الطيران الإسرائيلى يقصف موقع أصفهان النووى للمرة الثانية دون حدوث تسرب إشعاعى
بعد أكثر من أسبوع تزداد حدة المواجهة بين إسرائيل وإيران من خلال تبادل الضربات بين الجانبين، مع توعد كل منهما الآخر برد قاس واستهدافات آكثر، فيما تتواصل المساعى الدبلوماسية لوقف هذا الصراع الخطير، لكن دون تقدم يذكر حتى الآن.
قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلى إن هناك تقديرات تشير إلى تدمير أكثر من 200 منصة إطلاق صواريخ فى إيران، فيما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، فى بيان أنها قامت بـإجلاء نحو 79 موظفًا من العاملين فى سفارتها لدى إسرائيل، بالإضافة إلى أفراد عائلاتهم، فى ظل توترالأوضاع فى المنطقة.
كما أعلنت القوات الإسرائيلية عن مقتل قائد عسكرى كبير فى الحرس الثورى الإيرانى حيث أكد الذراع العسكرى لطهران فى بيان مقتل خمسة من أفراده فى غارات إسرائيلية استهدفت مدينة خرم أباد وسط البلاد.
كما أوضح جيش الاحتلال فى بيان أنه قصف موقعا نوويا فى أصفهان بوسط إيران، بعد أن شن الطيران الإسرائيلى فى وقت سابق أمس سلسلة من الغارات الجوية على مواقع فى وسط إيران، شملت محافظة أصفهان وقم.
وقال الجيش إن سلاح الجو هاجم أمس «للمرة الثانية الموقع النووى فى أصفهان بعد أن تم استهدافه فى اليوم الأول للعملية» العسكرية، مشيرا الى أنه ضرب منشأة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي.
كما أكد مصدر عسكرى إسرائيلى أن الضربات الجديدة زادت من الضرر اللاحق بالموقع»، مؤكدا أن إسرائيل «ألحقت ضررا بالغا بقدرات إيران على إنتاج أجهزة الطرد المركزي».
فى نفس السياق، أكد وزير الخارجية الإسرائيلى جدعون ساعر، أن الضربات التى شنتها بلاده على مواقع نووية إيرانية أخّرت إمكانية تطوير طهران لسلاح نووى لمدة «سنتين أو ثلاث على الأقل».
قال الوزير الإسرائيلى فى مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية، نُشرت أمس، إن الهجوم الإسرائيلى الذى طال مئات المواقع النووية والعسكرية الإيرانية، وأسفر عن مقتل كبار القادة والعلماء النوويين، أدى إلى تحقيق نتائج «كبيرة جدا».
كما أضاف أنه «بحسب التقييمات، قضت تل أبيب «على الأشخاص الذين قادوا تسليح البرنامج النووى ودفعوا بهذا الاتجاه»، مشدداً على أنه «أمر بالغ الأهمية».
كذلك أكد ساعر أن إسرائيل حققت الكثير حتى الآن، موضحا أنها لن تتوقف حتى إزالة التهديدات الإيرانية، لافتاً إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تحدد «تغيير النظام الإيرانى كهدف لهذه الحرب»، مردفا «حتى الآن على الأقل».
وفقاً لقناة 12 الإسرائيلية، شنت تل أبيب عدة ضربات على مواقع نووية، كاشفة أنه تم القضاء على 17 عالماً نووياً حتى الآن، آخرهم العالم النووى الإيرانى إيثار طباطبائى وزوجته فى هجوم إسرائيلى وقع مؤخراً.
واستكمالاً لبيانات تل أبيب عن نتائج الحرب، أعلن أيضاً جيش الاحتلال عن تنفيذ «غارات دقيقة» لاغتيال شخصية بارزة فى منطقة سالاريا، مؤكدا لاحقاً اغتيال أمين فور جودخي، قائد وحدة الطائرات المسيّرة الثانية فى الحرس الثورى الإيراني.
والجدير بالذكر أن فور جودخى كان قد تولى منصبه قبل ثمانية أيام فقط بعد اغتيال القائد السابق للوحدة طهار فور..كما قال سلاح الجو الإسرائيلى إنه شن موجة جديدة من الغارات على مواقع لتخزين الصواريخ وإطلاقها فى وسط إيران.
فى السياق ذاته، حذر رئيس الأركان الإسرائيلى إيال زامير من أن «أياماً صعبة تنتظر بلاده خلال الصراع مع إيران»، مؤكداً فى الوقت نفسه أن «إسرائيل ستنهى الحرب وهى منتصرة».
كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس أمس أن الجيش قتل القائد المخضرم سعيد إيزادي، قائد الوحدة الفلسطينية فى «فيلق القدس» وفق وكالة «رويترز» فى قصف استهدف شقة فى مدينة قم الإيرانية.
ولم يصدر أى تأكيد من «الحرس الثورى الإيراني» حتى الآن.
على الجانب الإيرانى ذكرت مصادر إيرانية أن المرشد الأعلى على خامنئى سمى ثلاثة أشخاص لـ «مجلس خبراء القيادة» لخلافته فى حال اغتياله رغم إجراءات تأمينه التى تشمل تحصنه فى مخبأ تحت الأرض.
وأطلقت القوات دفعة صاروخية جديدة باتجاه إسرائيل، حيث أعلن الحرس الثورى الإيرانى تنفيذ الموجة الثامنة عشرة من عملية «الوعد الصادق 3»، التى استهدفت مناطق وسط إسرائيل، بما فى ذلك مطار بن جوريون.
وتشير التقارير إلى أن إيران استخدمت فى هجومها طائرات مسيّرة انتحارية وقتالية من طراز «شاهد 136»، إلى جانب صواريخ دقيقة التوجيه تعمل بالوقود الصلب والسائل.
وفيما يتعلق بضرب موقع أصفهان النووى أكد نائب المحافظ هناك أن الاستهداف لم يسجل أى تسربات لمواد خطرة فى المنطقة، مؤكداً أنه «لا داعى للقلق».
دعا المسئول الإيرانى المواطنين إلى عدم التجمع حول مواقع الحوادث للسماح لفرق الإغاثة وإدارة الأزمات بأداء عملها، وفق ما نقلته وكالة فارس الإيرانية.
وقالت وكالة إيسنا إن أربعة أشخاص قد استشهدوا كما أصيب ثلاثة بجروح فى هجوم إسرائيلى على معسكر تدريب لحرس الثورة الإسلامية فى تبريز، التى تعرضت لضربات متكررة منذ بدء إسرائيل هجومها على إيران فى 13 يونيو».
من جانبها، كشفت وزارة الصحة الإيرانية، أمس، عن مقتل 430 شخصا وإصابة أكثر من 3500 آخرين فى أنحاء متفرقة من البلاد، منذ بدء الهجمات الإسرائيلية.
أوضحت الوزارة فى بيان رسمى أن هذه الحصيلة تأتى نتيجة التصعيد العسكرى المستمر، الذى خلف خسائر بشرية ومادية جسيمة.
وكانت قد أطلقت إيران صواريخ باتجاه عدة مناطق داخل إسرائيل شمالاً وجنوباً، فى الساعات الأولى من صباح أمس، مخلفة إصابات خطيرة وأضرارا مادية كبيرة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلى اعتراض «جميع الصواريخ» التى تم اطلاقها، مشيرا إلى سقوط بعض الشظايا فى عدة أماكن.
قال الاحتلال فى بيان بعد الضربة الإيرانية إن الموجة الأخيرة من الصواريخ نتج عنها حريق بوسط البلاد بسبب شظية، قالت وسائل إعلام عبرية إنه نشب فى منطقة غوش دان.
أضاف أيضاً أنه بعد تقييم الوضع، سُمح الآن بمغادرة السكان المناطق المحصنة، لكن مع مطالبتهم بالاستمرار فى الالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية.
وقبل وقت قصير من البيان، أعلنت وسائل إعلام فى تل أبيب أنه رُصد إطلاق صواريخ من إيران باتجاه إسرائيل، مشيرة إلى أن «أنظمة الدفاع تعمل على اعتراض التهديد».
أفادت وسائل الإعلام العبريةأن عدة صواريخ سقطت فى حيفا شمالا وفى منطقة غوش دان -التى تضـــم تل أبيب- فى الوسط،بالإضافة إلى بئر السبع جنوبا.
وبحسب تقديرات إسرائيلية أصيب نحو مائة مصاب فى القصف على حيفا وبئر السبع، بينهم حالات خطيرة، فيما أفادت إدارة الإطفاء بوقوع أضرار واسعة فى وسط إسرائيل.
ولقيت إسرائيلية حتفها إثر إصابتها بأزمة قلبية قرب مدخل الملجأ العام فى مدينة كرميئيل خلال القصف الإيراني، وفقا لما أعلنته بلدية المدينة.
وقد سُمع دوى انفجارات ضخمة فى تل أبيب والقدس. ورغم الرقابة الإسرائيلية المشددة بشأن خروج الأخبار والصور عن الأضرار، فإن وسائل إعلام إسرائيلية أكدت سقوط الصواريخ فى ستة مواقع بمناطق مختلفة.
