هناك ضرورة خلال الفترة المقبلة للاعتراف الدولي والأوروبى بالدولة الفلسطينية وهو ما سيكون بمثابة رسالة واضحة للمجتمع الدولى والداخل الإسرائيلى بأهمية إدراك محددات السلام والمضى قدماً اتصالاً برؤية حل الدولتين.
القرارات الإسرائيلية تعرقل مساعى التوصل إلى حل الدولتين وآخرها اعتبار وكالة «الأونروا» منظمة إرهابية وقرار الكنيسيت برفض إقامة الدولة الفلسطينية، وهو ما يعد بمثابة تنصل واضح من مقررات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام وفى انتكاسة خطيرة لكل المكتسبات التى حققها المجتمع الدولى خلال الأعوام الماضية اتصالاً برؤية حل الدولتين وبالتالى فإن الأمر أصبح مكشوفا بأن اسرائيل ورئيس وزرائها نيتنياهو يريدون تصفية القضية الفلسطينية وتوسيع الاحتلال وضم الاراضى الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من اراضيهم.
تعجبت كثيراً من خطاب نيتنياهو فى الكونجرس الامريكى الاربعاء الماضى والذى سوف يصنف بأنه الأسوأ استعماريا بغيض، ربما فى تاريخ البشرية الحديث فهناك رسائل اراد البعض ان يرسلها الى نيتنياهو خلال زيارته لواشنطن ومنها ان نواب بالكونجرس رفضوا حضور الجلسة وايضا كانت هناك تظاهرات ضد نيتنياهو للاعراب عن رفضهم زيارة الكونجرس والقاء الكلمة والمطالبة بعدم ارسال اسلحة إلى اسرائيل لاستخدامها فى حربها على غزة وبالتالى فإن الاصوات بدأت تلوح فى الافق وبدأت سياسات دول تتغير تجاه ما تفعله اسرائيل.
اسرائيل تحارب على ما يقرب من ٧ جبهات، وبالتالى السؤال المهم هل تستطيع اسلحة وأموال الدول الداعمة لاسرائيل وفى مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية ان تستمر فى حروبها ام أن الايام القادمة سوف تشهد تغيراً من حيث ما يحدث فى اعتقادى انه مهما طال الوقت لن تنتصر اسرائيل لأن الارادة الحقيقية لدى الفلسطينين أنهم لن يفرطوا فى أرضهم وسوف يموتون فيها وهو ما شاهدناه منذ 7 أكتوبر الماضى وحتى الآن يضحون بأنفسهم فى سبيل ارضهم التى ولدوا وعاشوا فيها فلن يظل الاحتلال إلى ما لا نهاية سوف يأتى الوقت وينتهى ويزول.
ما تقوم به اسرائيل وفتح جبهات جديدة فى الحرب سوف يؤدى بالمنطقة الى صراع اقليمى واسع النطاق فيجب العمل سريعا حتى لا تتفاقم الامور وتتصاعد بشكل سريع فقد اصبحت المنطقة الآن على حافة الهاوية والخطر وبالتالى على الجميع تدارك الامور قبل فوات الاوان.
بقاء نيتنياهو مرهونا باستمرار الحرب وبالتالى فإن المنطقة سوف تشهد مزيداً من التوتر لانه لا يعرف سوى لغة الحرب والتدمير والقتل فاذا تم خروج واقالة نيتنياهو من منصبه سوف يتبعه كثير من القضايا التى سوف تلاحقه كالفساد والفشل الاستخباراتى والمعلوماتى والعسكرى الذريع فى التنبوء بعملية 7 أكتوبر ولذلك فانه سوف يستمر فى انتهاج سياسة حافة الهاوية لانه يهدف لاطالة امد الحرب ولا يضع الا مصلحته الشخصية فوق أى اعتبار.
إسرائيل وحدها تتحمل المسئولية الكاملة عما آلت إليه الأمور لكونها القوة القائمة بالاحتلال.
وما يحدث فى المنطقة هو نتيجة للتداعيات شديدة السلبية للحرب الجارية فى غزة، وامتداد تأثيرها على تنامى وتيرة التصعيد فى جنوب لبنان، بالإضافة إلى الأزمة اليمنية.