فى ملف «البحيرات المصرية» توقفنا فى عدد سابق عند ما حدث من تغيير تناول احوال عدد من هذه البحيرات مما ادى إلى استعادة دورها فى الثروة السمكية والحفاظ على البيئة وتوفير فرص العمل والخير، بفضل توجيهات رئاسية.. أعادت لها الحياة من جديد، وبعد سنوات من الاهمال والنسيان، كادت هذه البحيرات خلالها، ان تفقد حضورها بل تحول غالبيتها إلى «أعباء بيئية» حقيقية، اضافة إلى انها مثلت «قلقاً» فى المجتمعات القريبة منها.. وفى «محطة ثانية» من البحيرات تتوقف عند باقى هذا الكنز المائى، من اماكن متفرقة نتعرف على نتائج التوجيهات الرئاسية بالاهتمام ونتعرف على ما اصبحت عليه البحيرات اليوم، ونسجل تطلعات المسئولين والمواطن والخبراء، وفى السطور التالية على صفحات «الجمهورية» الصحيفة الاقرب إلى المواطن المصرى.. المزيد من التفاصيل..
**
عادت نظيفة.. بعد إغلاق مصادر التلوث.. ورفعت التعديات
إدكو
.. بحـيرة
الرياضات المائية
البحيرة- حامد البربرى:
عادت مرة اخرى بحيرة ادكو نظيفة جميلة حرة خالية من التعديات والاشغالات ومسرحا للسباقات العالمية فى الرياضات المائية بعد القضاء على المافيا التى التهمت ثلثى البحيرة والتلوث والحشائش والصيد الجائر ثالوث الموت للبحيرة انتهت الدولة من تطوير المسطحات المائية والبحيرات الشمالية التى يبلغ عددها 11 بحيرة وعلى رأسها خمس بحيرات شمالية مريوط وإدكو والبرلس والمنزلة والبردويل والتى تمت بتكليفات وتوجيهات رئاسية تهدف الى العمل على استعادة ورفع كفاءتها البيئية والاقتصادية مع الحفاظ على التوازن البيئى والطبيعى للبحيرة بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية بهذا الامر واجراء البحوث والدراسات اللازمة حيث ترتفع انتاجية البحيرة لما تتميز به من اعماق ضحلة وحركة مياه هادئة وخصوبة عالية لتربية الاسماك وتعتبر حضانة طبيعية لمختلف انواع الاسماك فى مصر.
بحيرة ادكو واحدة من اهم البحيرات فى مصر تطل على 3 مراكز بمحافظة البحيرة ابوحمص وادكو وكفرالدوار عادت مرة اخرى مصدرا من مصادر الثروة السمكية لسد الفجوة الغذائية بطرح بروتين رخيص الثمن وتوفر الالاف من فرص العمل للصيادين الذين عادوا مرة اخرى الى احضانها بعد ان هجروا المهنة ونزحوا للعواصم الكبرى للعمل بوابين لسنوات عديدة كما نجحت الدولة باجهزتها القوية فى القضاء على التعديات التى كانت تسيطر عليها.
وقامت الدولةبجهود كبيرة لعودة بحيرة ادكو لسابق مجدها وبعثها للحياة مرة اخرى بعد موتها من منع إلقاء الصرف الصحى والصناعى بها قبل المعالجة، لمنع زيادة نسبة التلوث فى البحيرة، وتطبيق القانون على الجميع ومنع التعديات فورا وتطهير البحيرة وتعميقها كونها مصدر الرزق الوحيد للالاف من الصيادين واسرهم.
وقال على ابراهيم عسقلانى البرهيمى صياد إن البحيرة كانت تحتضر وفى عداد الموتى الا ان اعمال التطوير الجارية بها بتوجيهات من الرئيس السيسى اعادتها للحياة وجعلتها الان قبلة للسياحة والرزق الوفير واستطاع الصياد البسيط ان يقوم بالصيد فى اى مكان بعد ان كان هناك سيطرة عليها واصبح الصيد الحر هو عنوان البحيرة والبحيرة مكان للاستشفاء بعد القضاء على مصادر الثلوث والتطهير وازالة الحشائش والبوص وورد النيل.
