فى الوقت الذى تدعو فيه مصر للتهدئة بين الهند وباكستان، وتطالب الطرفين بضرورة ضبط النفس، تتواصل العمليات العسكرية بين البلدين مخلفة عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.
قال الجيش الباكستانى إنه أسقط 25 طائرة هندية بدون طيار انتهكت مجالها الجوي، فيما أعلنت الهند صد محاولات باكستانية للهجوم على أهداف عسكرية وسط مخاوف من نشوب صراع عسكرى أكبر بين الجارتين المسلحتين نووياً.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستانى أحمد شريف تشودرى إن الهند أرسلت مسيرات إسرائيلية إلى مواقع متعددة، بما فى ذلك أكبر مدينتين، كراتشى ولاهور، ويتم جمع حطامها. وأضاف ان الهند تواصل إرسال طائرات بدون طيار إلى المجال الجوى الباكستاني، مشددا على انها ستدفع دفع ثمنا باهظا لهذا العدوان السافر.
من جانبه، قال وزير الخارجية الباكستانى إسحاق دار إن مستشارى الأمن القومى فى البلدين أجريا اتصالاً هاتفياً، فى أعقاب التصعيد العسكري.
وكانت شبكة «جيو» التلفزيونية ووكالة «رويترز» كشف إن دوى انفجار سمع فى مدينة لاهور بشرق باكستان. وذكر مسؤولون هنود أن تبادل إطلاق النار عبر الحدود فى كشمير خفت حدته قليلاً خلال الليل.
فى الوقت نفسه، أعلن خواجه محمد آصف وزير الدفاع الباكستانى أن الصراع مع الهند دخل فى طريق مسدود، وذلك فى أعقاب تجدد الاشتباكات على الحدود بين البلدين، وقال لم يعد هناك مجال لخفض التصعيد مع الهند.
فى المقابل، ذكرت وزارة الدفاع الهندية، فى بيان، أن البلاد صدت محاولات باكستان لاستهداف عدة أهداف عسكرية فى مناطقها الشمالية والغربية. وأضافت الوزارة أن القوات المسلحة الهندية قصفت رادارات وأنظمة دفاع جوى فى عدة مواقع فى باكستان أمس.
وقال وزير الدفاع الهندى راجناث سينج ان الغارات الهندية قتلت ما لا يقل عن 100 ممن وصفهم بـ»الإرهابيين»، حسبما ذكرت وكالات الأنباء.
ونقلت صحيفة «ذا تايمز أوف إنديا» عن وزير الداخلية الهندى أميت شاه قوله إن الغارات الهندية دمرت 9 معسكرات فى باكستان والجزء الذى تسيطر عليه فى كشمير، مستهدفة معسكرات تدريب ومخازن أسلحة ومخابئ تابعة لمنظمات مثل «عسكر طيبة» و»جيش محمد» و»حزب المجاهدين» وجماعات أخرى وصفها بـ»الإرهابية».
وفى السياق، أكد وزير الخارجية الهندي، سوبرامنيام جاى شانكار، أن أى هجوم باكستانى سيقابل برد حازم. وقال فى تصريحات: «إذا تعرضت بلادنا لهجمات عسكرية، فلا شك أنها ستُقابل برد حازم»، وفق ما نقلت رويترز.
وضربت الهند مواقع فى باكستان، فى الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي، وصفتها بأنها «بنية تحتية إرهابية»، بعد أسبوعين من اتهامها لباكستان بالتورط فى هجوم بالقسم الهندى من كشمير، أسفر عن سقوط 26 شخصاً، معظمهم من السياح الهندوس.
ونفت إسلام أباد هذا الاتهام وتعهدت بالرد على الضربات الصاروخية، وقالت أيضاً إنها أسقطت 5 طائرات هندية، بينما وصفت السفارة الهندية فى بكين التقارير عن إسقاط طائرات مقاتلة بأنها «معلومات مضللة.
ويأتى هذا بينما ذكرت صحيفة «ذا تايمز أوف إنديا أن التصعيد العسكرى تسبب بإغلاق نحو 25 مطاراً فى الهند حتى السبت على الأقل، مع إلغاء أكثر من 400 رحلة جوية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن بعض السكان يهرعون لشراء وتخرين السلع الضرورية فى بعض مدن ولاية البنجاب الواقعة على الحدود مع باكستان بسبب الفزع من رد إسلام أباد على الضربات الهندية.