64 شهيدًا خلال 24 ساعة.. وحصيلة الشهداء تقترب من 39 ألفاً منذ بدء الحرب على غزة
يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى زيارة دبلوماسية إلى الولايات المتحدة، لإلقاء خطاب أمام الكونجرس يوم الأربعاء بعد لقائه الرئيس الأمريكى جو بايدن فى البيت الأبيض المقرر له غدا.
سيصبح رئيس الوزراء الإسرائيلى، الذى أمضى أطول فترة فى الحكم، أول مسئول أجنبى يلقى كلمة أمام اجتماع مشترك لمجلسى الكونجرس أربع مرات، فيما قام ونستون تشرشل بذلك ثلاث مرات.
تسببت حرب غزة المندلعة منذ 7 أكتوبر فى توترات مثيرة للقلق بين إسرائيل وحليفتها التاريخية، لذا وبحسب صحيفة يديعوت احرونوت فان نتنياهو يتطلع إلى إعادة تأكيد وتعزيز التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة، فى الوقت الذى تخوض فيه إسرائيل حرباً على عدة جبهات.
يصطحب رئيس الوزراء معه وفداً من عائلات المختطفين، ومن المفترض أن يلتقى مع بايدن، فى نهاية خمسة أيام من العزل للرئيس الأمريكى الذى أصيب بكورونا، بينما ما زالت إسرائيل تنتظر الموافقة الأمريكية على اللقاء، وهذا يعتمد على الفحوصات الطبية التى سيخضع لها الرئيس.
من المواضيع التى سيتم بحثها فى اللقاء صفقة التبادل، وذلك بعد مشاورات يجريها نتنياهو مع فريق التفاوض والتى من المفترض أن يقرر فيها رئيس الوزراء ما إذا كان يقبل الخطوط العريضة التى تم صياغتها بشأن محور فيلادلفيا ورفح الفلسطينية وقضية شمال غزة.
من جانبه، أكد الدكتور محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطينى وقاضى قضاة فلسطين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو؛ معنى بتوسيع دائرة الحرب لأنه يعرف أن الحرب هى «الواسطة الوحيدة» من أجل بقائه فى السلطة.
قال الهباش «إن نتنياهو يقدم مصلحته الشخصية على المصلحة الإسرائيلية؛ لذلك يعلن استمرار الحرب وتوسعة نطاقها لتمتد إلى لبنان وإيران وما قام به فى اليمن بالأمس؛ وهو ما يصب فى مصلحته من أجل بقائه فى الحكم وصرف الأنظار عن استمرار حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطينى سواء فى قطاع غزة أو فى الضفة الغربية.
ميدانياً، قالت القناة الإسرائيلية 14 بتلقى تأكيدات بأن محاولة اغتيال قائد الجناح العسكرى لحماس، محمد ضيف، قد نجحت، مشيرة إلى أن الإعلان عن ذلك رسميا سيتم قريباً.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى فى قطاع غزة إلى نحو 39 ألف شهيد و89727 إصابة، منذ بدء العدوان الإسرائيلى فى السابع من أكتوبر الماضى. وأضافت الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الاسرائيلى ارتكب 4 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية, وصل منها للمستشفيات 64 شهيدًا و105 مصابين.
وقالت مصادر فلسطينية إن الاحتلال قصف مخيمات النصيرات 63 مرة فى 7 أيام فقط، تسببت فى 91 شهيداً ومئات المصابين.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلى قصف مخيمات وقطاع غزة لليوم الـ289، عبر شنّ عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعى، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين. ونفذ جيش الاحتلال عملية نسف وتدمير واسعة فى منازل الفلسطينيين برفح الفلسطينية والنصيرات وغزة.
دمر جيش الاحتلال مساكن سكنية جنوب مخيم النصيرات بعد تحذير مسبق. واستشهد سبعة مواطنين وعدد من الجرحى فى غارة على منزل عائلة خليفة بمخيم البريج وسط قطاع غزة. كما استشهد ثلاثة مواطنين فى قصف مماثل على منزل لعائلة البطران فى نفس المخيم.