وقالت محافظة البحيرة انه يعمل فى بحيرة ادكو 4000 رخصة مركب صيد ويعمل على كل مركب 3 صيادين على الاقل فى مراكز إدكو وكفر الدوار وأبوحمص، مضيفًا أن مساحة البحيرة تقلصت تماما بسبب التعديات والتلوث إلى 13 ألف فدان الصالح منهم للصيد 5 آلاف فقط كما ان الصناعات القائمة على مهنة الصيد كانت قد تقلصت تماما لانخفاض منسوب المياه فى البحيرة بسبب عملية الإطماء.
قال اللواء محمد شوقى بدر السكرتير العام للمحافظة ان المحافظة قامت بوضع مشروع لتطوير اقليم بحيرة ادكو من خلال تكريك وتعميق وتطوير المنطقة المحيطة سياحيا واجتماعيا وصناعيا وسكنيا تنفيذا لقرار الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية وذلك لكون البحيرة تعد ثروة قومية بالاضافة لزيادة وتنمية الثروة السمكية عن طريق تطهيرها وتكريكها وزيادة مساحتها وازالة جميع انواع التعديات الواقعة عليها للحفاظ على املاك الدولة وتطبيق القانون لردع المخالفين .
وقال محمد مصطفى شعوير إن مصادر المياه بالبحيرة لم تعد ملوثة الان بعد اعمال التطهير والتطوير الواسعة ودخول مياه النيل ومياه البحر الابيض المتوسط لاول مرة بعد سنوات عجاف زادت خلالها نسب الاطماء والتلوث مما ساهم حاليا فى زيادة نسبة نقاء المياه، ومنع كافة مصادر الثلوث.
**
«ثانى» أكبر البحيرات.. عادت إلى إنتاج وفير من الأسماك.. ونشطت حركة الصيد
البرلس
.. استعادت عافيتها
كفرالشيخ ــ محمد طلعت عوض:
شهدت بحيرة البرلس التى تعد ثانى أكبر البحيرات الطبيعية فى مصر بمساحة تبلغ 118 ألف فدان وتقع بالكامل فى نطاق محافظة كفر الشيخ، اعمال تطوير خلال السنوات القليلة الماضية اعادت اليها الحياه بعد معاناة من الاهمال الشديد اهدر قيمتها وأدى إلى تراجع انتاج الاسماك وهجرة الصيادين وبتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بدأ الاهتمام بالبحيرات، وبدأ العمل على تطويرها على مراحل وأصبحت واحدة من أكبر قلاع إنتاج الأسماك، وتربعت كفرالشيخ على صدارة إنتاج الأسماك بنسبة 45٪ من إجمالى الإنتاج المحلى، وأنفقت الدولة على مشروعات تطوير وتنمية البحيرة مايقرب من مليارى ونصف المليار جنيه وهو رقم كبير ساهم فى تعظيم الانتاج وحل معوقات الصيادين وأسرهم وساعد على الحفاظ على مهنة الصيد وتنميتها ويمثل إنتاج البحيرة 12.5٪ من إنتاج المحافظة من الاسماك وتخدم أكثر من 40 ألف اسرة صياد فى 5 مراكز بالمحافظة هى البرلس والحامول والرياض وسيدى سالم ومطوبس.