فى هذا السياق، قالت القناة السابعة الإسرائيلية إن طهران أطلقت حوالى 20 صاروخا، فيما كشفت القناة الـ13 الإسرائيلية أن هناك مخاوف من تسرب مواد خطيرة إثر هذه الموجة من القصف الإيراني.
من جانبه، قال رئيس بلدية حيفا يونا ياهف -من موقع سقوط أحد الصواريخ- إن القصف استهدف «موقعين إستراتيجيين» فى المدينة، لكنه لم يذكر تفاصيل، حيث كشفت تقارير عبرية أن أحد الصواريخ «يحتوى على رأس حربى يضم 26 صاروخا صغيرا».
وكان قد أكد ياهف فى وقت سابق، بعد تعرض حيفا لهجمات صاروخية إيرانية مكثفة خلال الأيام الماضية، أن مهلة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للتفاوض لمدة أسبوعين تعد «طويلة جدًا».حيث قال فى تصريحات مع شبكة سى إن إن الأمريكية من موقع الهجوم، إن «على الطرفين الجلوس إلى طاولة المفاوضات بسرعة لتوقيع معاهدة سلام».
فى المقابل، قال الحرس الثورى الإيرانى إن هذه هى الموجة الـ 17 من عملية «الوعد الصادق 3»، وقد تضمنت قصفا مركبا بالصواريخ بعيدة المدى والثقيلة جدا.
ذكر موقع نور نيوز الإيرانى أن الحرس الثورى استهدف أيضا مقر البث الميدانى للقناة الـ 14 فى حيفا بصواريخ «سجيل 3» بعد إنذار مسبق.
قال المتحدث باسم عملية «الوعد الصادق 3» فى كلمة متلفزة إن القصف الواسع والدقيق على تل أبيب وحيفا يؤكد على القوة الباليستية لإيران.
فى نفس الصدد، نفى مسئول إيرانى رفيع المستوى الادعاءات بأن إيران قلصت عدد الصواريخ التى تطلقها يوميا نحو إسرائيل، بسبب الأضرار الكبيرة التى لحقت بمنصاتها الصاروخية.
أكد المسئول أن الادعاءات الإسرائيلية حول تناقص مخزون الصواريخ عار من الصحة.
كما شدد على أن القوات الإيرانية غيرت خطتها الصاروخية، مستبدلة الكم بالجودة، وفق ما أفادت شبكة «سى إن إن».
أضاف المسئول الإيرانى أن القوات الإيرانية بدأت فى استخدام صواريخ دقيقة، أكثر تطورًا لاستهداف مراكز عسكرية وأمنية حساسة بدلاً من إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ يومياً، مؤكداً أن بلاده أطلقت «صاروخًا اخترق بسهولة أنظمة ثاد، وباتريوت، ومقلاع داود، والقبة الحديدية الأمريكية، وأصاب الهدف المحدد مسبقًا»، فى إشارة إلى استهداف الضربات أمس الأول مقراً قرب وزارة الداخلية فى حيفا.
وكان أكثر من 25 صاروخاً أطلقت أمس على مناطق عدة فى إسرائيل جنوباً وشمالاً، بينها تل أبيب وبئرالسبع وحيفا والنقب، فيما طال بعض تلك الصواريخ موقعين استراتيجيين فى حيفا، وفق ما أوضح رئيس بلدية المدينة الساحلية.
كما استهدفت صواريخ «عنقودية وانشطارية» قبل يومين كمنطقة بئر السبع أيضا، مخلفة دماراً كبيراً، حيث أشارت مصادر إيرانية أن الاستهداف شمل مؤسسات عسكرية وسيبرانية نشطة.
ومنذ 13 يونيو، وحتى الآن، كشفت التقديرات الإسرائيلية أن إيران أطلقت ما يقرب من 450 صاروخاً، و600 مسيرة باتجاه إسرائيل..وتزامنا مع موجات الصواريخ الموجهة لتل أبيب، قال المرشد الإيراني، على خامنئي، فى منشور على مواقع التواصل الاجتماعى إن «العدو الصهيونى يلقى جزاءه. إنه ينال قصاصه الآن».
ومع تصاعد القصف، وافقت الحكومة الإسرائيلية، مؤخراً، على خطة طوارئ تقضى بتجديد 500 ملجأ عام، ونشر 1000 آخر متنقل فى مناطق عديدة، وذلك بتكلفة 100 مليون شيكل.
قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنه «على ضوء الوضع الأمني، وافقت الحكومة – فى تصويت عبر الهاتف – على خطة لتسريع دفاعات الجبهة الداخلية».
أضافت أن الملاجئ الألف المتنقلة ستوضع «فى مناطق حساسة» فى إسرائيل.
