الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء يستحق التحية، لأنه استجاب والتزم بتنفيذ أمر مهم للغاية، ربما كنا نفتقده فى الحكومة خلال السنوات الماضية، وهو التواصل المستمر، مع المواطنين، والإعلام وعرض كافة القضايا والحقائق، والتحديات والنجاحات، وأسباب الأزمات وسبل المواجهة بل وإيضاح وتفسير ما يحدث من أحداث دولية وإقليمية لها تداعياتها المختلفة علينا خاصة فى جوانبها الاقتصادية.
الدكتور مدبولى الحقيقة على العهد، حريص عقب كل التزام، واجتماع مع الحكومة للخروج للحديث إلى المصريين بمنتهى الصراحة والشفافية ويوضح كل صغيرة وكبيرة، ويرد على تساؤلات الصحفيين، بل يحسب له أنه بادر بدعوة الإعلاميين والصحفيين، فى لقاء مفتوح ومذاع على الهواء، بمفردات بسيطة، ورد على كافة شواغل المواطنين وبث الاطمئنان فيهم، ودعوتهم إلى الصبر، فى كل ما يحدث فى العالم والمنطقة من متغيرات حادة لها آثارها الصعبة على الجميع، لكن القادم أفضل، وأن المعاناة لن تدوم لذلك بنى جسراً من التواصل وقاعدة عريضة من الحقائق لدى الناس فى كافة الموضوعات والقضايا.
من منطلق هذا النجاح، أقترح توسيع وتعميم الفكرة والمبدأ، وترسيخ النهج والمسار، مع الاستمرار على التواصل مع المصريين فى فترة شديدة الدقة لتحقيق هدف عظيم، بل هو سلاح الدول الآن، وهو بناء الوعى والفهم منذ بداية عمل الحكومة الجديدة، الناس على اطلاع على الحقائق، والمعلومات، وفهم ما يدور، والبطل فى هذا الأمر هو الدكتور مدبولى الذى يستلهم حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى فى التواصل المستمر والشفاف مع المصريين، كما أن رئيس الوزراء استجاب لمطالب الإعلام والخبراء بأهمية وجود قنوات للتواصل خاصة فى هذا التوقيت الدقيق أو ما يواجه البلاد من حملات ضارية للأكاذيب والشائعات والتشكيك.
الحقيقة أن «الوزراء» لم يصلوا إلى نفس مستوى الدكتور مدبولى لديهم رهبة أو عدم قدرة على التعاطى مع الإعلام، ومازالت لدى بعض الوزراء الجدد رهبة، وتلعثم لكن يتفوق الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، ووزير النقل والصناعة وأيضاً الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصحة والسكان.
مع اقتراب العام الدراسى الجديد فى سبتمبر القادم، أرى أن الحكومة لابد أن تستعد وتجهز للاستثمار فى العام الدراسى خاصة على مستوى الجامعات وهو أمر شديد الأهمية أن تتواصل الحكومة، مع الشباب فى الجامعات على مستوى كافة ربوع البلاد، فى كل المحافظات وهو استثمار حقيقى فى بناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح، فى ظل هذا التوقيت والحروب الجديدة التى تعتمد على التشكيك وتزييف الوعي، ونشر المعلومات المغلوطة والأكاذيب والشائعات.
برنامج الحكومة، ومؤسسات الدولة فى التواصل والحديث وعقد اللقاءات المباشرة مع شباب الجامعات، أمر مهم، لذلك لابد أن يرتكز على رؤية، من يتحدث ما هى الموضوعات والقضايا والملفات التى يتم تناولها، طبيعة وشكل اللقاء، وأرى أن اللقاء والشرح واستعراض الحقائق.. لابد أن يعقبه لقاء مفتوح، يتلقى الوزير أو الوزراء أسئلة الشباب مهما كانت، حول كافة القضايا والملفات وحتى إذا كان لديهم اقتراحات ورؤي.
فى هذا التوقيت الدراسة فى الجامعات ليست مواد دراسية، ومحاضرات ومعامل فقط، ولكن لابد أن يكون هناك تفاعل فكرى وثقافى وفنى وإبداعي.
من المهم، شرح ما يدور فى العالم والمنطقة من صراعات، واضطرابات ومتغيرات وحروب، وطبيعتها وأسبابها وأهدافها وتداعياتها علينا، وآثارها المختلفة وما تأثيرها على أمننا القومي، ومستقبل مصر، ومشروعها القومى لتحقيق التقدم وبناء الدولة الحديثة والتحديات التى تواجه المسيرة، وأيضاً مستقبل الاقتصاد المصري، وما حققته الدولة، وماذا قدمت من أجل الشباب، وحجم الفرص المتاحة فى مصر، ومصر خلال العقدين القادمين، والقضايا الأخرى حول الطاقة والتغير المناخي، والموارد المائية والزراعة وما تحقق، والصناعة ما نأمل منه وأسباب الأزمات الاقتصادية فى السنوات الأخيرة وتأثير الجائحة، والحروب المختلفة من الحرب الروسية ـ الأوكرانية إلى الصراعات والمتغيرات الجيوسياسية فى المنطقة والشرق الأوسط، والعدوان الإسرائيلى على غزة وموقف وجهود مصر وكيف تعيش مصر فى أمن واستقرار مع أن جميع حدودها من مختلف الاتجاهات الاستراتيجية تشهد توترات وصراعات وأزمات.
هنا أقترح أن الدكتور مصطفى مدبولى لابد أن يكون له لقاء شهرى مع شباب الجامعات فى مناطق ومحافظات شتي.. يحضره أكبر عدد من طلاب الجامعات، ويكون بالآلاف، يتحدث رئيس الوزراء فيه عن كل شيء، من هنا وثق المعلومات والحقائق، لا يمكن أن تنفذ الأكاذيب والشائعات التى يروجها إعلام قوى الشر وخلاياه الإلكترونية فى النفاذ إلى عقول الشباب، المهم أن تنجح الحكومة فى خلق أسلوب تفكير لدى الشباب.
التنمية البشرية، ووزراء الثقافة والأوقاف والشباب والرياضة، والخبراء والمفكرين بل والتنمية الصناعية والاقتصادية يشكلون فريق عمل رفيع المستوى لإنجاح هذا المشروع فى الحديث والحوار المفتوح مع شباب الجامعات مع عدم تجاهل أهمية الزيارات والجولات للشباب وطلاب الجامعات لمواقع الإنتاج والقلاع المصرية فى الصناعة والزراعة فى كافة ربوع البلاد.. وللحديثة بقية.
تحيا مصر