اختارت مصر طريق السلام والبناء والتنمية عن قوة وقناعة، فى ظل قدرتها على حماية أمنها القومى وأرضها وحدودها، وفرض كامل سيادتها.. إيماناً بأن القوة تحمى السلام والبناء والتنمية، فلا سلام دون قوة تحميه.. لذلك ترى مصر فى مسار مختلف عما يحدث فى المنطقة من صراعات واضطرابات واقتتال.. تتبنى القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة فى كافة المجالات.. تتعانق فيها ملامح الرؤية الثاقبة والســـابقة، التى وصـــفها الرئيــس عبدالفتاح السيسى قبل 11 عاماً وتحقق نتائجها وتؤتى ثمارها بشكل فاق التوقعات.. فما أعظم أن تطمئن إلى جدار القوة والقدرة وتنتشر فى كافة ربوع البلاد والبناء والتنمية، وتواصل التقدم بثبات نحو المقدمة فى اطمئنان كامل أنه لن تجرؤ أى قوة على المساس بأمن مصر.. لذلك تنعم مصر بالأمن والأمان والاستقرار فى محيط الاضطرابات والصراعات.. فمن زرع حصد، وقد عملت مصر من الانتقال إلى محدودية الطموح إلى أعلى درجاته.. ومن تداعيات الفوضى وغياب الرؤية فى الإصلاح والبناء من عقود مضت، إلى آفاق القوة والقدرة الشاملة التى ارتكزت على الإصلاح والبناء الاستراتيجى فى كافة القطاعات.
المشهد فى مصر مختلف تماماً عن واقع المنطقة المرير.. حيث الصراعات الطاحنة والأزمات القاسية، ومعاناة دول فى المحيط من الانقسام والاقتتال.. إلا أن مصر تمضى وتسير على طريق الصواب والتقدم.. وما وصلت إليه قواتنا المسلحة من قوة وقدرة وردع للدفاع عن الوطن إذا تطلب الأمر، وإذا فُرض علينا ذلك، أو فكر العدو فى المساس بالأرض والحدود والسيادة والأمن القومي، فتلك خطوط حمراء فى إعداد المقدسات التى لا يمكن التهاون أو التفريط فى حمايتها ودحر وردع كل من تسول له نفسه المساس بها.
من قلب مشاهد القوة والقدرة والردع، تلك القوة الرشيدة.. تنطلق عمليات البناء والتنمية، فمن يتابع ما يتداول عن مصر من أخبار ونشاطات، تجد فيها غايات وأهداف الرؤية الرئاسية تتحقق، فى ظل الاقتراب من تجاوز مصر تداعيات الأزمات العالمية والإقليمية، فها هو الاحتياطى النقدى بالبنك المركزى يقترب من 47 مليار دولار بشكل غير مسبوق، مع توفر كافة السلع والاحتياجات الأساسية فى الأسواق، وبدء العام الدراسى بأمان واطمئنان، مع إدراك حقيقى لنعمة ومعنى الأمن والأمان والاستقرار الذى تعيشه مصر، لتستضيف الأشقاء الذين تعانى دولهم أزمات أو اقتتالاً، بحثاً عن الأمن والأمان فى مصر العظيمة والكبيرة، التى تعتبرهم ضيوفها.
فها هو قطار النصر والبناء والتنمية يعود إلى سيناء بعد 51 عاماً، وفى عهد قائد عظيم صاحب رؤية وإرادة وقدرة بالغة على التحدى والإنجاز، فى تجسيد حقيقى للإرادة المصرية المتجددة فى كل العصور.. فقبل 51 عاماً حققت مصر نصراً عظيماً فى أكتوبر 1973، أعادت به الأرض والكرامة وسطرت نصراً عظيماً وحطمت أكاذيب ومزاعم وغطرسة العدو.. لتنطلق نحو السلام الذى اختارته عن قوة ثم يعاود العدو الظهور مرة أخرى فى هجمة إرهابية شرسة.. فمنذ يناير 2011، نجحت قواتنا المسلحة الباسلة والشرطة الوطنية فى دحرها وتطهير سيناء من الإرهاب وفرض كامل السيطرة واستعادة الأمن والاستقرار، لتنطلق أكبر عملية تنمية فى أرض الفيروز وبشكل غير مسبوق وبإرادة وطنية سياسية شملت كافة المجالات وبمشروعات بالمليارات ومدن جديدة وطرق عصرية ومطارات وموانئ و5 أنفاق تربط سيناء عبر القناة بمحافظات الدلتا وباقى ربوع الوطن ومشروعات زراعية وصناعية عملاقة وتحويل هذه الأرض الطيبة إلى مقصد مهم للسكان والاستثمار وتوفير الحياة الكريمة للمصريين فى سيناء، لتنعم بالأمن والأمان والحماية العسكرية والأمنية والتنموية، وهى رؤية الرئيس السيسي، التى نجحت فى خلق واقع جديد فى سيناء، والاطمئنان على سلامتها والسيادة المصرية الكاملة عليها، حفاظاً على العهد والقسم وأمانة الأجداد والآباء.
