هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس حزب الله، بفض اتفاق وقف اطلاق النار فى حال لم ينسحب الحزب إلى شمال نهر الليطاني. جاء هذا خلال زيارة كاتس لمقر القيادة الشمالية لدى جيش الاحتلال الإسرائيلى وتفقده معرض السلاح الذى جمعه الجيش من جنوبى لبنان.
قال كاتس إن تل أبيب مهتمة بتنفيذ الاتفاق فى لبنان وسيواصل تطبيقه بشكل كامل دون تنازلات لضمان العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم، لكن الشرط الأول لتنفيذ الاتفاق هو الانسحاب الكامل لتنظيم حزب الله إلى ما وراء نهر الليطانى وتفكيك كافة الأسلحة وإفشال البنى التحتية فى المنطقة من قبل الجيش اللبناني، وهو ما لم يحدث بعد».
أضاف: «إذا لم يتم استيفاء هذا الشرط، فلن يكون هناك اتفاق، وسوف تضطر إسرائيل إلى العمل من تلقاء نفسها لضمان العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم». وشدد فى حديثه: «لن نسمح بخلق تهديد متجدد للبلدات الشمالية ولمواطنى دولة إسرائيل».
فى سياق متصل، نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلى كوهين قوله إنه لا يستبعد تمديدًا آخر لبقاء الجيش فى جنوب لبنان، حال عدم تنفيذ كامل بنود اتفاق وقف اطلاق النار.
فى وقت سابق، أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم أن قرار «المقاومة لا يرتبط بجدول زمنى محدد»، مشيراً إلى أن الأعمال العسكرية قد تستأنف قبل انتهاء فترة الهدنة المحددة بـ60 يوماً.
من ناحية أخري، تستعد السلطات اللبنانية لبدء العمل على رفع أنقاض المبانى والمخلفات الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على لبنان، التى استمرت لأكثر من عام وزادت حدتها فى الفترة بين سبتمبر ونوفمبر 2024، والتى تُقدّر بنحو 10 أضعاف حجم الركام الناتج عن حرب يوليو 2006 التى استمرت لمدة شهر.
وأشارت تقديرات حكومية لبنانية إلى أن حجم الركام الناتج عن الحرب التى دارت رحاها قبل أكثر من عام بين إسرائيل وجماعة «حزب الله»، يتراوح بين 50 و100 مليون متر مكعب، بما يُمثّل من 5 إلى 10 أضعاف حجم الركام الناتج عن حرب يوليو 2006.
من جانبها، زارت ميريانا سبولياريك، رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لبنان مؤكدة أنه لا تزال الاحتياجات الإنسانية هائلة فى أعقاب التصعيد الأخير فى الأعمال العدائية. وقالت: «لا يستطيع المدنيون تحمل انهيار وقف اطلاق النار، مما قد يؤدى انزلاقهم مرة أخرى إلى قتال عنيف يجلب المزيد من الموت والدمار، لافته إلى أن الحفاظ على وقف اطلاق النار أمر ضرورى لتمكين الأسر من العودة إلى ديارها وإعادة بناء حياتها، ووصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وفق الصليب الأحمر: يواجه لبنان تحديات إنسانية واسعة النطاق، حيث يؤدى الدمار الواسع النطاق إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية القائمة وأنه لا يزال الآلاف من النازحين يعانون من محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية والخدمات الأساسية وسبل العيش وتوجد هذه التحديات فى جميع أنحاء المنطقة، بما فى ذلك الظروف الكارثية فى غزة والاحتياجات الكبيرة فى سوريا، مما يفرض ضغوطًا على قدرة المنظمات الإنسانية على الاستجابة.