أكد مسئولان أمريكيان لموقع «أكسيوس» أن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبنانى أحرزت تقدما كبيرا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بعد رحلة آموس هوكشتاين الأخيرة إلى إسرائيل ومكالمته الهاتفية مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، المسئولان شددا على أن واشنطن لديها ثقة كبيرة بأن الاتفاق سينجز قريبا.
يأتى ذلك فيما عبّر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتى عن أمله بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال ساعات أو أيام.. وقال عقب محادثاته مع هوكشتاين، إن المبعوث الأمريكى تحدث عن إمكانية إعلان وقف النار قبل 5 نوفمبر، مضيفا أن حزب الله تأخر فى فصل جبهة لبنان عن غزة، على حد وصفه.
وبالتزامن نشرت هيئة البث الإسرائيلية وثيقة قالت إنها لنص مقترح وقف النار فى لبنان.. الوثيقة تنص على وقف كامل للأعمال الحربية من لبنان وإسرائيل، على أن يتولى الجيش اللبنانى المسئولية عن تطبيق الاتفاق فى الجنوب.
كما أشار المقترح إلى احتفاظ إسرائيل بحق التحرك عسكريا داخل لبنان بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، على أن تسحب إسرائيل قواتها من لبنان فى غضون سبعة أيام إضافة إلى تطبيق كامل الاتفاق خلال هدنة تستمر لـ60 يوما.
وخلال هذه الفترة، ينتشر الجيش اللبنانى على طول الحدود ويصادر أسلحة حزب الله فى جنوب لبنان، وفقا لمسودة الاتفاق. وبحسب المسودة، ستخرج قوات الجيش الإسرائيلى من لبنان فى غضون 7 أيام من انتهاء القتال، وستحل محلها القوات المسلحة اللبنانية، نحو 10 آلاف جندى لبنانى على طول الحدود، مع تسهيل انتقال قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وفى نهاية الـ60 يوما، ستعقد إسرائيل ولبنان مفاوضات غير مباشرة من خلال الولايات المتحدة بشأن التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 وحلّ النزاعات الحدودية.
على الصعيد الميداني، أصدر الجيش الإسرائيلي، أمس، أمر إخلاء لسكان مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين فى مدينة صور جنوبى لبنان.. وأفاد مراسلون «بتسجيل حركة نزوح من المخيم بعد الإنذار الإسرائيلي».
ومخيم الرشيدية واحد من 10 مناطق جنوبى لبنان، وجه الجيش الإسرائيلى إنذارا عاجلا لإخلائها.
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى فى منشور عبر منصة «إكس»: «إنذار عاجل إلى سكان قرى الحوش، والبازورية، ومخيم الرشيدية، والبرغلي، وبستيات، والحميري، وارزي، ومطرية الشومر، والخرايب، وأنصار فى جنوب لبنان».. وتابع: «كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله أو منشآته أو أسلحته يعرض حياته للخطر».
من جهته، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتى «أن التهديدات التى يطلقها العدو الإسرائيلى ضد المدنيين اللبنانيين بإخلاء مدن بأكملها والنزوح عن مناطقهم ومنازلهم جريمة حرب إضافية تضاف إلى سلسلة الجرائم التى يرتكبها العدو الإسرائيلى قتلا وتدميرا وتخريبا».
أشار فى تصريح إلى أنه أبلغ هذا الموقف إلى الهيئات الدبلوماسية الفاعلة طالبا بتكثيف الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وهذا النهج المرفوض بكل المعايير الدولية والإنسانية».
من ناحية أخري، أكد الجيش الإسرائيلى أن طائرات حربية إسرائيلية قتلت هذا الأسبوع محمد خليل عليان، قائد التشكيل المضاد للدبابات فى قطاع حجر التابع لجماعة حزب الله.
كما استهدفت القوات الإسرائيلية أمس سيارة على طريق الكحالة – عاريا فى جبل لبنان، كما استهدفت دراجة نارية على طريق العامرية الناقورة جنوبى لبنان، بحسب ما ذكر مراسلنا.
أسفرت غارات إسرائيلية عن مقتل 8 أشخاص على الأقل، حيث قتل 3 أشخاص وأصيب 3 آخرون فى بلدة سحمر بالبقاع الغربى بغارات إسرائيلية صباحا.
كما قتل 4 أشخاص فى بلدة بوداى بمحيط بعلبك بغارة استهدفت منزلا، فيما قتل شخص فى استهداف من مسيرة إسرائيلية فى بلدة القرعون فى البقاع الغربى شرقى لبنان.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد عامل اسعاف وإصابة اثنين آخرين، جراء الغارة الإسرائيلية التى استهدفت مركبة إسعاف فى بلدة زفتا، جنوب لبنان.
قالت الصحة اللبنانية فى بيان صحفي، إنه باستشهاد عامل اسعاف فى بلدة زفتا، ترتفع الحصيلة الإجمالية للشهداء من عمال الإسعاف منذ بدء العدوان إلى 173 شهيدا وعدد الجرحى إلى 277 جريحا وعدد الآليات المستهدفة إلى 243.
وفى المقابل تواصلت أمس الاشتباكات فى بلدة الخيام اللبنانية بين الجيش الإسرائيلى وعناصر حزب الله، حيث تحاول القوات الإسرائيلية التقدم مستخدمة كل أنواع الأسلحة.
من جهة أخري، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن هجوما صاروخيا من جماعة «حزب الله» قتل 5 أشخاص فى بلدة المطلة، شمال إسرائيل، هم 4 عمال أجانب ومزارع إسرائيلي. كان مراسلون أفادوا بإطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل الغربي.وفى وقت لاحق قتل اسرائيليان فى قصف لحزب الله على خليج حيفا .
على صعيد آخر، أعلن المتحدث باسم القوة المؤقتة للأمم المتحدة العاملة فى جنوب لبنان «ليونيفيل» أندريا تيننتى أن القوة الدولية تعرضت لأكثر من 50 استهدافا فى أكتوبر الجاري.
نقلت الوكالة الوطنية للإعلام أمس عن تيننتى قوله إن القوة الدولية «استهدفت أكثر من 50 مرة خلال الشهر الجاري، مرة من قبل الأطراف المتنازعة فى جنوب الليطانى وسبعة منها متعمدة من قبل إسرائيل».
على الصعيد الإنساني، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية فى لبنان أن أكثر من 830 ألف شخص غادروا منازلهم فى لبنان بسبب العمليات القتالية وتدهور الأوضاع فى الشرق الأوسط.
وجاء فى تقرير المكتب الأممي، اليوم الخميس: «منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تم تسجيل 834746 نازحاً داخلياً، 52٪ منهم من النساء».
ويقيم 189298 شخصا من هؤلاء النازحين فى 1100 مركز إيواء، وقد وصل 935 منها «84٪» إلى الحد الأقصى للإشغال.