وزارة الثقافة وزارة خدمية وتختلف عن باقى الوزارات وتختلف وزارة تنويرية تثقيفية وزارة بناء الانسان عقلا وفكرا ووجدانا، وإنسان الثقافة متطور ومتجدد ويدعو للبناء ويساهم فيه وهى وزارة للتنمية البشرية وهذا مدخل للمصطلح الجديد «الاستثمار الثقافي» أو الاستثمار فى الثقافة وهذا النوع من الاستثمار عائده المستهدف هو العائد الاخلاقى بكل شمولية الكلمة وإذا كانت الوزارات الأخرى بكل قطاعاتها تستثمر فالهدف تحقيق عوائد مادية مالية من منظور اقتصادى بحت وصرف أما استثمار الثقافة فهو منجز ثقافى وحضارى بهدف تحقيق معدلات اخلاقية متفاوتة القيمة من خلال وضع استراتيجيات تخص حركة الابداع بكل صنوفه وألوانه وأشكاله وهذا الابداع يصب أو هو فى صالح الانسان لذلك فكل الانفاقات على الابداع لا تستهدف الربح المالى ومستهدفه الوحيد هو الإنسان وأخلاقيات هذا الانسان ودوره الفاعل فى حركة الحياة فى المجتمع فالمنتج الجاد والهادف غالبًا لا يحقق أرباحا مالية وقديما وحاليا –المفترض– ان الانتاج الابداعى لا ينتظر تحقيق معدلات أرباح مالية عالية وإذا كان الهدف يتمحور حول المال فليتم تعظيم مفهوم المنتج الابداعى وغاية الثقافة والفنون التغيير إلى الافضل اخلاقيا وتطوير الإنسان ليكون صالح للمجتمع ومواجهة كل ما هو وافد مريض يهدف لهدم القيم المجتمعية وشتان والفروق جذرية وجوهرية فى منطقية وطبيعة الاستثمار فى وزارة الثقافة والاستثمار فى الوزارات الأخرى وكل الوزارات منطقيا ان تكون «خدمية» لكن فيها جانب يسعى ويهدف للربح المالى وخاصة فى المعاملات والاتفاقيات الدولية بين الدول وليس فى التعامل مع المجتمع المحلى المشارك فى التنمية وحركة الحياة اليومية فى المجتمع وهنا الاستثمار حتمى ووجوبى يهدف الى معدلات ربح عالية المدخلات والقيمة المالية على العكس حرفيا وجذريا مع الاستثمار الثقافى والفنى الذى يهدف إلى تحقيق معدلات أرباح عالية فى الاخلاق والقيم الاخلاقية ومن هنا نؤكد على المنظور الحقيقى للاستثمار الثقافى والاستثمار فى الثقافة وثمة وعى بهذه القضية الهامة والمهمة والفعل واللا فعل فى ماهية النضوج فى المنتج الفنى المقدم للجمهور ومعدلات نجاح هذا المنتج فى تحقيق الرسالة التنويرية مع تحقيق الهدف الأكبر وهو «الأخلاق» القصة كبيرة وتحتاج لنقاشات موسعة والوصول لنتائج سريعة جدا فلا وقت للسفسطة اذا كان الامر يتعلق بالانسان وحركة الحياة فى المجتمع لعل وعسي..؟!