مع زيادة حجم الحركة السياحية الوافدة إلى مصر بدأت تظهر أزمة أصبح كل العاملين فى القطاع السياحى يعرفونها.. وان كنا لم نكن نتوقعها.. وكما انه فى حالة الكساد وتوقف الحركة أو انخفاضها تكون هناك ازمة.. فأنه أيضاً مع كثافة التشغيل تظهر ازمة أخري.. وهى عدم توفر مقاعد كافية على الرحلات الداخلية التى تربط القاهرة بمختلف المقاصد والمطارات السياحية.. حيث اصبح من الصعب ان تجد أماكن على رحلات الخطوط الداخلية لمختلف شركات الطيران.. واعتقد اننا امام ازمة ستزداد وتيرتها مع الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير.. والتدفقات السياحية المتوقع وصولها من مختلف دول العالم.
إذا كان من الصعب ان تجد مكانا على الرحلات الداخلية حالياً.. فعلينا ان نتوقع ونتخيل الأمر بعد الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير.. والإقبال المتوقع من السائحين الذين سيصلون القاهرة مباشرة.. وبعد زيارتهم للمتحف والمقاصد السياحية بالقاهرة الكبري.. من المؤكد ان أعداداً كبيرة من بينهم ستكون لديهم الرغبة فى استكمال إجازتهم بزيارة الأقصر وأسوان.. أو احد المقاصد السياحية المطلة على البحر الأحمر.. وربما أيضاً تتوجه اعداد كبيرة منهم إلى منطقة الساحل الشمالى والعلمين الجديدة.. وهو ما دفع وزارة الطيران المدنى إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار العلمين لثلاثة اضعاف مساحته الحالية.
لهذا فإن شركات الطيران المصرية المختلفة تسعى لتنظيم رحلات داخلية.. ولكن مع عدم تأثير هذه الرحلات على تشغيل شبكة خطوطها الدولية.. ولكنها لا تستطيع تنظيم رحلات إضافية على الخطوط الداخلية.. لعدم وجود اساطيل طائرات كافية لتنظيم هذه الرحلات.. مع تأخر استلام الطائرات الجديدة التى تعاقدت عليها مصر للطيران.. نظراً للازمة العالمية التى يتعرض لها قطاع الطيران المدنى عالمياً والمتمثلة فى المشاكل والصعوبات التى تواجه سلاسل التوريد.
إذا كان استلام الطائرات الجديدة سيشهد تأخيراً لأكثر من عام.. وهو ما سيؤثر على خطة التشغيل للرحلات الدولية والداخلية.. فلابد ان يدفعنا هذا إلى التفكير فى حلول بديلة لتوفير طائرات يمكن أن تقدم حلا يحقق انفراجة للازمة.. ويمكن من خلال هذا الحل ان نوفر طاقة استيعابية يمكن من خلالها ان ننظم جسراً جوياً يومياً بين القاهرة ومختلف المقاصد السياحية.
هذا ما يدفعنى إلى طرح فكرة يمكن ان تكون قابلة للدراسة.. لماذا لا تفكر مصر للطيران فى إعادة تشغيل الطائرات الامبراير التى كانت مخصصة لشركة مصر للطيران اكسبريس للخطوط الداخلية والإقليمية قبل دمجها فى شركة مصر للطيران للخطوط.. حيث ما زالت مصر للطيران لديها 9 طائرات من هذا الطراز رابضة على أرض المهبط بمطار القاهرة منذ تم ايقاف تشغيلها منذ عدة سنوات.. ودراسة حال كل طائرة بمفردها.. والبدء بإجراء عمليات الصيانة المطلوبة لكل طائرة وادخالها الخدمة من جديد.. ويمكن ان يتم ذلك من خلال جدول زمني.. بحيث ينتهى العمل فى تجديد النسبة الأكبر من هذه الطائرات قبل الموعد المحدد للافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير فى 3 يوليو القادم.
مع إعادة تشغيل هذه الطائرات إذا كانت هناك امكانية لذلك سنكون قد وفرنا فرصة متميزة لتنظيم اعداد إضافية من الرحلات الداخلية على مدار اليوم.. يمكن ان تساهم فى زيادة حجم الحركة السياحية بين مختلف المقاصد السياحية المصرية.. وأيضاً يمكن ان يتم تنظيم عدة رحلات مباشرة يوميا من مختلف المقاصد السياحية إلى مطار سفنكس.. لنقل الحركة السياحية من مختلف المطارات الداخلية إلى مطار سفنكس.. بما يتيح فرصة اكبر لتنقل السائحين بين مختلف المقاصد السياحية.
أنا اكتب هذا واعلم ان إعادة تشغيل هذه الطائرات ليس بالامر الهين أو السهل.. ولكن اعتقد انه ليس هناك مستحيل.. واذا كانت تكلفة إعادة تشغيل هذه الطائرات كبيرة.. فأعتقد ان العائد على الاقتصاد المصرى ككل سيكون أفضل.. كما أن إعادة تشغيل هذه الطائرات ستوفر فرصة أفضل لبيعها بعد ان تتحسن الأوضاع.. وتتسلم مصر للطيران الطائرات الجديدة المتعاقد عليها.. والتى ستبدأ مع نهاية هذا العام.. وأيضاً ستكون مصر للطيران ووزارة الطيران قد قدمتا حلولا لمساندة قطاع السياحة.. والاقتصاد القومي.. وتحيا مصر.