يجتمع القادة العرب فى السعودية لبلورة تصور عربى موحد لتعمير غزة بديلا للتصور الامريكى الذى اقترح فيه الرئيس الامريكى ترامب فى لهجة متعالية صارمة تهجير الفلسطينيين الى كل من الاردن وسيناء بما يؤدى لتصفية القضية الفلسطينية من جذورها والمساهمة فى تنفيذ الخريطة الجديدة للشرق الاوسط حيث تحتل فيها إسرائيل مساحات جديدة من الاراضى العربية تمتد من النيل الى الفرات بعد ان أحتلت بالفعل اراضى عربية استراتيجية فى جنوب لبنان وسوريا ويعلم الله متى ترد هذه الاراضى الى اهلها خاصة وان اليمين المتطرف يسيطر على قرارات الحكومة الصهيونية.
ولعل اجتماع القمة الخماسى فى السعودية سوف يساهم فى الوصول الى مقترح عربى قابل للتطبيق والتنفيذ ويعرض على القمة العربية الموسعة يوم 4 من مارس القادم ويساهم فى تعمير غزة بتمويل عربى ودولى ويوفر العمل للشباب الفلسطينى ويحافظ على ما تبقى من دولة فلسطين بأقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس تعيش جنباً الى جنب فى امان بجوار جارتها إسرائيل.
أن تحقيق السلام العادل لا يتحقق بتنفيذ تطلعات اليمين الصهيونى فى توسيع الدولة الاسرائيلية من خلال اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة الامريكية خاصة وانهم يسيطرون على غالبية وسائل الاعلام ومحطات التلفزيون فى العالم ومؤسسات صنع القرار فى أمريكا والعالمٍ.
ووضحت بدون مواربة قوة اللوبى الصهيونى بحجم التأييد الذى حصل علية الكيان الاسرائيلى بعد حرب 7 أكتوبر وحرب الابادة التى أستمرت أكثر من 16 شهراً وتفتق ذهن العدو فى النهاية عن تنفيذ تهجير قسرى بضغط أمريكى الى مصر والاردن .. ولذلك وجب على كل الشعوب العربية والاسلامية والمحبة للسلام الاصطفاف وراء القادة والرؤساء والملوك للحرب اذا فرضت علينا أو تفويت هذة النكبة الجديدة للشعب الفلسطينى.
ولم ينس العالم حتى اليوم نكبة 48 والتى تم فيها السيطرة من جانب الصهاينةعلى غالبية اراضى فلسطين بالحروب تارة والترهيب والترغيب تارة اخرى وجاء اليوم الذى يقول فيه العرب لا لنبرة الاستعلاء والاستقواء التى تكلم بها ترامب رئيس امريكا اثناء محاولته فرض الامر بالقوة المفرطة باستخدام مكانة أمريكا كأكبر دولة فى العالم والتلويح بقطع المعونات الامريكية لمصر والتى تحصل عليها وفقاً لبنود أتفاقية السلام كامب ديفيد والتى نصت على تقديم معونات أقتصادية وعسكرية لاسرائيل ومصر طوال الفترة التى تلت حرب 73 .
ان 145 عضواً من الكونجرس الامريكى قدموا طلباً يرفضون فيه ما قالة ترامب عن تهجير قسرى واللهجة التى تحدث بها الى القادة العرب وهو ما يؤكد عدم سلامة الاقتراح الامريكى أو قابليتة للتنفيذ خاصة وان الاقتراح العربى يتضمن تعمير 20 منطقة داخل غزة مع بقاء الفلسطينيين داخل ارضهم فى مدة زمنية لا تجاوز 5 سنوات بدءا بالبنية الاساسية التى دمرها العدو من مرافق مياه وصرف ومستشفيات ومدارس وغيرها.
وها هو العدو الاسرائيلى يحاول منع ادخال الكرفانات والمبانى الجاهزة والمعدات الثقيلة فى سياق خطة التهجير القسرى وعدم أستحالة الحياة فى غزة كنوع من استمرار الضغوط لممارسة حرب الابادة على الفلسطينيين.. لكن مصر نجحت فى أن تفرض إرادتها وأن تدخل المساعدات إلى القطاع.. والامر الآخر الذى يجب التنبيه له هو ضرورة أن تحتل المقاطعة الاقتصادية للبضائع الاسرائلية والامريكية جميع الشعوب الاسلامية وخاصة الشعوب العربية..