قال اللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ ان الدولة تولى اهتماما كبيرا للحفاظ على البيئة والبحيرات وعدم تلوثها، مؤكداً أن الرئيس السيسى وجه بسرعة تنمية بحيرة البرلس وتطوير إنتاجها من الأسماك من مختلف الأنواع لخدمة صغار الصيادين وأبناء المحافظة التى تعد أولى المحافظات على مستوى الجمهورية فى إنتاج الأسماك حيث تنتج أكثر من 45٪ من إنتاج الجمهورية بعد الأعمال الجارية ببحيرة البرلس وإنتاج مزرعة غليون، وذلك بفضل تنوع مصادر الأسماك بالمحافظة، وتم تطوير بحيرة البرلس تتم عبر 3 مراحل، تم الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية بنسبة 100٪، وجارى العمل بالمرحلة الثالثة بتكلفة بمليار و580 مليون جنيه، فالمرحلة الأولى تم تطوير وتعميق مساحة 1808 أفدنة، بالإضافة لتطهير مدخل البوغاز، والثانية تطهير وتعميق 1500 فدان، وحماية جوانب البوغاز، وحفر 4 قنوات شراعية، وإنشاء رصيفين بحريين، والمرحلة الثالثة بيتم تطهير قناة برمبال بمطوبس، وتطهير وتعميق 3026 فداناً، وفتح بابين بين الجزر لزيادة حركة المياه ، وتطهير 7 مصبات صرف زراعى.
اضاف اللواء نور الدين لـ «الجمهورية» انه تم تعميق وزيادة مساحة الصيد الحر لخدمة صغار الصيادين بالبرلس، وتطهير وتعميق بوغاز البرلس بما يسمح بدخول مياه البحر المتوسط المالحة إلى البحيرة للقضاء على الحشائش والبوص المنتشر بالبحيرة، مع وقف عمليات الصيد المخالفة بها، ومكافحة صيد الزريعة، وإطلاق ملايين الزريعة الصغيرة من الأسماك بها بصفة سنوية، ويتم إطلاق أكثر من 50 مليون وحدة زريعة صغيرة فى البحيرة ونهر النيل والمزارع السمكية المنتشرة بالمحافظة.
قال اللواء الحسينى فرحات المدير التنفيذى لجهاز حماية وتنميه البحيرات و الثروة السمكية انه فى ضوء توجيهات رئيس الجمهورية لاستعادة كفاءة وتطوير البحيرات المصرية يتم استكمال اعمال بحيرة البرلس بالتعاون مع العديد من الجهات بتنفيذ تطهير البحيرة حيث تمت على ثلاث مراحل، وتم إزالة الهيش والبوص والقيام بأعمال التكريك كما تم كشف مسطح مائى وتطهير مجرى بوغاز البرلس وتعميقه بطول 1.5كم وبعرض 100م تقريبا وبعمق 5 م، وتكسية وتدبيش جانبى البوغاز، بالإضافة لشق أربع قنوات شعاعية من القناة الرئيسية للبوغاز داخل البحيرة بأطوال من 1200 – 1500 متر، وبعرض 100 متر وعمق 5.5م.
قال أحمد عبده نصار نقيب عام الصيادين ان اعمال التطوير التى تتم فى بحيرة البرلس اعادت الحياة الى البحيرة التى عانت من الاهمال ووعود المسئولين الامر الذى ادى الى قلة الانتاج وهجرة الصيادين الى بلاد اخرى وبفضل اهتمام القيادة السياسية بالبحيرات ومنها البرلس التى شهدت عملية تطوير أدت الى زيادة انتاج الاسماك لوجود مخارج للمياه وعمليات التكريك والقضاء على المخالفات وفتح بوغاز البحر الابيض المتوسط مع مدخل برمبال أدى الى زياده أنواع الاسماك وتكاثرها بخلاف عما كانت عليه من قبل لوجود مياه ملوثة نتيجة لارض طحلة وصرف صحى من مصرف كوتشنر.
قال الحاج سلامة خفاجة رئيس جمعية رعاية الصيادين ان عمليات التطهير فى بحيرة البرلس تجرى على قدم وساق وساهمت فى توفير مصادر دخل لالاف الصيادين من أبناء المنطقة والحرف والصناعات المرتبطة بالصيد منها غزل، وشباك، وإنتاج، وصيانة مراكب، وورش، وتسويق، بالاضافة الى زيادة إنتاج المحافظة من الأسماك.
