فى اطار التوجهات الاقتصادية خلال الـ «6» سنوات القادمة لمواكبة التطور والتغيير نحو مستقبل مشرق ووضع أفضل السبل للتعاطى معها بما يمكن المجتمع المصرى من النهوض والانتقال إلى مصاف الدول المتقدمة وتحقيق الغايات التنموية المنشودة.. «الجمهورية الأسبوعى» .. سجلت آراء الخبراء حول أهم التطورات التى تساهم فى أسس تعزيز الاقتصاد المصرى فى الفترة المقبلة.. وما هى الفرص الذهبية لتحقيق النمو الذى نتمناه.
قال د.عبدالوهاب غنيم نائب رئيس الاتحاد العربى للاقتصاد الرقمى جامعة الدول العربية ومستشار كلية كامبريدج الدولية، ان الحكومة عملت على عدة محاور لتنفيذ المبادرة وأهم المحاور تطوير البنية التحتية التكنولوجية الرقمية باستبدال جميع الكابلات النحاسية بكابلات من الألياف الضوئية فى جميع ربوع مصر وكذلك اطلاق القمر الصناعى طيبة-1 للاتصالات والإنترنت فائق السرعة عريض النطاق وبهذا تمت زيادة وتسريع سرعة الإنترنت من 5 ميجابت/ الثانية إلى 63 ميجابت/ ثانية مما أثر على سرعة الأعمال وجذب مزيد من الاستثمارات الخارجية للسوق المصرى وبهذا أصبحت مصر أسرع أنترنت أرضى فى أفريقيا وبها شبكة أنترنت أرضى وأخرى فضائى تغطى خريطة مصر كلها وخاصة المناطق الحدودية فى سيناء والوادى الجديد وجنوب مصر.
المحور الثانى هو توحيد وتجميع وتحديث أكثر من 100 قاعدة بيانات متناثرة مختلفة فى الوزارات والهيئات والمؤسسات مختلفة التكنولوجيات والتصميم فى قاعدة بيانات موحدة موثقة ومؤمنة ومحدثة تشمل جميع البيانات فى مكان واحد لجميع السكان والأنشطة المختلفة السكانية والتعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية وغيرها المحور الثالث وهو إنشاء أكبر مركز بيانات حكومى فى العاصمة الإدارية الجديدة لتخزين قاعدة البيانات الموحدة والتطبيقات الحكومية المختلفة للوزارات والهيئات وتشغيلها لخدمة الجهات الحكومية والمواطنين وهذا المركز مؤمن تماماً ضد الكوارث الطبيعية وكذلك مؤمن تماماً بطبقات من البرمجيات والتطبيقات للأمن السيبرانى وضد أعمال القرصنة السيبرانية المختلفة والمحور الرابع هو إعادة هندسة وتصميم الخدمات الحكومية وتحويلها من خدمات تقدم من خلال نماذج ورقية يقوم المواطن بتعبئتها فى مقر الجهة الحكومية من خلال طوابير من المواطنين وشبابيك مختلفة إلى خدمات رقمية تقدم للمواطن بدون الذهاب إلى مقر الجهة الحكومية، والمحور الخامس هو إنشاء منصة مصر الرقمية وهى حلقة الوصل بين المواطنين وقاعدة البيانات الموحدة المخزنة فى مركز البيانات للحصول على الخدمات الحكومية المطلوبة .
المحور السادس تطوير وتدريب الموارد البشرية تكنولوجيا ورقميا للتعامل مع التطبيقات الرقمية والنظم الذكية وتشغيل وصيانة الحاسبات وإدارة أمن وسرية البيانات والتطبيقات ومراكز البيانات وبرمجة التطبيقات المختلفة للوزارات والمنصات الرقمية وتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات الضخمة وأنترنت الأشياء وبوابات الدفع الإلكتروني.
وأوضح، ان وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والجامعات وجهات أخرى قامت بتدريب وتطوير أكثر من 300 ألف شاب وشابة على هذه التكنولوجيات وما زلنا فى احتياج لمزيد من التدريب والتطوير على التطبيقات الذكية وهذا يتطلب الاهتمام من جميع أجهزة الدولة والقطاع الخاص والأسرة بالتعليم التكنولوجى الرقمى فى المراحل الدراسية المختلفة فى المدارس والجامعات وكليات تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى والنانو تكنولوجى والبايوتكنولوجى وذلك لاحتياج السوق المحلى لهذه التخصصات وتوفير فرص عمل للشباب بمرتبات عالية جداً لخدمة الشركات الأجنبية من خلال صناعة التعهيد فى هذه التخصصات التى تحتاج مهارات رقمية متميزة جدا عالية المستوى فى البرمجة والتصميم والتنفيذ والتشغيل.
واستكمالا لمنظومة بناء مصر الرقمية افتتح الرئيس مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية وهوأول مـركز يقدم خدمات تطبيقات تحليل ومعالجة البيانات الضخمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعى وتطبيقات إنترنت الأشياء فى مصـر وشمال أفريقيا طبقًا لأحدث التقنيات العالمية، باشتراك مجموعة من الشركات المحلية والعالمية، وأكثر من 1200 مهندس وفني، أكثر من 5000 ساعة عمل.
وأشار الى ان مراكز البيانات والحوسبة السحابية تعزز الريادة المصرية إقليميًا ودوليًا وترسخ مكانتها كممر رقمى لنقل البيانات والمعلومات بين الشرق والغرب من خلال الكابلات البحرية الناقلة للبيانات التى تمر من قناة السويس وهى تشكل حوالى 90٪ من البيانات المنقولة بين دول آسيا وأوروبا وكذلك توطين صناعة وقيادة أسواق مراكز البيانات والحوسبة السحابية فى الشرق الأوسط وافريقيا ارتباطًا بموقعها الجغرافى الذى يتوسط ثلاث قارات ووسط العالم، وتخلق فرص عمل لصناعة التعهيد والبرمجة لعشرات المئات من الشباب بمرتبات مجزية ومرتفعة لخدمة الشركات العالمية فى مصر والعالم.