برأيك أيهما أولي، الاهتمام بسلوك الأذكياء أم الاهتمام بسلوك الأغبياء؟ وبمعنى أدق من يستحق الحذر الشديد فى التعامل، الأذكياء أم الأغبياء؟ بيد أننا ننفق جل أوقاتنا واهتماماتنا فى متابعة سلوكيات ومواقف وتحركات الأذكياء ظناً منا أنهم هم من يديرون الأمور ويصنعون الأحداث ويتحكمون فى مصائر الناس، فى نفس الوقت الذى نهمل عن عمد متابعة أو التعرف على سلوكيات الاغبياء وتحركاتهم، فنحن نستخف بهم رغم أنهم قد يكونون أكثرية حولنا، فالغباء ظاهرة عابرة للجنسيات والايديولوجيات والجغرافيات والمستويات العلمية والاجتماعية، الغباء منتشر ومتربع على عرش المجتمعات، وبصرف النظر عن تعريفات الغباء الاصطلاحية واللغوية فهو معروف لدينا جميعاً، لكننا نقع جميعاً فى فخ الفهم الخاطئ للأمور والأشياء، فنحن نهتم بالشخص الذكى ونوليه الاهتمام ونتتبع تحركاته على أساس أنه الأكثر تأثيراً فى محيطه رغم أن الشخص الغبى هو الذى يرتكب بحماقاته سلوكيات أخطر وأشمل فى تأثيرها عما يقوم به الشخص الذكي، وهنا يمكن تقسيم الناس إلى أربعة أقسام، الأول الأذكياء الذين يفيدون أنفسهم والمجتمع بسلوكياتهم وأعمالهم وأقوالهم، الثانى الطيبون وهم لا يفيدون أنفسهم ولا غيرهم وهذا بحسن نية كاملة، الثالث الأشرار الذين يستفيدون فقط على حساب ايذاء الناس، الرابع الاغبياء الذين يؤذون أنفسهم ويؤذون غيرهم دون فهم ودون انتباه ودون ان يستفيد أحد، هنا نجد أن الأشرار أقل خطراً من الأغبياء الذين يفوقون الأذكياء فى تأثيراتهم السلبية على أنفسهم ومجتمعاتهم، من هنا وبعد قراءات عدة فى فلسفة الغباء وسلوكيات الأغبياء توصلت إلى عدة نقاط جدير بنا أن نذكرها فى معرض حديثنا عن الغباء وهي:
– الغباء منتشر فى كل مكان بشكل اكبر مما نتخيل
– الغباء لا يعترف به أهله وأصحابه وينكرونه نكرانا مبينا
– الغبى لا يعرف أبداً أنه غبى بل يظن نفسه أذكى أهل الأرض
– الأغبياء أخطر من المحتالين والأشرار واللصوص على مجتمعاتهم
– ضرورة الاهتمام بالغباء والأغبياء أكثر من اهتمامنا بالذكاء. والأذكياء يبدو ان هذا الملف من الأهمية بمكان أن يأخذ حقه فى الاهتمام والتفكير والتأطير والتنظير بعيداً عن التجاذبات والاشتباكات، يشعلون الحروب ويؤججون الصراعات ويقفون حجر عثرة أمام كل محاولات الانطلاق نحو التقدم.