قال محمد شرابى، نقيب الصيادين فى البرلس ان بحيرة البرلس من أكثر البحيرات الغنية بالثروات السمكية لكبر مساحتها فضلا عن شهرة البحيرة بمهارة الصناع والصيادين حيث احتلت مكانة عظيمة فى مجال تصنيع المراكب، وتصديرها للخارج، وتعد بحيرة البرلس مصدر غنى بالأسماك المتنوعة فى أشكالها وأحجامها.
اعرب علاء صبحى ومحمد قنديل وسامى حمادة ورزق طوبار «من صغار الصيادين واصحاب مراكب بالبرلس» عن سعادتهم بما تحقق على ارض الواقع من تطوير فعلى للبحيرة التى عانت لعدة سنوات من الاهمال واقتحام عدد من الخارجين على القانون عليها وفرض سيطرتهم بخلاف انقراض انواع جيدة من الاسماك بخلاف اهدار قيمة البحيرة والتعدى عليها بعدما كانت تصدر الاسماك للعالم وهو ما ادى لهجرة الصيادين واصحاب المراكب واصحاب المهن الخاصة بالصيد وترك منازلهم ومصدررزقهم الوحيد ومع تطوير البحيرة من كل ماهو مخالف وفتح قنوات جديدة للمياه الامر الذى انعكس بالايجاب لزيادةانتاج الاسماك وخلق فرص عمل كثيرة للصيادين واصحاب المهن للعمل طوال الليل والنهار لاسعاد اسرهم وتلبية احتياجاتهم، ووجهوا الشكر للقيادة السياسية التى اصرت على التطوير ووعدت واوفت وتابعت وانفقت الملايين من اجل اسعادهم والحفاظ على ممتلكات الدولة.
**
خالية من أى ملوثات.. ولا تستقبل مياه صرف.. ولا أنشطة ضارة بالبيئة
البرد ويل .. محمية طبيعية
نجحت جهود الدولة فى تطوير وتنمية بحيرة البردويل بمحافظة شمال سيناء، احدى بحيرات البحر الأبيض المتوسط، من اجل زيادة إنتاجية الأسماك والقشريات لتغطية احتياجات السوق المحلى والتصدير إلى مختلف دول العالم، بجانب توفير فرص عمل حقيقية للشباب وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين القاطنين بالقرب من البحيرة، عقب توجيهات الرئيس السيسى بتنمية وتطوير البحيرات المصرية.
وأكد اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة هناك اهتمام ببحيرة البردويل باعتبارها من أنقى البحيرات على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، إذ أنها الوحيدة على مستوى بحيرات مصر الخالية من أى تلوث وتتميز بعدم وجود أى صرف زراعى أو صناعى أو صحى عليها، ولا يوجد عليها أى نشاط ضار بالبيئة البحرية والسمكية، حيث أنها المحميات الطبيعية.
وأضاف المحافظ، أن مشروع تطوير البحيرة يشمل عدة مراحل ، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى من خلال قيام شركة القناة لأعمال الموانئ والمشروعات الكبرى التابعة لهيئة موانئ قناة السويس بأعمال تطهير البواغيز الرئيسية للسماح بدخول وخروج أكبر عدد ممكن من الأسماك، وعمل قنوات شعاعيه لزيادة المساحة المستغلة للصيد من البحيرة وتحسين جودة المياه داخل البحيرة ورفع إنتاجية البحيرة من الأسماك، لافتا إلى إنشاء قنوات بطول ٧٠ متر من البوغاز رقم ١ الى نهاية البحيرة، وبعرض من 100 الى 110 متر، وبعمق من ٤ الى ٥ أمتار.
أكد اللواء الحسين فرحات المدير التنفيذى لجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، أن مساحة بحيرة البردويل تصل إلى 165 ألف فدان ، وتعد ثانى أكبر البحيرات المصرية بعد بحيرة المنزلة ، الا أنها تتميز بانتاج أجود أنواع الأسماك فى العالم، نظرا لخلوها من أى تلوث أو صرف عليها ، وأنه يتم الاهتمام بالبحيرة للحفاظ على طابعها المميز وانتاجها السمكى المتميز أيضا.