فى غزة والشمال، يواصل جيش الاحتلال عمليته العسكرية وعمد جنود الاحتلال إلى نسف مربعات سكنية فى محيط الكلية الجامعية فى حل تل الهوا. كما شن طيران الاحتلال سلسلة غارات ادت لاستشهاد ثلاثة مواطنين فى قصف بشارع الجلاء بمدينة غزة.
فى المقابل، نقلت مصادر إعلامية فلسطينية أن مروحية إسرائيلية هبطت فى مخيم الشابورة فى رفح الفلسطينية جنوبى قطاع غزة، ورجحت المصادر أنها ستنقل جنوداً إسرائيليين أصيبوا فى المعارك. ويأتى هذا التطور وسط اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلى فى المدينة.
على صعيد الأوضاع الإنسانية، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» إن «أطفال قطاع غزة يواجهون ظروفا صعبة وسط الأمراض الجلدية والبيئة غير الصحية والأعمال العدائية التى لا تنتهى.
أضافت المنظمة الأممية، فى منشور على حسابها عبر منصة «إكس»، أن «أطفال غزة يواجهون ظروفاً صعبة، منها الأمراض الجلدية، والبيئة غير الصحية، والأعمال العدائية التى لا تنتهى».
وفى أعقاب التقارير عن وجود فيروس شلل الأطفال فى عينات الصرف الصحى فى قطاع غزة، أجرى الجيش الإسرائيلى اختبارات عينات إضافية فى المناطق التى تم اكتشاف الفيروس فيها وتقرر بالتنسيق مع وزارة الصحة تطعيم الجنود ضد الفيروس.
من جانبها، قالت نبال فرسخ، المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى، إن 96٪ من الفلسطينيين فى غزة يعانون انعدام الأمن الغذائى، وأن أكثر من خمس السكان فى القطاع يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائى.
أكدت فرسخ أن 90٪ من الأطفال فى قطاع غزة يعانون من فقر غذائى حاد، لافتة إلى أن الأوضاع اللاإنسانية فى القطاع تزداد تدهورًا مع استمرار القصف الإسرائيلى. ولفتت مسئولة الإعلام بالهلال الأحمر الفلسطينى، إلى أن نحو مليونى فلسطينى نازحون يعيشون أوضاعًا إنسانية سيئة داخل القطاع.
كما نوهت بأن جمعية الهلال الأحمر تتواصل مع المنظمات الأممية والشركاء الدوليين لبحث تعزيز الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة، لافتة إلى أن إغلاق الاحتلال الإسرائيلى الجانب الفلسطينى من معبر رفح هو ما فاقم الأزمة بمنع إدخال المساعدات للقطاع.
فى الضفة الغربية، أصيب جنديان فى جيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس خلال اقتحام مدينة طوباس. وأفادت مصادر محلية بأن مقاومين فجروا عبوة ناسفة أثناء انسحاب قوات الاحتلال من المدينة. وقالت صحيفة معاريف «إعطاب آلية عسكرية من نوع «نمر» بتفجير عبوة ناسفة خلال عملية للجيش الإسرائيلى فى طوباس. واقتحمت قوات الاحتلال مدينة طوباس وسط اندلاع اشتباكات عنيفة وتفجير عبوات ناسفة بالقوات المتوغلة.
فى الوقت نفسه، قالت هيئة شئون الأسرى والمحررين، ونادى الأسير الفلسطينيين، إن قوات الاحتلال الإسرائيلى اعتقلت أكثر من 9750 فلسطينيًا من الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، منذ السابع من أكتوبر الماضى. أوضحت الهيئة ونادى الأسير أن هذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتُجِزوا كرهائن.
فيما اعتقلت قوات الاحتلال خلال اليومين الماضيين 26 فلسطينيًا على الأقل من الضّفة، بينهم الطالبة ابتهال العامر، وهى ابنة الأسير الصحفى نواف العامر، إضافة إلى اعتقال الصحفى حمزة جابر، وأسرى سابقين، وتوزعت عمليات الاعتقال على غالبية محافظات الضفة.