يولى الرئيس عبد الفتاح السيسى اهتماما خاصا بتنمية الإنسان المصرى كأولوية استراتيجية، من منطلق أن الاستثمار فى رأس المال البشرى هو أفضل وأهم استثمار يمكن أن تقوم به الدولة. فى هذا السياق، عقد الرئيس اجتماعًا موسعًا مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، لمتابعة مستجدات المشروع القومى للتنمية البشرية الذى يحمل عنوان «بداية جديدة لبناء الإنسان».
يستهدف المشروع القومى تعزيز الاستثمار فى رأس المال البشرى من خلال برنامج عمل شامل ومتكامل يركز على تنمية الإنسان فى مجالات عدة، منها الصحة، التعليم، الثقافة، الرياضة، وتوفير فرص العمل. يُعَتَبَر هذا المشروع مثالاً بارزاً على التكامل بين مختلف جهات الدولة والمجتمع الأهلى والقطاع الخاص لتحقيق استفادة جميع فئات المواطنين من موارد الدولة بعدالة وفاعلية.
خلال الاجتماع، شدد الرئيس السيسى على أهمية صياغة الخطط التنفيذية لمحاور العمل فى المبادرة، مؤكداً أن رأس المال البشرى هو الثروة الحقيقية لمصر التى يجب العمل على تنميتها واستثمارها بفعالية. كما وجه بضرورة تعزيز التنسيق والتكامل بين جميع الجهات لضمان تحقيق أهداف المبادرة والوصول إلى نتائج ملموسة فى أقرب وقت.
فى إطار اهتمام الرئيس السيسى بتخفيف معاناة المواطنين، يتابع بشكل مستمر التطورات فى قطاع الصحة. يتضمن ذلك تطوير معهد ناصر «مدينة النيل الطبية»، وإنشاء المعامل المركزية بمدينة بدر، وتطوير مركز أورام دار السلام بالتعاون مع معهد جوستاف روسيا ليصبح مركز تميز إقليميًا. كما يولى الرئيس اهتمامًا خاصًا بمنظومة التأمين الصحى الشامل، حيث وجه بسرعة الانتهاء من إنشاء وتطوير 30 مستشفى و500 وحدة ومركز طبى فى محافظات المرحلة الثانية، وهى دمياط، المنيا، كفر الشيخ، شمال سيناء، ومطروح.
علاوة على ذلك، تتابع الحكومة جهودها لتطوير الاستثمار فى القطاع الصحى من خلال تقديم حزم تحفيزية للمستثمرين، مع التركيز على توطين صناعة الدواء فى مصر. تأتى هذه الخطوة فى ظل الأزمات الدولية التى تؤثر على سلاسل الإمداد، ما يعزز أهمية توفير الدواء فى السوق المحلية بجودة عالية وبأسعار عادلة.
الرئيس السيسى أيضًا يحرص على متابعة المبادرات الرئاسية فى مجال الصحة العامة، بما فى ذلك مبادرات القضاء على قوائم الانتظار والصحة النفسية. فى هذا السياق، كلف الرئيس بإنشاء مستشفى «سكينة» للصحة النفسية وعلاج الإدمان فى مدينة العلمين الجديدة، وسرعة تطوير مستشفى الخانكة للصحة النفسية فى محافظة القليوبية، وإنشاء مراكز طبية للإقامة الممتدة للمرضى وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة.
كما يعكس اهتمام الرئيس السيسى ببرامج الحماية الاجتماعية من خلال توجيه الحكومة بضم 8.5 مليون منتفع من برنامج «تكافل وكرامة» والعمالة غير المنتظمة إلى مظلة التأمين الصحي، بتكلفة سنوية تبلغ 10 مليرات جنيه. هذا بالإضافة إلى دراسة إمكانية ضم فئات أخرى من العمالة غير المنتظمة خلال المرحلة المقبلة.
يتضح مما سبق أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يعكف على إرساء استراتيجيات تنموية شاملة ترتكز على الاستثمار فى الإنسان المصري، بما يعزز جودة الحياة ويحقق التنمية المستدامة لكافة فئات المجتمع.