وأضاف فرحات أن عدد مراكب الصيد العاملة فى بحيرة البردويل تبلغ 1228 مركبًا موزعين على 3 مراس ، وهى مرسى أغزيوان وبه 700 مركب، مرسى التلول وبه 375 مركبًا، ومرسى النصر وبه 178مركبًا.. حيث يعمل بكل مركب من هذه المراكب من صيادين اثنين إلى 3 صيادين.. مؤكدًا على أن عدد الصيادين العاملين بالبحيرة يبلغ نحو 3000 صياد.. علاوة على وجود 1000 شخص آخر من العاملين فى الخدمات المعاونة لهم، مؤكدا على تزويد البحيرة بكافة المرافق الخدمية اللازمة للصيادين من مصنعى الفوم والثلج وباقى المنشآت الخدمية داخل البحيرة لخدمة مجتمع الصيادين والمجتمعات المحيطة بالبحيرة..قال الدكتور شكرى سالمان، مدير بحيرة البردويل، أنه تم حل جميع المشكلات التى ظهرت خلال الفترة الماضية، نتيجة الظروف التى مرت بها شمال سيناء، ما انعكس على الصيادين فى رفع دخلهم وضمان توفير فرص عمل لأبناء المحافظة والموافقة على تشغيل الشباب فى قطاع الصيد بالبحيرة، وقد ظهر ذلك فى المردود الاقتصادى للبحيرة والذى وصل الى إنتاجية 4000 طن من الأسماك والقشريات.
لفت سالمان، إلى أن مشروع تطوير البحيرة يهدف الى زيادة الإنتاجية وزيادة المساحة المستغلة لعمليات الصيد وزيادة فرص العمل والذى قارب على الانتهاء بنسبة 85٪ من اجمالى المشروع.
قال الدكتور سامى صالح البياضى الباحث الأثرى المتخصص فى تاريخ سيناء أن بحيرة البردويل عرفت قديما فى العصور الكلاسيكية باسم بحيرة سربون أو سربونيس ، وفى العصور الوسطى سميت باسم (سبخة بردويل) نسبة لملك مملكة بيت المقدس بردويل «بلدوين الأول» الذى عرف فى مصادر العصور الوسطى العربية بهذا الاسم.
أكد الدكتور سليمان عياش ، مدرس الارشاد الزراعى والتنمية الريفية فى كلية العلوم الزراعية البيئية بجامعة العريش ، على أهمية بحيرة البردويل بشمال سيناء لما تضمه من ثروات وتميزها على مستوى العالم اقتصاديا وبيئياً..أوضح أن بحيرة البردويل تنتج العديد من الأسماك عالية الجودة ولها سمعة عالمية منها الدينيس والقاروص واللوت والسهلية والطوبارة والعائلة البورية وسمك موسى والجمبرى والكابوريا، وأنها تتصل بالبحر عن طريق فتحات تسمى بواغيز: منها بوغازين طبيعيين هما : الزرانيق وأبوصلاح، وبوغازين آخرين صناعيين برقمى 1 و2 غرب وشرق البحيرة وهى التى تغذى البحيرة بالمياه والأسماك.أضاف «عياش» أن هناك عدد 6 جمعيات للصيادين ، وأن حرف الصيد السائدة فى البحيرة هى، حرفة الدبة لصيد الأسماك القاعية، وحرفة البوص لصيد أسماك العائلة البورية..
