فى تصريحات استفزازية جديدة، قال وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس، أمس، إن الجيش الإسرائيلى «سيسيطر بشكل دائم على أجزاء من قطاع غزة»، حتى تفرج حركة حماس عن الرهائن المحتجزين لديها.
وقال كاتس فى تصريحات نشرتها صحيفة «جيروسالم بوست»: «أصدرت تعليمات للجيش بالاستيلاء على مناطق إضافية فى غزة، وإخلاء السكان، وتوسيع المناطق الأمنية حول غزة لحماية البلدات الإسرائيلية والجنود».
أضاف كاتس أنه كلما اصرت حماس على رفضها إطلاق سراح الرهائن، زادت الأراضى التى ستخسرها، لصالح إسرائيل.
كما قال إن الضغط الإسرائيلى سيشمل «إجلاء سكان غزة إلى الجنوب وتنفيذ خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لإعادة التوطين.
وكان كاتس قد وافق، الخميس الماضي، على استمرار العمليات العسكرية البرية فى قطاع غزة، مؤكدا «أهمية استمرار الضغط العسكرى حتى إطلاق سراح الرهائن».
ورداً على هذه التصريحات، أعلنت فرنسا، أمس، معارضتها التامة للتصريحات الاسرائيلية الأخيرة التى جاءت على لسان كاتس.
وقال وزير الخارجية الفرنسى جان نويل بارو، خلال مؤتمر صحفى إن بلاده ترفض أى شكل من أشكال الضم، سواء كان ذلك يتعلق بالضفة الغربية أو غزة».
وعلى صعيد انهاء الحرب واعادة الرهائن، أعلنت حركة حماس، أمس، أنها لا تزال تبحث مقترح المبعوث الامريكى ستيف ويتكوف،بالاضافة إلى أفكارأخرى متنوعة، من أجل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، وإنهاء الحرب فى غزة وانسحاب الاحتلال من القطاع.
وقالت الحركة فى بيان إنها لا تزال فى قلب المفاوضات، وتتابع بكل مسئولية وجدية مع الإخوة الوسطاء سبل انهاء الحرب، وإنها لا تزال تدرس مقترح ويتكوف والأفكار المختلفة المطروحة، بما يحقق إنجاز صفقة تبادل تؤمن الإفراج عن الأسري، وإنهاء الحرب.
وكان قد قدم ويتكوف الأسبوع الماضى خطة مؤقتة لتمديد وقف إطلاق النار فى غزة إلى أبريل، بعد رمضان وعيد الفصح اليهودي، ولإتاحة الوقت للتفاوض على وقف دائم للقتال.
وكانت قد توصلت إسرائيل وحماس، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل، تقود فى النهاية إلى وقف الحرب فى غزة.
وبعد انتهاء المرحلة الأولى فى مطلع مارس الجاري، رفضت إسرائيل الانخراط فى المرحلة الثانية، وهو ما تمسكت به حماس.
وبدلا من ذلك، أيدت إسرائيل مقترح ويتكوف بتمديد المرحلة الأولى لعدة أسابيع، تستأنف خلالها المفاوضات، لكن حماس أصرت على بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، الذى يعنى فعليا إنهاء الحرب، مما أدى إلى استئناف الاحتلال الحرب بضربات قوية على غزة قتل خلالها مئات الفلسطينيين، فضلاً عن منعها دخول المساعدات إلى القطاع قبل أيام.
من جهتها، قالت الأمم المتحدة، إن استمرار العنف فى قطاع غزة يجعل عودة المحتجزون المتبقين هناك هدفًا صعبًا.
وأضاف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشئون الشرق الأوسط، خالد خياري، أن العودة إلى الأعمال العدائية تهدد جميع المدنيين، بما فى ذلك المحتجزين، الذين يعتقد أن 24 منهم ما زالوا على قيد الحياة، وفقًا لرويترز.
وأوضح «الخياري» أمام مجلس الأمن الدولي: «مع مرور كل يوم، نبتعد أكثر فأكثر عن هدف إعادة المحتجزين المتبقين إلى ديارهم سالمين».
وعلى الصعيد الميداني، أعلنت مصادر طبية، استشهاد 95 فلسطينيًا أغلبيتهم أطفال ونساء، منذ فجر الخميس، أثناء قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، الذى يدخل يومه الثالث على التوالي.
وذكرت قناة «القاهرة الإخبارية»أن 710 شهداء وأكثر من 900 جريح وصلوا مستشفيات غزة، منهم ما لا يقل عن 70 ٪ من النساء والأطفال بعد استئناف العمليات العسكرية.
ومن جانبها، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، المجتمع الدولى بممارسة ضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلى لوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني، خاصة فى قطاع غزة، والمجازر المروعة بحق المدنيين العزل بمن فيهم الأطفال والنساء.
وأدانت الخارجية الفلسطينية فى بيان عدوان الاحتلال على المدنيين، مُحذرة من مغبة مخططات التهجير، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».