وفى ليلة نزول القران الكريم التى نتنسم عبيرها وتشرئب كل النفوس والقلوب نحوها وتطمع فى تجلياتها العظيمة والتماس قبس من انوارها العلوية..لا صوت يعلو على صوت القرآن الكريم وسحر الآيات التى تلامس القلوب والعقول على موجات الحناجر الذهبية التى ابدعها الخالق العظيم ووهبها نعمة حمل القران الكريم والصدح به ليملأ الافاق ويأسر اولى النهى ويفيض عليهم من انوار اعجازه المبهر لينتشلهم من غياهب الظلمات الى انوار الحق المبين ..
صوت القرآن الكريم يتربع على عرشه باقتدار ابناء المدرسة المصرية فى قراءة القرآن وهى صاحبة سلطان السلاطين فيما يعرف بدولة التلاوة مدرسة اصيلة راسخة الجذور فى الارض وفروعها فى السماء تتيه فخرا وتتطاول بقوة تميزها وشدة حضورها وتأثيرها الفائق حتى بين الناطقين بغير العربية وهى مدرسة تكتسب كل يوم اراضى جديدة فى مشارق الارض ومغاربها بلا منازع وبلا منافس حقيقى..
والحديث عن مدرسة التلاوة المصرية واساطينها الكبار وعلمائها الافذاذ ذو شجون..واقول علماؤها الافذاذ بمعنى الكلمة لأن اعضاء المدرسة المتميزة هذه ليسوا مجرد قراء فقط يرددون او يرتلون على المسامع بقراءة صحيحة ولكن معظمهم الأن اقطاب فى علوم اللغة وعلوم القران والقراءات التى اتسعت اتساعا كبيرا ولا يقدر عليها الا الرجال ولم يعد الامر يقتصر على علوم القراءات والتجويد وفقط لأن القراءة مرتبطة بالمعنى ارتباطا وثيقا وادراك المعانى وثيق الصلة بفهم العربية واسرار بلاغتها والقرآن فوق انه منهج حياة واضح ومتكامل فهو سيد الاعجاز اللغوى بل انه قمة التحدى فى اللغة والتعبير البيانى الذى لا يأتيه احد ولا يستطيعه انس ولا جان.. ولذلك لم يكن غريبا ان يكون القراء فى اخر الزمان من حملة اعلى الدرجات العلمية الدكتوراه والماجستير ولم يعد اهل القرآن محصورين فى خانة « سيدنا او الفقى « المعروفة قديما ولهم كل التحية والاجلال فهم ايضا اصحاب فضل كبير على مر العصور الغابرة..
الجديد على صعيد مدرسة التلاوة المصرية انها على موعد وخطوة مهمة تدعم ريادتها وسلطنتها على دولة التلاوة حيث سيتم خلال ايام وعقب شهر رمضان المبارك الاعلان عن مشروع مدرسة التلاوة المصرية بالجامع الأزهر برعاية فضيلة الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب وهى خطوة تاتى تتويجا لجهود كبيرة بذلت خلال الاعوام الاخيرة كانت تحرث فى ارض خصبة للبحث عن اهل القرآن ورعايتهم ليس فقط داخل الجامع الازهر والمعاهد والمكاتب المعروفة بل من خلال الافرع الحديثة لاروقة الازهر فى كل المحافظات التى يقودها ويشرف عليها بكل حكمة واخلاص فضيلة الدكتور عبدالمنعم فؤاد ونجح مع فريق من المعاونين من اهل القرآن فى تأصيل منهج جاد يعنى باكتشاف المواهب واصحاب القدرات الخارقة فى حفظ وتجويد القرآن ليس فقط وفقا لرواية حفص المشهورة ولكن بكل الروايات العشر المعتمدة .. النتائج المبهرة التى تحققت فى المسابقات الشهرية والسنوية وما كشفت عنه التجربة الرائدة لأداء صلوات الترويح بالقراءات العشر فى كل رمضان وبمجموعة من شباب الحفظة المهرة بالقران دفع جديا الى العمل على تدشين مشروع مدرسة التلاوة المصرية فى رحاب الجامع الازهر كما يقول فضيلة .د محمد الضوينى وكيل الأزهر وهوما ياتى تزامنًا مع الحالة الإيجابية التى أحدثها الجامع الأزهر فى المجتمع الإسلامى المصرى والعالمى خلال شهر رمضان المبارك والذى أقيمت فيه صلاة التراويح بالقراءات العشر وبالأداء الصوتى المصرى الأصيل ويهدف المشروع إلى اكتشاف الأصوات الموهوبة من بين الراغبين من الأزهر الشريف بصفة خاصة والمصريين بصفة عامة وتعزيز الهوية المصرية من خلال إعداد قراء متمكنين فى تلاوة وأداء القرآن الكريم وفقًا للمدرسة المصرية العريقة وتخريج قراء متقنين عن طريق تقديم تعليم متكامل لتلاوة القرآن الكريم بالقراءات العشر إضافة إلى تطوير مهارات الأداء الصوتى الصحيح لضمان تلاوة مميزة تعكس التراث الإسلامى.
الدكتور عبد المنعم فؤاد يتحدث بكل فخر عن مشروع مدرسة التلاوة ويصفه بانه أحد أهم إنجازات مركز إعداد وتطوير معلمى القرآن الكريم والتجويد والقراءات والذى أُنشئ بقرار وكيل الأزهر رقم (401) لسنة 2024م بغرض تعليم فنون الأداء الجيد والتدريب على مهاراته وتخريج قراء مهرة يجمعون بين الكفاءة العلمية والأداء العملى وقد قام الجامع الأزهر بعقد 5 دورات تدريبية استهدفت أكثر من 5400 معلمًا ومحفظًا للقرآن الكريم بفروع رواق القرآن الكريم والبالغ عددها 1250 فرعًا بجميع المحافظات..
يتوقع د.هانى عودة مدير عام الجامع الأزهر أن يسهم المشروع فى إعداد جيل جديد من القراء المميزين الذين يستطيعون نقل أثر التلاوة القرآنية إلى الأجيال القادمة مما يعزز من القيم الروحية والدينية فى المجتمع المصرى..
والحديث عن المدرسة المصرية فى التلاوة موصول..