استمرارا للكذب الإسرائيلى المتواصل، أعلن جيش الاحتلال أمس عن توسيع عملياته البرية فى شمال ووسط وجنوب قطاع غزة وذلك بعد ساعات فقط من إدعاء أنها عملية «محدودة». أشار الاحتلال إلى أن التحرك من الشمال إلى الجنوب يسمح فقط عبر طريق الرشيد، وأعلن حظر التنقل على محور صلاح الدين، الطريق الرئيسى الممتد من شمال قطاع غزة إلى جنوبه.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال على منصة إكس «خلال الساعات الماضية بدأت قوات الجيش عملية برية محددة فى منطقة وسط قطاع غزة وجنوبه بهدف توسيع المنطقة الدفاعية بين شمال القطاع وجنوبه من أجل سلامتكم يحظر الانتقال على محور صلاح الدين بين شمال القطاع وجنوبه وبالعكس».
كما أكد جيش الاحتلال انتشار قواته والآليات والدبابات حتى وسط محور نتساريم، وقال: «نعمل على توسيع المنطقة الأمنية بين شمال وجنوب غزة».
وكشفت «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس أن الجيش يستعد لإقامة حاجز إضافى فى منطقة نتساريم، على المحور الواصل بين جنوب قطاع غزة وشماله.
وفى شمال القطاع، أعلن الاحتلال بدء عملية برية مع تواصل الغارات على أنحاء القطاع، مشيرا إلى أن قواته متواجدة على محور الساحل فى منطقة بيت لاهيا.
جاء ذلك بعد أن شنّت إسرائيل فجر أمس غارات جديدة على غزة، وذلك بعد توجيهها «إنذارا أخيرا» لسكان القطاع إذا لم تفرج حركة حماس عن الأسري، فى تصعيد أثار مخاوف من استئناف الحرب بشكل أوسع.
وقالت مصادر فلسطينية ان الغارات أسفرت عن استشهاد 95 فلسطينيا أخرين منذ الفجر، مشيرة إلى أن هناك عددا من المفقودين تحت ركام المنازل التى استهدفها القصف فى خان يونس.
وفى الأثناء، شن الطيران الإسرائيلى غارات على منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إلا أنه لم ترد تقارير فورية عن خسائر بشرية.
من جانبها، قالت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس أمس انها قصفت عمق الاحتلال مدينة «تل أبيب» برشقة صاروخية من نوع «مقادمة» «M90» ردًا على المجازر الاسرائيلية بحق المدنيين.بينما أكدت القناة الـ12 الإسرائيلية إن القبة الحديدية اعترضت صاروخين من غزة باتجاه تل أبيب.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال إنه تم تفعيل صفارات الإنذار فى عدة مناطق فى أعقاب إطلاق صواريخ من قطاع غزة، وقالت مصادر عبرية انه لأول مرة منذ ستة أشهر تطلق الإنذارات فى المنطقة الوسطى فى مدن رامات جان، وأور يهودا، وتل أبيب- يافا، وريشون لتسيون، وحولون، والمجلس الإقليمى سدوت دان.
وهربا من القصف الإسرائيلى الدامى فى شمال القطاع، استأنفت العائلات الفلسطينية رحلة النزوح فى مشاهد مأساوية تكررت عدة مرات أثناء الحرب،.
فى السياق، أكد مدير المستشفى الإندونيسى بغزة أنهم يواجهون نقصا حادا فى الوقود والمستلزمات والأدوية والأكسجين، وأضاف أن الوضع فى غزة كارثى والمنطقة تتعرض لإبادة جماعية، وقال إن شمال غزة أمضى ليلة صعبة حيث استقبل المستشفى عشرات الشهداء والجرحي.
فى الوقت نفسه، قال فيليب لازارينى المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أمس، إن 5 من موظفى الوكالة قتلوا فى قطاع غزة فى الأيام القليلة الماضية، مشيرا أنهم كانوا معلمين وأطباء وممرضين يخدمون الفئات الأكثر تضرراً.
من ناحية أخرى جددت حركة حماس تمسكها بمفاوضات وقف إطلاق النار حيث أعلنت على لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع أمس إن المحادثات مستمرة مع الوسطاء بشأن وقف العدوان والعمل على إلزام الاحتلال بالاتفاق وإجباره على التراجع عن مخططه.
وأكد القانوع أن حصار غزة وتجويعها وحرب الإبادة فيها يتطلب تحركاً عاجلاً من جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامى لإنقاذ شعبنا من الإبادة ومنع تجويعه رفع الحصار عنه.