تواصل القوات الإسرائيلية انتهاكاتها فى مدينة جنين ومخيمها شمالى الضفة الغربية لليوم الثالث على التوالي. حيث قامت بإخلاء أحياء كاملة فى المخيم،، وقطع المياه والكهرباء وشبكات الاتصال عن المخيم.وهذا هو التوغل الثالث الكبير الذى يشنه الاحتلال فى أقل من عامين بجنين. وتُبرر إسرائيل عمليتها العسكرية «السور الحديدي» بملاحقة أذرع إيران فى الضفة الغربية، وفقاً لوزير الدفاع الإسرائيلي.
فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلى أمس حظر تجوال فى مخيم جنين، حسبما ذكرت وسائل إعلام عبرية فإن طائرات كواد كابتر إسرائيلية تهدد الفلسطينيين بإطلاق النار صوب من يتحرك داخل مخيم جنين.
وذكرت مصادر اعلامية نقلا عن محافظ جنين ببدء مغادرة المئات من سكان مخيم جنين فى شمال الضفة الغربية المحتلة منازلهم أمس بعد تهديدات أطلقها الجيش الإسرائيلى عبر مكبرات الصوت، بالإخلاء. وقال محافظ جنين كمال أبو الرب إن «المئات من سكان المخيم بدأوا مغادرته بعد تهديدات من قبل الجيش الإسرائيلي» بالمغادرة عبر مكبرات للصوت ثبتت على «طائرات مسيرة ومركبات عسكرية».
وقال سليم السعدى عضو فى لجنة مخيم جنين ويسكن على طرف المخيم «الجيش أمام منزلي، من الممكن ان يدخلوا فى أى لحظة، وأكد السعدى أن قوات الاحتلال طلبت بالفعل من سكان المخيم مغادرة المخيم حتى الساعة الخامسة، وهناك المئات من سكان المخيم بدأوا المغادرة..
وفى غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بأن النازحين «هم من كبار السن والنساء والأطفال، وأن القوات الإسرائيلية أجبرتهم على إخلاء منازلهم بالقوة وتحت تهديد السلاح، وأشارت إلى أن القوات الإسرائيلية، سَوّت المنزل بالأرض، بعدما جرفته بواسطة جرافة ثقيلة.
كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينيةعن مقتل اثنين فى جنين، ليرتفع إجمالى عدد القتلى منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية هناك إلى 12 قتيلاً بينهم طفل وأكثر من 50 إصابة بجراح متفاوتة بينها خطيرة. وزعم المتحدث باسم الاحتلال أن اشتباكاً جرى لحوالى أربع ساعات مع المسلحين قبل أن يتمكن من قتلهما.
وقبل ذلك، هدمت القوات الإسرائيلية منزلاً حاصرته فى بلدة بُرقين غرب جنين بعدما اقتحمت القوات الإسرائيلية، قرية فحمة جنوب جنين. وقالت مصادر محلية، إن القوات الإسرائيلية، اقتحمت القرية، وأطلقت الغاز السام المسيل للدموع تجاه المواطنين، ما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة.
ودمرت جرافات الاحتلال الشارع الرئيسى لمستشفى جنين الحكومي، وأغلقت مداخله بالسواتر الترابية، ما صعب من نقل الجرحى والمرضى إليه، كما ضربت حصارا مشددا على مستشفيى الرازى وابن سينا.
وقال مدير مستشفى الرازى فى جنين إن معظم الإصابات برصاص الاحتلال التى تصل المستشفى إما خطيرة أو بالغة الخطورة، مبيناً أن هناك إصابتين خطيرتين جراء الاشتباكات أمام المستشفي. وفرض الجيش الإسرائيلى حصارا كاملا على المدينة وأغلق مخيمها، ونفذ عملية اقتحامات ومداهمات واسعة بالضفة تخللتها مواجهات واعتقالات طالت عددا من الفلسطينيين.
وذكرت المصادر أن دوى انفجارين كبيرين سمعا فى المخيم، وأن القوات الإسرائيلية دفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية والجرافات إلى أطرافه. كما أرغمت مئات العائلات الفلسطينية على الخروج من المخيم، وعمدت إلى إخضاع المواطنين لإجراءات تفتيش مشددة.
واعتقل الجيش الإسرائيلى 11 شخصا وواصلت جرافاته تدمير البنى التحتية ومدخل المستشفى الحكومي، كما حاصر مستشفيات المدينة وقيّد حركة الطواقم الطبية.ولا يزال القناصة يعتلون الأبنية ويطلقون النار على كل جسم يتحرك، وسط حركة كثيفة لآليات عسكرية تابعة للقوات الإسرائيلية.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتسإننا سنواصل العمل بقوة لتدمير البنية التحتية فى جنين بالضفة الغربية.وكتب كاتس على منصة اكس : «سنواصل العمل بقوة فى عملية الجدار الحديدى لإحباط المسلحين وتدمير البنية التحتية فى مخيم جنين والتأكد من أنه لن يصبح وكرًا للقتلة ومرتعًا للهجمات مرة أخري» على حد وصفه.
إلى ذلك قال كاتس إن الجيش يطبق فى الضفة الغربية الدروس التى تعلمها فى غزة، مؤكدا التحول فى الاستراتيجية العسكرية بالمنطقة.
ووصف متحدث عسكرى إسرائيل العملية فى الضفة بأنها مشابهة نسبيا وإن كانت على نطاق أصغر، لعملية أخرى جرت فى أغسطس الماضي، حيث داهمت قوات إسرائيلية مدعومة بطائرات مسيرة وطائرات هليكوبتر جنين ومدنا أخرى فى الضفة الغربية.
من جانبها، قالت منظمة «أطباء بلا حدود»أن الهجمات الإسرائيلية المستمرة بالضفة الغربية المحتلة تسبب أضراراً صحية بالغة، مؤكدة على ضرورة ضمان الوصول إلى الرعاية الطبية فى الضفة دون عوائق.
ذكرت المنظمة، فى بيان، أن العملية العسكرية التى بدأتها إسرائيل فى جنين تأتى «بعد أكثر من شهر من العمليات المسلحة فى المخيم التى نفذتها السلطة الفلسطينية، والتى أثرت بالفعل بشكل كبير على الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والوصول إلى الصحة.»
أضافت أنه منذ وقف إطلاق النار فى غزة أفادت تقارير بأن «العنف والاعتقالات الجماعية والتوغلات العنيفة فى أنحاء الضفة الغربية زادت بشدة». وأشارت المنظمة، إلى أن هذا التوجه «يأتى بعد أن اضطرت المنظمة إلى تعليق عملياتها فى جنين وتقليل الأنشطة فى الخليل ونابلس بسبب عرقلة الحركة».
وتابعت: «الهجمات والتوغلات المستمرة وغير المتوقعة تتسبب فى أضرار بالغة على الصحة البدنية والنفسية للناس.. يجب ضمان الوصول إلى الرعاية الطبية دون عوائق، ويجب احترام وحماية المستشفيات وسيارات الإسعاف والعاملين فى مجال الرعاية الصحية.ونقلت المنظمة عن أحد المسعفين قوله: «ما نراه فى مخيم جنين مروع، يتعرض الناس للاستهداف أثناء إجلائهم، ولا يمكن لسيارات الإسعاف الوصول إلى الجرحي. والكهرباء تنفد منا، وقريباً لن يعود بإمكاننا استخدام مركباتنا الكهربائية لنقل المرضي».