عندما يتحول الدين إلى وسيلة للكسب او أداة للتهريج والاستظراف هنا تكون الكارثة الأكبر التى لا يمكن السكوت عليها .. فعندما يخرج علينا أستاذ جامعى يتحدث فى الشأن الدينى بشكل غير لائق هنا يتوجب علينا أن نرفض وندين هذا المظهر غير المقبول بالمرة ..
كان صاحب البرنامج يخرج علينا على مدار سنوات طوال فى برامج للفتوى يسأله المشاهدون عن طريق الاتصال هاتفيا ويرد هو على أسئلتهم وغالبا كانت الردود مصحوبة بنغمة ساخرة أو بشكل كوميدى إلى حد ما .. ولكن استمرت البرامج واستمر صاحبنا فى برامجه على هذا الشكل على اعتبار أن الرجل مقبول نوعا وأن ما يفعله هو نوع من تخفيف الكلام حتى يفهمه العامة رغم اعتراض الكثيرين .. أو على اعتبار آخر هو ان الرجل يخاطب العامة بلغة يفهمونها ويتقرب منهم بها ..
لكن ما حدث مؤخرا هو كارثة بكل المقاييس .. فى برنامجه على إحدى المنصات الاجتماعية والذى قدمه على قناته الخاصة فى شهر رمضان بعد أن جذبه البودكاست واستضاف فيه عددا من الفنانين والفنانات فى حوارات أشبه بقنابل موقوتة حتى وصل الأمر إلى ذروته عندما استضاف صاحبنا أحد المغنين الشعبيين الذى لا أدرى لماذا وماذا يمكن أن يقدمه فى برنامج يفترض أنه ديني.. المفاجأة أن يطلب منه الأستاذ الجامعى الأزهرى أن يقرأ القرآن فكانت الكارثة التى لا يجب أن تمر مرور الكرام .. وهو ما لا يمكن مؤاخذة المطرب عليه فهو ضيف وطلب منه صاحب البرنامج أن يقرأ القرآن .. المسئولية هنا يتحملها الأستاذ الجامعى نفسه وليس أحد آخر.. وبالطبع كانت النتيجة غير مقبولة بالمرة وكانت القراءة غير موفقة تماما .. بل كانت إهانة بالغة لكلام الله وإهانة لمقدم البرنامج الذى سمح بمثل هذا التجاوز فى حق القرآن وفى حق كل المسلمين .. بل فى حق كل من يؤمن بالله الواحد على اختلاف الأديان ..
ثم تأتى الطامة الكبرى عندما يكرر نفس الأمر باستضافة مطربى المهرجانات فى نفس البرنامج بشكل أبعد ما يكون عن وقار الدين أو شخصية مقدم البرنامج المرفوض شكلا وموضوعا حتى لو كان بودكاست على منصة اجتماعية خاصة .. المثير فى الأمر هو مستوى الحوار مع مطربى المهرجانات الذين طلب منهم أن يغنوا له أغانيهم فكان يدق بيده على المكتب بل يناقش أحدهم عندما غنى عن الكعب المحنى « هل رأيته ؟؟» فيجيب المطرب نعم رأيته إلى آخر الحوار الهابط ..
للأسف الشديد لا أعتقد أن هذا الأمر يمكن أن يكون مقبولا من رجل يفترض فيه أنه رجل دين ينتمى لجامعة الأزهر ويخرج علينا فى برامجه ليصدر فتاوى إسلامية حتى لو كانت بأسلوب ساخر أو بسيط كما قلنا ..
وحسنا فعل شيخ الأزهر الذى تحرك فورا وأصدر قراره بإيقاف صاحبنا بشكل كامل وإحالته للتحقيق .. الغريب أن صاحبنا ليس فى وضع يسمح له بذلك لا سنا ولا مكانة ولا علما ولكنه فعلها بحثا عن التريند وما أدراكم ما التريند الذى حول حياتنا جميعا إلى سيرك كبير نعيش فيه لنرى ما يمكن تصوره ونسمع ما تقبله الأذن .. وللأسف كما فى حالتنا يمكن أن يكون صاحب التريند شخصية لها وزنها ووضعها ولكن الكارثة أن يجرى رجل دين وراء التريند ..
ابحثوا عن التريند خلف كل مصيبة .. ولله الأمر من قبل ومن بعد.