بعيدًا عن الروحانيات والطقوس الرمضانية الجميلة التى نعيشها طوال هذا الشهر الكريم، هناك أبعاد أخرى لابد أن ننظر إليها بأهمية بالغة، هذه الأبعاد أساسية ومكملة للعبادات التى يعيشها الصائم بالتوازى مع الصيام، مثل سلوكيات الإنفاق، أنماط الاستهلاك، معدلات الإنتاجية، وغيرها من التفاعلات التى يجب التعايش معها واتباعها فى قضاء هذا الشهر المبارك.
فى الواقع إن كل هذه المفاهيم لا تقل أهمية عند المؤمن عن فريضة الصيام حيث يمثل الصيام المظلة الأساسية التى تقودنا ونسترشد بها ونتعلم منها كل الصفات الحميدة الجميلة التى يحرص عليها الإنسان ويتحلى بها مثل الصبر والترشيد فى الإنفاق والتدبير فى أضيق الحدود، والاقتصاد فى المأكل والمشرب، كل هذه الأفعال أو الممارسات نحن فى أمس الحاجة إليها، خاصةً أننا نعيش الآن ظروفًا استثنائية بسبب متغيرات عالمية تحيط بها أزمات وكوارث مفتعلة صنعتها خلافات عديدة بين بعض دول العالم.
فى الواقع لابد أن نستفيد من صيامنا ونطبق الدروس المستفادة من هذا الركن الأهم فى الإسلام، وننسف العادات البغيضة والموروثات السيئة التى يعتنقها البعض ويمارسها أيام وليالى رمضان كتقليص أو تقليل ساعات العمل الذى يترتب عليه خفض الانتاجية، وتخزين سلع ومستلزمات رمضان بصورة ينتج عنها فقر سلعى دون داع وحرمان محدود الدخل منها أو الحصول عليها بأسعار مرتفعة بسبب التخزين والاحتكار مما يؤثر فى النهاية سلبًا على احتياجات السوق المحلى والتصدير وبالتالى نكون قد الحقنا أضرارًا بالغة لاقتصادنا القومي.
لابد أن نتعمق فى الدروس المستفادة من قواعد الإسلام ونتعلم الحكمة منها حتى نتمكن من مواجهة تحدياتنا بكل ثبات ويقين، فالصيام له دلائل عديدة وفوائد كثيرة يقاوم السلوك ويفيد الصحة ويصنع إنساناً قوياً يتحمل الضغوط ويمتص الصدمات.