أكد الدكتور أشرف يوسف الدكر عميد كلية الاستزراع المائى والمصايد البحرية ، انه تم انشاء الكلية بهدف أساسى وهو امداد المشروعات القومية العملاقة للثروة السمكية التى تبنتها القيادة السياسية فى مجال الاستزراع البحرى ببركة غليون ومشروع الفيروز القريب من العريش ، وانشاء اسطول الصيد البحرى المصرى، ومن أجل تحقيق ذلك ضمت الكلية 4 برامج متخصصة لتعمل على تحقيق الهدف، وهى، برنامج: إدارة الموارد السمكية: ويعتبر شعبة عامة لتدريس كافة علوم الثروة السمكية، وبرنامج: تكنولوجيا الاستزراع البحرى وهو البرنامج الوحيد فى الجامعات المصرية، برنامج تكنولوجيا المصايد البحرية: وهو أحد المرتكزات التى تقوم عليها فلسفة انشاء كليات الثروة السمكية فى مصر بصفة عامة والعريش خاصة لأنه يهتم بتخريج كادرين: كادر يستطيع أن يبحر بالسفينة الى داخل المياه البحرية وصولا الى المنطقة الاقتصادية الخالصة التى تبعد 200 ميلا بحريا عن الشاطىء (خط الأساس الذى يفصل بين اليابسة والبحر) ويكتشف التجمعات السمكية باستغلال الأجهزة الحديثة.. ثم يستخدم الشباك المناسبة لصيد الأسماك، ويتعامل ويتداول معها بطريقة صحية سليمة.. ثم يقوم بتصنيعها على ظهر المركب والتستيف والعودة مرة أخرى الى ميناء المغادرة بأمان للسفينة والمعدات والأسماك. أوضح أن عدد من خريجى الكلية يعمل بعضهم فى الشركة الثروة السمكية والبعض الآخر فى القطاع الخاص، وندرس حاليا توفير فرص عمل للخريجين بانشاء مشروعات صغيرة فى مجال الاستزراع والتصنيع البحرى بما يتناسب مع قدراتهم ، وأن الفترة القادمة تشهد تنفيذ بعض المشروعات الانتاجية بعمل مزارع سمكية وصحراوية لتغيير الصورة بسيناء فلا يقتصر الانتاج السمكى على البردويل فقط.
بدورها نفذت جمعية الجورة بشمال سيناء ورشة عمل لعدد كبير من صيادى بحيرة البردويل، حيث قال الدكتور خالد زايد رئيس فريق العمل بالجمعية، أن الورشة تأتى ضمن أنشطة مكون الثروة السمكية بمشروع تعزيز التنمية المستدامة بشمال سيناء والذى ياتى فى اطار وتماشيا مع محور الإستدامة البيئية ومحور جودة الحياة وهما المحورين الأول والخامس من رؤية مصر 2030.
وفى نهاية الورشة انطلقت مبادرة لتجهيز 1200 مركب صيد ببحيرة البردويل ببعض أدوات السلامة البحرية بدعم من جمعية الجورة وبالتعاون والشراكة مع جمعية كنوز البردويل وبحيرة البردويل.
***
منطقة سياحية.. وأرض لممارسات رياضات متنوعة.. وحفريات أثرية
وادى الريــان
.. طبيعة خلابة
الفيوم: جمال قطب
تقع بحيرات وادى الريان، فى الجزء الجنوبى الغربى من محافظة الفيوم، على بعد 25 كيلو متراً جنوب المدينة، وتُعد من أهم مصادر مياه الرى ومصايد الأسماك بالمحافظة، وهى عبارة عن بحيرتين متصلتين بواسطة قناة تمتد مساحة البحيرة العُليا إلى 50.9 كم2، والسفلى إلى 62 كم2، وتتكون منطقة الاتصال بين البحيرتين من مستنقع به مياه ضحلة دائمة، ونباتات مائية، ويصل أقصى عمق للبحيرة العليا إلى 25 مترًا وهى مُحاطة بنباتات كثيفة، بينما يصل أقصى عمق للبحيرة السفلى إلى 33 مترًا، لكنها تتغير من وقت لآخر حيث تغمر المياه مساحات إضافية باستمرار فى الجزء الجنوبى الغربى، وتمتاز البحيرة السفلى عن العليا بخاصية الشفافية حيث تقلل النباتات المتواجدة فى قناة الاتصال من المواد المُعلقة، وبالتالى تزداد شفافية البحيرة.
