائيل بل رفعت دولة جنوب إفريقيا دعوي قضائية أمام الجنائية الدولية تختصم فيها قادة الحرب في إسرائيل.
«البريكس» إذا ما خرج إلي العالم الحر بمبادئ وقيم تقضي علي «الفساد» الدولي الحالي فلا شك سيكون بداية صحيحة لنظام عالمي جديد تتواري فيه كل السلبيات التي يعاني منها المجتمع الدولي حالياً.. خاصة أن الدول المؤسسة لهذا النظام الجديد كثيراً ما عانت من سلبيات النظام القائم حالياً.
نأمل أن يأتي يوم نجد فيه العدالة العالمية أكثر شفافية لأنها بذلك ستكون تلك بداية لمجتمع عالمي يسوده السلام وتنتهي منه نغمة الحروب والصراعات علي المستوي العالمي لأنه حين تجد العدالة وقد أظلت دول العالم غنيها وفقيرها بطبيعة الحال سوف تتفرغ الشعوب إلي العمل والإنتاج ومحاولة الارتقاء بالمستوي الاقتصادي والاجتماعي .
إذن نحن في حاجة شديدة إلي إبعاد فكرة الصراعات فيما بيننا لأنها لا تأتي لنا بخير بأي شكل من الأشكال.. ومن هنا فقد أحسنت قيادات بعض الدول صنعاً حين جعلت العمل والإنتاج والارتقاء بالمستوي العام لشعوبها هدفاً تحققه وهو ما نراه جلياً في دول خرجت من الحرب العالمية الثانية شبه منهارة بعد هزيمتها المريرة.. والنموذج واضح تماماً في اليابان وألمانيا.. ونموذج آخر غير هاتين الدولتين تمثل في دول النمور الآسيوية.
وعلي مستوانا المحلي المرجو أن تكون خطواتنا القادمة علي المستوي المأمول خاصة مجال الصناعة مع خطة الدولة المصرية الطموح في توطين الصناعات التكنولوجية الذي سوف يؤدي تواجدها بالسوق المصرية إلي تقليل فاتورة الاستيراد وبالتالي نبدأ في الصعود الاقتصادي العالمي وتعود مصر إلي الواجهة الصناعية والمقدمة كعهدنا بها دائماً.