بعيداً عن سيناريو سوريا الشقيقة وعبث الكيان الصهيونى فى المنطقة وتجاوزه لكل القوانين والشرعية الدولية، علينا أن نتوقف كثيراً وننظر فى عمق المشهد الذى أصبح أكثر وضوحاً بعيداً عن التوقعات التى أصبحت حقيقة على أرض الواقع والنوايا التى يحتفظ بها البعض لتحقيق أطماعهم فى المنطقة، كل هذه المتغيرات السريعة والمعطيات الجديدة لابد أن نتوافق معها بسرعة قبل فوات الأوان بآليات مختلفة يسيطر عليها الانتماء للوطن والدفاع عنه بكل ما نملك.
دعونى أتحدث بكل صدق وأمانة أن الرؤية وضحت تماماً وأصبح الخطر يداهمنا من كل الاتجاهات، وأن الدرع الواقية لهذا الشر هو الشعب المصرى وتكتله حول قيادتنا السياسية الصادقة وقواتنا المسلحة المجيدة وشرطتنا الباسلة، حقيقى الأمر مخيف ومقلق ولا وقت للتهاون أو الانشغال عن الوطن، نحن أمام سيناريوات عديدة للنيل من سيادتنا وحريتنا وإرادتنا، ولعل أخطر هذه السيناريوهات هو إنهاك الدولة من الداخل ونشوب الخلافات والصراعات بين أبنائها من أجل إضعافها والنيل من أمنها واستقرارها، هذا المشهد القاتل يسعى له المغرضون للنيل من مصرنا الحبيبة، علينا أن نستيقظ تماماً المرحلة القادمة ونتصدى لحروب الجيل الرابع والمحاولات الخسيسة لضرب اقتصادنا القومى وتعطيل مسيرة التنمية التى تشهدها مصر، وغيرها من الممارسات التى تستهدف انهيار مؤسساتنا وتجويعنا وانتشار الحروب الأهلية كما يحدث الآن فى دول عربية شقيقة.
أثق تماماً فى وعى الشعب المصرى وإدراكه الجيد لتحدياته وما يحاك له من مخاطر وتهديدات كبيرة، لكن أذكر نفسى وأذكركم أن الأمر اختلف تماماً وأصبحت اللعبة مكشوفة وأن هناك مَنْ يريد محاصرة مصر وتقزيمها وتركيع شعبها، وعلينا أن نتعامل مع هذا الوضع معاملة الجدية والحماسة والغيرة على مصرنا الحبيبة ونستعد باليقظة والأفعال والعمل والإنتاج وأن نسعى لعمل قيمة مضافة ولا ننشغل عن بناء الوطن والحفاظ عليه بكل ما نملك، العدو الآن يعلم جيداً طبيعة وتفاصيل المجتمع المصرى ويحاول اختراقه بكل الطرق لنشر الفوضى وتغيير المفاهيم الجميلة التى تربى عليها.
للأسف الشديد كل هذه المحاولات تتم بكثافة كبيرة عبر السوشيال ميديا والخطط الممنهجة التى تقودها جهات استخباراتية عديدة تستخدم الخيانة فى الداخل والخارج لتنفيذها بطرق مختلفة عبر أدوات عديدة مثل تجارة المخدرات والسموم البيضاء لاستهداف الشباب.