تستقبل بحيرات وادى الريان المياه من مصرف الوادى، وتحصل على ثلث مياه الصرف الزراعى بالمحافظة، وتقدر كمية المياه الواردة إلى منخفضات الريان بحوالى 200 مليون متر مكعب سنويا أى حوالى 31٪ من مياه الصرف الزراعى بالمحافظة، وقد أمكن الاستفادة من هذه المنخفضات فى تنمية الثروة السمكية، وتتلخص خصائص منخفضات الريان فى ان درجة الملوحة بها تصل إلى 1.2 جم/ لتر بدرجة حرارة 8 درجات شتاء و28 صيفا، ويعيش بمنخفضات الريان أسماك « البورى ـ البلطى ـ البياض ـ قشر البياض ـ المبروك». وتمتاز بحيرات وادى الريان بإنتاجيتها العالية من الأسماك، و تحتوى البحيرة العليا على تركيزات أعلى من المغذيات عن البحيرة السفلى، وتتسم بوجود علاقة طردية بين درجة الحرارة والإنتاج الأوّلى نتيجة للتأثير التحفيزى لدرجة الحرارة على عملية البناء الضوئى، بينما تتسم البحيرة السفلى بالعلاقة الطردية بين الإنتاج الأوّلى وتركيز الفوسفات، ما يعنى اعتمادها على وفرة المغذيات فى المقام الأول عِوضًا عن الحرارة.
واتجهت الأنظار فى ستينيات القرن الماضى إلى منخفض وادى الريان بالمحافظة، على أنه أنسب مكان لتنفيذ مشروع بحيرات وادى الريان من خلال إقامة نفق يصل القناة المكشوفة بوادى الريان وهو ما يعرف الآن بالبحيرة الأولى لوادى الريان، وتمتد بطول 9.5 كيلومتر وقناة مغطاة بطول 5 كيلومترات وعرض 3 أمتار لبداية المسطح الأول الذى يبلغ 13 ألف فدان، ومنها عن طريق شلال إلى البحيرة الأولى والتى تبلغ مساحتها 17 ألف فدان.
قال الاثرى احمد عبد العال مدير منطقة اثار الفيوم الاسبق، إن العمل بدأ فى مشروع وادى الريان فى أكتوبر 1968 بعد أن زادت خطورة ارتفاع منسوب المياه فى بحيرة قارون، وهددت المياه بالفعل المنشآت التى شيدت حولها، وأصبح مشروع وادى الريان والتفكير فى أن يكون خزانا لمياه الصرف الزراعى بالمحافظة، مطلباً مهماً وقد انتهى العمل فى هذا المشروع فى يناير 1973 ليستقبل أول مرة مياه الصرف الزراعى.
نتج عن هذا المشروع تكوين بحيرتين تبلغ مساحة الأولى 35 ألف فدان والثانية 25 ألف فدان بينهما شلال تكوّن نتيجة فرق الارتفاع بينهما ونتيجة لاستمرار الصرف فإن مساحة هذه المسطحات المائية أو البحيرات المائية فى ازدياد مستمر ونتج عن هذا المشروع تحول الفيوم لأول مرة من الصرف الداخلى إلى الصرف الخارجى، وتحول وادى الريان من منخفض جاف تحت مستوى سطح البحر إلى بحيرات صناعية داخلية، وإن ظل سطحها تحت مستوى سطح البحر، ونتج عن ذلك أيضا حدوث تغيرات جوهرية فى النظام البيئى بها سواء من حيوانات أو نباتات أو طيور، علاوة على أن هذه المنطقة بعد أن كانت جزءا من الصحراء أصبحت مكانا يرتاده صيادو السمك.
