طفرات غير مسبوقة
على مدار السنوات الماضية فى القطاع المصرفى
الاستقرار المصرفى والنقدى الذى تشهده مصر حاليا ساهم فى إحداث طفرة تنموية واستثمارية من مشروعات كبيرة ومتوسطة وبنية تحتية وطرق، وهناك حراك كبير فى مناخ الاستثمار المحلى والاجنبى وتدفق لرءوس الاموال لإقامة المشروعات الضخمة فى العديد من المجالات وكلها مؤشرات مبشرة بالأمل والتفاؤل، فنجاح السياسة المصرفية والنقدية أدى إلى الثقة فى القدرة على توفير التمويل اللازم للمشروعات الاستثمارية والتنموية وجذب المزيد من الاستثمارات الاجنبية والعربية وضمان تحويل أرباحهم فى أى وقت، خاصة بعد أن اصبح لدينا احتياطى من النقد الاجنبى يتجاوز الـ 47 مليار دولار، إلى جانب تدفقات متعددة من الدولار، خاصة من تحويل المصريين العاملين بالخارج والسياحة والتصدير، وهو ما يبعث على الطمأنينة والامان.
فالسياسة المصرفية النقدية التى يتبعها البنك المركزى برئاسة حسن عبدالله، حققت نتائج ايجابية ناجحة تمثلت فى ضبط أسعار الصرف واستقراره دون أن يكون هناك تضارب والحفاظ على تدفقاته وأصبح هناك سعر واحد، مما كان له صدى فى المؤسسات المالية العالمية، مما وضع مصر فى مكانة مميزة وفى بؤرة الاهتمام الدولى سواء من جانب صندوق النقد أو البنك الدولي، واللذين أصبحا يبذلان كل جهد لتقديم المساندة والدعم لمصر والوقوف بجوارها.
الحقيقة، أن القطاع المصرفى فى مصر يحظى بالعديد من القيادات المصرفية المميزة التى استطاعت إحداث بصمات وطفرات قوية وغير مسبوقة على مدار السنوات الماضية فى القطاع المصرفى.. أصبح يتردد اسمها فى المحافل الدولية والمؤسسات المالية العالمية ويتمتعون بثقة كبيرة لأدائهما الرائع فى إدارة البنوك وحققوا نهضة وتحولاً، وخلال الايام الماضية تم اختيار محمد الاتربى رئيس البنك الاهلى المصرى كأفضل رئيس تنفيذى فى مصر من قبل مجلتى Global Business Finance وGlobal Business Review، وهو اختيار صائب ومشرف وبالفعل يستحق التكريم وذلك لما حققه من إنجازات ونجاحات كبيرة فى البنك الأهلي، وهذا الاختيار لم يأت من فراغ، وإنما يتم وفقاً لمعايير متخصصة تعتمد فى المقام الاول على تقييم الأداء والإستراتيجيات التى يتبناها ونجح فى تحقيقها، حيث يتم ذلك الاختيار من خلال نخبة من الخبراء الماليين والاقتصاديين، وهو ما يمثل شهادة نجاح وثقة عالمية فى رموز قيادات العمل المصرفى فى مصر.. لقد نجح «الاتربى» فى قيادة البنك الاهلى باقتدار خلال الفترة الماضية، فتكريم الاتربى ليس أول تكريم له على مدار مسيرته، فقد سبق أن تم تكريمه أكثر من مرة من كبرى المؤسسات المالية.
يعد محمد الاتربى من أكثر القيادات والشخصيات المصرفية التى حصلت على العديد من الجوائز العالمية، التى تخطت أكثر من مائة جائزة، وذلك لتميزه فى أدائه عمله وتوافر كل المواصفات والمقومات التى تؤهله للحصول على هذا الكم من الجوائز الاقليمية والعربية، وهذا كله لم يكن من قبيل المصادفة أو المجاملة، إنما يرجع إلى خبرته الواسعة والحنكة ورؤيته الثاقبة ودوره البارز فى خدمة الاقتصاد القومى.
لذا، فإن الحفاظ على النجاحات التى حققها البنك المركزى الفترة الماضية والحالية يتطلب تضافر كل الجهود من جانب الحكومة والقطاع الخاص فى توزيع الأدوار لإحداث نوع من التكامل وهيكلة جذرية لكل المؤسسات والهيئات والشركات لتسهم فى التنمية بشكل فعال.. لقد انتهى عصر الجزر المنعزلة لإحداث الترابط والتكامل والتعاون، حتى تكون النتائج مثمرة وكبيرة وقوية، خاصة أن لدينا مقومات هائلة لم يتم استغلالها وتوظيفها التوظيف الأمثل والصحيح.. لقد حان الوقت لتعظيم الاستفادة من الكفاءات والكوادر المميزة لدينا لكى نجنى الثمار سريعا.