فى الحقيقة التحديات الاقتصادية الإقليمية والدولية التى تمر بها المنطقة غاية فى الصعوبة وتداعياتها تلقى بظلالها على الأوضاع الداخلية للكثير من الدول.
ومصر ليست ببعيدة عن تلك الآثار والتحديات ولكن فى ظل تلك الظروف ظهرت طاقة نور قد تكون المصباح الذى يضيء لنا المستقبل حيث تم توقيع 29 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة 49 مليار يورو مع الشركات التابعة للاتحاد الأوروبى وتوقيع 6 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بقيمة 18.7 مليار يورو مع تحالفات وشركات أخرى خلال مؤتمر الاستثمار المصرى الأوروبي.
رئيس مجلس الوزراء خلال كلمته فى الجلسة الختامية أعرب عن تطلعه لعقد هذا المؤتمر بصورة سنوية من أجل دعم ومتابعة وتفعيل أوجه التعاون المشترك.
وأضاف رئيس الوزراء انه على الرغم من مواجهة العديد من التداعيات التى لا يمكن إنكارها للأزمات الإقليمية والدولية على مصر والعديد من دول العالم إلا أن برنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى الذى بدأ تنفيذه قبل وقوع تلك الأزمات وعلى رأسها أزمة كورونا قد حرص على استيعاب وامتصاص تلك الأزمات قدر الإمكان مع الاستمرار فى تنفيذ مستهدفات برنامج الإصلاح والتى يأتى على رأسها دعم دور القطاع الخاص عبر تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة للاقتصاد المصري.
رئيس الوزراء اكد ايضا سعى مصر لإعطاء دفعة لبرنامج الإصلاح الاقتصادى عبر تعميق الشراكة القائمة مع الاتحاد الأوروبى من خلال عقد هذا المؤتمر.
وكان المؤتمر قد شهد عقد العديد من الجلسات الحوارية الرئيسية والجانبية التى بلغت نحو ثمانى جلسات والتى مثلت فرصة مواتية للنقاش الثرى بين الجانبين قاده دون شك القطاع الخاص حول العديد من القطاعات المهمة فى الاقتصاد المصرى بالإضافة إلى عقد العديد من اللقاءات الثنائية على هامش المؤتمر سواء على مستوى القطاع الخاص أو ما بين القطاع الخاص والجهات الرسمية.
الاتفاقيات التى تم توقيعها سواء على مستوى القطاع الخاص أو ما بين القطاع الخاص والجهات الرسمية المصرية تحقق مستهدفات كبيرة كما أن ارقام ومبالغ الاتفاقيات تعكس اهتمام الاتحاد الأوروبى وشركات القطاع الخاص بمختلف المجالات والمشروعات التى تم توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بشأنها ومن بينها مشروعات الهيدروجين الأخضر وما يتعلق بالسيارات الكهربائية والبنية الأساسية ومشروعات النقل المستدام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ومصر عازمة على المضى قدماً فى عملية الإصلاح الاقتصادى حتى يتسنى لها تنفيذ خططها التنموية وتحقيق آمال شعبها فى غدٍ أفضل يسوده الأمن والسلام والاستقرار..