مأساة إنسانية مروعة.. ضحيتها طفل بريء في الرابعة من العمر.. تركته أسرته داخل سيارتهم الملاكي لحين الإنتهاء من ذبح أضحية العيد مع الأقارب.. وكانت المفاجأة بعد عودتهم العثور عليه جثة هامدة بالمقعد الخلفي مختنقا بسبب شدة الحرارة ونقص الأكسجين داخل السيارة المغلقة لتتعالي صرخات إستغاثة الأهل من هول الكارثة التي بدلت فرحتهم بأحزان لاتنتهي.. تحر محضرا بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
الحادث المأساوي وقع بمنطقة الأميرية بقلب القاهرة نتيجة عدم الوعي والاستهتار الذي أنهي حياة الصغير بلاذنب وبدون سابق إنذار ونروي حكايته للعظة والعبرة منعا لعدم تكرارها وسقوط ضحايا جدد..
وقد دارت أحداثها من البداية عندما توجه ملاك آلجنة البريء” علي ابن الـ4 سنوات” مع والديه لذبح الأضحية لدي أحد الأقارب وهو يرتدي ملابس العيد الجديدة وسط جو من السعادة والفرحة وفور وصولهم بسيارتهم الخاصة لإتمام المهمة قام في غفلة من الجميع بالجلوس داخلها وأغلق منافذها دون إدراك لحين عودة والديه سريعا كما توهم لكن نقص الأكسجين وعدم قدرته علي التنفس أدي لاختناقه تدريجيا ليصبح غير قادرا علي الحركة وتنتهي حياتة دون ان يشعر به أحد.

اكتشف الحادث فجأة بعد مايقرب من ثلاث ساعات مرت سريعا مع لقاء المحبين بفرحه العيد بعد أن لاحظ الأهل اختفاء صغيرهم وعدم وجوده.. اسرعوا بالبحث عنه بكل مكان وهم في لهفة وحالة فزع ليعثروا عليه أخيرا في مشهد صادم وحزين ممدا بالمقعد الخلفي للسيارة يتصبب عرقا فاقدًا للنطق.. وجدوا من كان يحظي بحب الجميع مستسلم لقدره ونهايته المأساوية.. حاولوا حراك عصفور الجنة وإيقاظه لكنهم اكتشفوا أن العمر قد انتهي ونبضات القلب قد توقفت..
رفضوا الاستسلام بالأمر الواقع وأسرعوا بحملة للمستشفي تتعالي صرخاتهم المدوية يحلمون ببارقة أمل في أن يكون علي قيد الحياة لكن الأطباء ابلغوهم بالحقيقة وانة لفظ أنفاسه الأخيرة لينزل الخبر عليهم كالصاعقة غير مصدقين أن من كان يملأ الدنيا ضاع منهم في غمضة ليعشوا في احزان ماتبقي من العمر.
علي الفور تم إبلاغ قسم الشرطة بوصول الطفل متوفيا في ظروف غامضة وإيداع الجثة ثلاجة حفظ الموتي تحت تصرف النيابة وكشفت معاينة رجال المباحث بإشراف اللواء علاء بشندي مدير الادارة العامه للمباحث ونائبه اللواء علي نور الدين عدم وجود اية إصابات ظاهرة وهو مايشير إلي عدم وجود شبهة جنائية.. وتم التوصل بعد الفحص والتحري وسماع الشهود إلي تفاصيل الكارثة الأسرية التي وقعت بدون قصد وهي وفاة الطفل داخل السيارة مختنقا نتيجة لنقص الأكسجين وعدم وجود منافذ تهوية ونسيانة باهمال لوقت طويل داخلها مع شدة الحر وهو الأمر الذي كان كفيلا بإنهاء حياته لعدم قدرة تحمل جسده الضعيف والنحيف ماتعرض له وهو ما أكده تقرير الطب الشرعي المبدئي للواء أحمد الأعصر مدير المباحث الجنائية.. وقد تسلم الأهل الجثة بعد انتهاء الإجراءات القانونية للدفن في جنازة مهيبة.
وأخطر اللواء طارق راشد مدير أمن العاصمة.. وتواصل النيابة التحقيق في الحادث.