للشعوب العريقة.. سمات وملامح.. تظهر عند الفرحة.. وتتشابه عند المواساة فى الآلام والأحزان.. والشعب المصرى العظيم قدم درساً مفيداً بهذا الخصوص.. منذ بداية حضارته التى صنعها تحت مظلة النهر العظيم.. وأبرزتها السمات الثقافية والتى سجلها المصرى القديم على جدران المعابد والمسلات.. ولم ينس أن يحكى مسار حياته الأسرية على الأرض.. فى رسائل لكل أجيال المستقبل.. واستكمالها بموكب الخلود والبعث المأمول.
تلك النظرة الفلسفية.. حولت من شعب مصر استاذاً فى الحكم والعظات وسبل للحياة المشرقة.
ولا يزال بداخل المصريين جينات عن الفرح وحب الخير.. تأملوا مثلاً أحياءنا الشعبية.. وقرانا المصرية.. كيف تحتفل بالمحصول فى الحقول.. وكيف يفرحون بتدفق المياه فى الترع وتحت الجسور.. وايضا كيف يعتبر كل واحد نفسه وكأنه صاحب الفرح.. ويبادر بالحضور وتقديم الخدمات ونشر الفرحة والسرور لتعم السعادة على الجميع.. وتقاليدنا العريقة التى تعيش داخل اعماق كل المصريين على مر الأجيال والسنين.
كذلك الحال عند الحزن وفقدان الحبيب وتجد كل الشارع قد اجتمع لدى منزل الأسرة التى فقدت عائلها.. أو أحد افرادها.. والكل يبادر فى اداء الواجب بصمت جليل.. تراهم أمام المقبرة يشاركون فى الدفن.. وفى المساء أول الحاضرين إلى مكان العزاء.. بينما اسرته قد جهزت منذ الظهيرة صوانى الطعام للمعزين القادمين من أماكن بعيدة.
من هنا ليس غريباً أن تلمس الفرحة الجماعية.. عندما يحقق أبطال مصر.. نصراً رياضياً.. ويحرص الجميع على ادخال الفرحة فى القلوب.. وليس التكبر والغرور.
انه درس آخر أيها الاصدقاء.. نلمسه بسهولة من الجلوس وسط الجمهور الغفير.. للتشجيع غير المسبوق.. ولا تتكرر أن كرة القدم هى أكثر الألعاب جماهيرية.. وفى نفس الوقت هى الأكبر ممارسة واقبالاً بين الأجيال.. شرط أن يتوفر للأشبال الرعاية والعناية.. وسرعان ما تجد المواهب تتفتح والانتصارات تتوالي.
وهذا ما يجعلنا نتوقع هذه المرة أن نصل لحلم كأس العالم ويحقق الفراعنة النصر.
والأجمل أن كل المصريين يعملون الآن ليل نهار فى المشروعات القومية المختلفة سواء إسكان اجتماعى أو شق طرق وانفاق وانشاء مستشفيات وبنية تحتية واستصلاح أراضى زراعية لتظل «أم الدنيا» فوق القمم العالية.
ومصرنا المحروسة.. قوية دائما رغم كل الأزمات والتحديات العالمية.. وهى فى حفظ رب العالمين.. وإن الله سبحانه وتعالى على نصر المؤمنين قدير.. تحملوا الصعاب والاحباطات.. وعالجوها بروح الجماعة والأسرة الواحدة.. ووفروا الفرص للأبناء لتحقيق احلامهم.. بعدها تسقط سحب الخوف والتردد.. ونحن شعب مصر العظيم.. قادرون دائماً على تحقيق النصر من أجل الأمان والاستقرار.. وتحيا مصر.