الاحتكار هو فعل لايعرفه إلا الطماع الجشع الذى لا يشبع حتى لو أمتلك الارض وما عليها، دائمًا الخير ينتصر على الشر وأن احتكار السلع وحجبها عن الناس أكبر شر للبشر والعقاب يكون عسيرًا فى الدنيا والآخرة.
فى الآونة الأخيرة بعض الناس للأسف وقعت فى المحظور وغرقت فى بحر الجشع والطمع، هؤلاء تكالبوا على تخزين السلع وحجبها عن السوق وحرمان المجتمع من احتياجاته اليومية من دواء ومأكل ومشرب وكل متطلبات الحياة الأخري، لكن ربنا كان لهم بالمرصاد وسقطوا جميعًا فى بحر الخسائر، بعد التراجع الكبير فى سعر الدولار بالسوق الموازى لصرف النقد الأجنبي.
للأسف الشديد ضحايا هذه المذبحة ليس لهم علاقة بالتجارة أو الاستثمار لكنهم انقادوا وراء شائعات المحترفين المحتالين وانفقوا مدخراتهم فى تخزين السلع سعيًا للربح السريع على حساب قوت المواطن، وفى النهاية لحقت بهولاء خسائر هائلة خاصة الذين اشتروا الدولار والذهب للمضاربة وتعطيش السوق، مثل هذه السيناريوهات أو الممارسات هى افكار شيطانية روج لها الأشرار أعداء مصر للنيل من أمنها واستقرارها.
من هنا علينا أن نستوعب الدرس جيدًا وعدم الانسياق وراء الشائعات والترويج لها بشكل مباشر وغير مباشر دون أن نعلم، فهناك من يصنع الأحداث ويختلق الأزمات عن قصد والوقوع بنا فى شباكهم ونصبح أداة فاعلة لتنفيذ خطتهم الشيطانية لهدم الوطن.
لابد أن ندرك جيدًا أن الاحتكار حرام لأنه يحرم المواطن من حقوقه البسيطة فى العيش وتوفير قوته بأسعار مناسبة، ويحرم المريض من شراء الدواء للعلاج ويحرم الأطفال من توفير غذائهم من الألبان والمحسنات ويحرم الفقير من رغيف العيش، كل هذه الجرائم ارتكبها المحتكر والمُضارب فى حق المواطن تحت مقولة ليس لها علاقة بما يحدث فى الواقع وهى «التجارة شطارة» لتبرير مايفعله من حقارة وخِسة وندالة، لابد أن نعرف أن هناك فرقا شاسعا وكبيرا بين الاحتكار وبين التجارة والاستثمار، فالاحتكار حرمان ومنع وتعطيش وجفاف ودمار فى النهاية قتل مع سبق الأصرار، بعكس التجارة التى تخاطب الرزق الحلال والشرف فى تداول السلع وغيرها من الصفات الحميدة التى أوصت بها الأديان السماوية، لازم نفهم أن الممارسات الضارة مثل الاحتكار والاغراق والغش وغيرها تحرق الجميع ولاتعفى القائم عليها من نفس العقاب هى مسألة وقت والكل خسران لامفر، لابد أن نحمى أنفسنا بأنفسنا لانترك مساحة لدخول مُغرض بيننا يعكر صفونا ويلتهم طعامنا، فقد حان وقت الوعى والإدراك وأن نعى كل مايدور حولنا وأن نفكر جيدًا قبل الجرى وراء الشائعات والترويج لها، أنظروا فقط للأسر والبيوت التى فقدت أموالها فى مضاربات الذهب والانسياق وراء شياطين البشر حتى ضاعت تحويشة العمر، لابد أن نتريث قبل اتخاذ القرارات المصيرية خاصة التى تتعلق بوضع أموالنا فى المكان السليم وتحقيق عائد مناسب يتوافق مع المعايير العلمية فى معدلات الربحية، فالمغالاة فى نسب الأرباح مخاطرة ومقامرة ولابد من الحذر الشديد.
لابد أن نعلم جيدًا أن الانتصار على الاحتكار قادم لامحال، وأن تخزين السلع من أجل تعطيش الأسواق أمر فى غاية الخطورة ويجب أن نلتفت له وعدم المشاركة فيه ونكون أداة فى هذه المنظومة القذرة.