من هذه المشاهد التى تعبر عن مسار البناء والتنمية، المستند إلى القوة والقدرة.. تأتى الإنجازات الكبري، حيث شهد الرئيس السيسى وشقيقه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات المتحدة الشقيقة إطلاق مشروع رأس الحكمة التنموي، وهو أكبر استثمار مباشر فى استثمار حقيقى فى موقع مصر الجغرافي، وتجسيداً لعمق العلاقات المصرية- الإماراتية، وما لهذا المشروع من أهمية اقتصادية واستثمارية وعقارية وسياحية وبيئية، بما يشير إلى المستقبل الذى ينتظر مصر ومكانتها على الصعيد العالمي، خاصة فى ظل ما تتمتع به من مقومات ومناخ مثالى للاستثمار وفى أعلى درجات الأمن والاستقرار والتيسيرات والقضاء على الروتين والبيروقراطية بالحزم والإعفاءات الضريبية وما لديها من فرص وبنية تحتية عصرية وشبكة طرق ومطارات وتنوع لمصادر الطاقة وموقع استراتيجي.. كل ذلك يجعل من مصر قبلة لأهم وأضخم الاستثمارات، وهناك استثمارات كبرى فى الطريق فى مجالات عديدة.
مصر التى تعيش واقعاً مختلفاً عن حالة الصراع والاقتتال والاضطرابات فى المنطقة، يجلس أبناؤها وأطيافها وقواها وأحزابها السياسية، يتحاورون بقلب وعقل مفتوح على طاولة الحوار الوطني، الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى تجسيد حقيقى للتشاركية فى بناء الوطن، يناقشون كافة القضايا والملفات ودون خطوط حمراء.. فالهدف هو مصلحة الوطن والحوار بات عقيدة مصيرية فى الداخل والخارج، حققت نتائج عظيمة وأتت ثمارها.. ينتقل الحوار بإيجابية من قضية إلى أخري، حتى وصل إلى قضايا ظلت عالقة لعقود لم يتناولها أو يتطرق إليها أحد، مثل الدعم وقانون الإجراءات الجنائية والحبس الاحتياطى وقضايا الأمن القومى والسياسة الخارجية.
ما أريد أن أقوله خلال هذه السطور: إن القوة والقدرة والبناء والتنمية والرخاء، رؤية واختيار.. تتوفر له الإرادة والعمل والتحدي، ببناء القوة والقدرة.. ليس للعدوان على أحد، ولكن لحماية الوطن وتأمين طريق البناء والتنمية.. والمشروع الوطنى يحقق التقدم، وما يجرى على الأرض فى مصر المحروسة يؤكد عمق الرؤية الرئاسية وجدواها وأنها تسير للأمام وتحقق أهدافها.. رغم أن كل من حولنا يدور فى تلك الفوضى والاضطرابات والصراعات.. والحقيقة، أن ما تشهده مصر على كافة الأصعدة يستحق أن نوجه التحية والشكر والتقدير لقائد عظيم، لم يغامر بمصر ولم يبع الوهم للناس.. بل كان ومازال صادقاً، موضوعياً، متحدياً، مقاتلاً من أجل تحقيق أهداف وتطلعات مصر وشعبها.. يريدها أن تكون دائماً فى المقدمة.. وشعبها يحظى بالحياة الكريمة.. تنعم بالقوة والقدرة والبناء والتنمية.