وأضاف: جاءت فوائد المشروع بالخير على المحافظة، والتى تمثلت فى إضافة مقننات الرى الكافية من المياه، و توفير مكان لاستقبال الصرف الكامل، وأسهمت فى زيادة الأراضى المنزرعة فى مساحة قدرها 5900 فدان، منه زراعة 10 أفدنة ثماراً وخلق منطقة بحيرات صناعية فى وسط الصحراء لتربية الأسماك، الامر الذى ادى الى زيادة الدخل القومى للمحافظة، وإمكانية توليد الطاقة الكهربائية من المساقط المائية الأربعة، و تبذل المحافظة مجهودات كبيرة لتنمية الثروة السمكية ببحيرات قارون والريان، والعمل على إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون بشكل كامل، ومتابعة نتائج التحاليل التى قامت بها الجهات المختصة والاستعداد لإنزال زريعة الجمبرى للبحيرة، والعمل على تفادى السلبيات التى من شأنها أن تعطل خطة تنمية البحيرتين.
تعد منطقة عيون الريان منطقة غنية بالحياة النباتية من غابات النخيل والغردق وتنحصر بين ثلاثة جبال، أما بالنسبة للحياة الحيوانية مثيلها حيوانات برية مثل الغزال المصرى والذئب المصرى والثعلب الأحمر والغزال الأبيض النارى والمهدد بالانقراض وتحتوى أيضا على أكثر من مائة نوع من الطيور، المقيم منها أو المهاجر وعلى حوالى ستة عشر نوعا من الزواحف. وهذه المنطقة لا تحتاج إلى طريق مرصوف يمر بين الكثبان الرملية خاصة أنها لا تبعد عن طريق المساهمة المرصوف سوى 1000 متر فقط.
منطقة جبل المدورة، عبارة عن هضبة عالية على شكل دائرة تقابلها بالطرف الآخر ثلاثة هضاب قريبة الشبه بالأهرامات وينساب الماء بينها على شكل لسان من البحيرة ويوجد أسفل الجبل شاطئ بطول حوالى 500 متر ويمتاز بأنه مظلل بظل الجبل وهو من المناظر البديعة الخلابة جدا فى البحيرة.
وادى الريان يعتبر من أهم المحميات الطبيعية المتواجدة بمصر بعد محميات رأس محمد و سانت كاترين و جبل علبة وقد سمّى وادى الريان بهذا الاسم نسبة إلى ملك يدعى الريان بن الوليد الذى عاش فى المنطقة مع جيشه فترة يسقى ماء من العيون الطبيعية بالمنطقة وقد اتفق البدو على هذه التسمية التى وجد أن لها أصولاً مصرية قديمة كما وجد فى بردية العالم جولنشيف والذى أكّد هذه المعلومة العالم جيكية ويرى بعض الباحثين أن المنطقة كانت مسكونة فى القرنين الأول والثانى وأن جزءا من الأرض كان مزروعا ويتكون اسم وادى الريان من مقطعين لا يطابقان الواقع الحقيقى لأنه منخفض مغلق من جميع الجهات لا يعتبر واديا ولأن كلمة الريان تعنى المشبع بالماء ..وجه الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم، إلى تكثيف الحملات المشتركة لمنع الصيد المخالف ببحيرات وادى الريان، بالتنسيق بين مسئولى المتابعة الميدانية بالمحافظة، والثروة السمكية، وشرطة المسطحات المائية، والتموين، ومجلسى مدينتى يوسف الصديق وأبشواى، بمشاركة مسئولى جمعيتى قارون والريان، بهدف الحفاظ على الثروة السمكية بوادى الريان، لتحقيق أعلى استفادة من الزريعة التى تم إنزالها خلال الفترة الماضية، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الثروة السمكية بوادى الريان، مؤكداً على حرص الدولة لإعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون، من خلال خطة عمل تنفيذية شاملة واضحة التفاصيل، واتخاذ كافة الإجراءات للسيطرة على مشكلات البحيرة، وعودتها إلى سابق عهدها من الإنتاج السمكى.