رغم الهدوء الذى خيم على منطقة الشرق الاوسط تجاه الحملات الانتخابية الامريكية للمرشحين بايدن الطامح فى ولاية ثانية رغم تجاوزه الثمانين من العمر بما يؤثر على قدراته.. وترامب الطامح فى العودة للبيت الابيض مرة اخرى مسلحا بشعبوية انصاره وربما الدماء التى سالت من اذنه جراء المحاولة الفاشلة لاغتياله على يد شاب جمهورى الأيام الماضية مهدت له الطريق للفوز الا اذا كان للدولة العميقة قول اخر
صنفت مجموعة اوراسيا الاستشارية لتحليل المخاطر فى تقريرها السنوى الانتخابات الرئاسية الامريكية بانها ستشكل اكبر خطر سياسى على العالم عام 2024 بغض النظر عمن سيفوز فيها. وصنفت العنف فى الشرق الاوسط باعتباره ثانى اكبر خطر عالمى مع احتمال ان تكون الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية المرحلة الاولى فقط من نزاع سيتسع فى قادم الشهور.
منطقتنا خابرت التعامل مع كل من المرشحين فممارسات بايدن بالنسبة للقضية العربية الاولى وهى القضية الفلسطينية نعيشها منذ عشرة شهور من خلال التأكيد على حل الدولتين ورفض التهجير القسرى وفى نفس الوقت امداد إسرائيل بالسلاح الذى يفتك بالشعب الفلسطينى ويدمر الحجر والشجر ليصبح قطاع غزة غير صالح للحياة.
اما ترامب نجد معظم التحليلات تعتبر ان فوزه فى الانتخابات المقبلة هو السيناريو الامثل لاقصى اليمين الإسرائيلى لانه سيتحرر من ضغوط التصريحات الأمريكية التى تؤكد على دور للسلطة الفلسطينية وضرورة استئناف المفاوضات والعودة للحديث عن حل الدولتين وفقا لصيغة اتفاقية اوسلو.
ونظرا لان ترامب اقل رغبة من بايدن فى التداخل مع ازمات المنطقة ومازال يحكم فكرة مفهوم الصفقات ولذا من المتوقع ان يتجه لمن هو قادر على ابرام صفقات معه وتقليص التكلفة الامريكية الخاصة بدورها فى الاقليم.
معروف ان ترامب حليف قوى لإسرائيل وله علاقة متميزة مع نتنياهو لما قدمه لإسرائيل ففى ديسمبر 2017 نقل السفارة الامريكية من تل ابيب للقدس الموحدة واعترفت ادارته عام 2019 بضم مرتفعات الجولان المحتلة لإسرائيل ولم تعتبر ادارته بناء المستوطنات على الاراضى الفلسطينية مخالفة للقانون الدولى بما يناقض الموقف الامريكى التقليدى المعلن وقرارات الشرعية الدولية القائمة على حل الدولتين الاعتراف بخدود ما قبل يونية 1967 كما ان ترامب لم يعترف ابدا بالحقوق القومية والسياسية للشعب الفلسطينى بل حل المشكلة الفلسطينية يكون من خلال السلام الاقتصادى وتحسين الاحوال المعيشية للفلسطينيين فيما سماة صفقة القرن تحت شعار سلام نحو الازدهار وهذا تأكد مجددا فى حملته الانتخابية الراهنة فلم نسمعه يطالب بوقف الحرب على غزة ولم يدين استهداف المدنيين والمنشآت المدنية ومنع وصول الطعام والدواء للغزيين. بل اكد فى بداية الحرب على استمرارها لتحقيق اهدفها وبعد الشهور العشرة قدم نصيحته بضرورة حسم الحرب والانتهاء منها خوفا على إسرائيل من فقدها للتأييد العالمى كما انتقد المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطينى وحقه فى تقرير مصيره وادانة جرائم الحرب الإسرائيلية فى حق المدنيين والمطالبة بوقف الحرب بل فى مناظرته مع بايدن نعته بالفلسطينى كنقيصة وتهمة.
نصل فى النهاية انه ليس مهما من سيفوز ويعيش فى البيت الابيض الاربع سنوات القادمة.. بل المهم كيف ستتعامل امة الضاد معه؟!