كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلى أمس من غاراتها الجوية وقصفها المدفعى على كافة أنحاء قطاع غزة ومدينة رفح الفلسطينية فى اليوم 224 للحرب الإسرائيلية.
فى المقابل تواصل الفصائل الفلسطينية استهداف جنود الاحتلال وآلياته بعملياتٍ نوعية فى جباليا، حيث تتواصل المعارك الضارية لليوم السادس على التوالي.
قال شهود عيان إن المدرعات الإسرائيلية توغلت حتى السوق فى قلب جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين التاريخية الثمانية فى غزة، وقامت الجرافات بهدم المنازل والمتاجر.
على وقع الاشتباكات الشرسة التى تخوضها قواته أعلن جيش الاحتلال توسيع رقعة القتال فى مخيم جباليا وأشار إلى أن مجموعات القتال التابعة للواءى المظليين 7 و460 تحت قيادة الفرقة 98 تعمل فى جباليا، فيما تواصل مجموعات القتال التابعة لألوية الكوماندوز، وجفعاتى و401 تحت قيادة اللواء 162 قتالها فى عدة مناطق فى رفح الفلسطينية.
فى وقت سابق أمر وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت بإرسال المزيد من القوات لاجتياح رفح الفلسطينية جنوب القطاع، والذى تدور فيه اشتباكات حاليا بين الفصائل الفلسطينية والجنود الإسرائيليين.
بحسب وزارة الصحة فى غزة ارتكبت قوات الاحتلال 4 مجازر راح ضحيتها 39 شهيدًا و64 جريحا، لترتفع حصيلة الشهداء منذ بدء الحرب إلى أكثر من 35 ألفاً بينما تجاوز عدد الجرحى 79 ألفاً.
بدورها قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إن ما يقرب من 650 ألف فلسطينى أجبروا على النزوح من رفح الفلسطينية فى جنوب قطاع غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلى عليها فى السادس من مايو الجاري.
أضافت الوكالة الأممية أن سكان غزة ما زالوا يتعرضون للتهجير القسري، مشيرة إلى أن منطقة دير البلح فى وسط القطاع أصبحت مكتظة بشكل لا يحتمل وسط أوضاع مزرية مع نزوح الكثير إليها من رفح.
على صعيد آخر، نقلت صحيفة هآرتس عن مصادر إسرائيلية قولها إن وزير الدفاع الإسرائيلى جالانت حذر من أن تشكيل حكومة عسكرية فى قطاع غزة، سيتطلب قوات كبيرة وسيكبد إسرائيل المزيد من الأرواح.
وقدر تقرير تم إعداده بطلب من وزارة الدفاع الأمريكية أن إعادة الحكم العسكرى الإسرائيلى إلى قطاع غزة ستكلف إسرائيل ما يعادل 5.5 مليار دولارسنوياً، وذلك على صعيد عمليات التشغيل والإدارة فقط، فيما تقدر تكلفة بناء ممر إضافى إلى القطاع، على سبيل المثال، بنحو 41 مليون دولار.
وبالإضافة إلى هذه الأرقام، ستكون هناك تكلفة إضافية لإعادة إعمار قطاع غزة المدمر بشكل شبه كلي، سواء على صعيد البنية التحتية والطرق، أو المستشفيات والمدارس.
اعترفت هيئة البث الإسرائيلية بأن الحرب فى غزة ألحقت أضراراً جسيمة باقتصاد إسرائيل وتكبدت خسائر بكافة القطاعات الاقتصادية والتجارية والأسواق، وتسببت فى إجلاء ما يقارب 250 ألف إسرائيلى من منازلهم من الجنوب والشمال – حوالى 40٪ منهم لم يعودوا إلى منازلهم حتى اليوم – حيث تم إيواؤهم فى 438 فندقاً ومنشأة إخلاء، وهو ما كلف الحكومة الإسرائيلية ما يعادل 1.74 مليار دولار.
فى السياق يتأرجح الموقف الأمريكى حول العدوان على غزة بين الحديث من دعم الفلسطينيين تارات، ومساندة اسرائيل تارة، فمن ناحية تواصل واشنطن إرسال الأسلحة والقنابل إلى الاحتلال حيث يستخدمها فى اراقة دماء المزيد من الأبرياء خاصة الأطفال، ومن ناحية أخرى تقدم المساعدات إلى الفلسطينيين، وإن كانت بنية مشكوك فيها،لم تخرج عن كونها مجرد شو إنسانى يستكمل مسلسل واشنطن حول الإدانات الكاذبة لاعتداءات الاحتلال ضد الفلسطينيين التى تنفذ فى الأساس بأسلحة أمريكية !
أعلن الجيش الأمريكى أمس وصول الشحنة الأولى من المساعدات الانسانية المخصصة لغزة عبر الميناء العائم الذى أقامته واشنطن، وانه تمّ تفريغها، ونقلها عبر شاحنات إلى القطاع الفلسطينى المحاصر.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم» ان هذه المساعدات تمثل جهوداً مستمرة ومتعددة الجنسيات لتوصيل مساعدات إضافية للمدنيين الفلسطينيين فى غزة عبر ممر بحرى طبيعته بالكامل إنسانية وتشمل المساعدات مواد إغاثية تبرع بها عدد من الدول ومنظمات إنسانية، مؤكدة على أنه لم ينزل أى من الجنود الأمريكيين إلى شاطئ غزة.
من جانبه أشار فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى أن المفاوضات مستمرة بشأن توزيع المساعدات. وأضاف أن الخطط التنفيذية توضع حالياً لضمان الاستعداد للتعامل مع المساعدات، مع التأكيد على سلامة الموظفين.
شدد حق على أن الاعتماد على الرصيف العائم وحده لتقديم المساعدات الإنسانية ليس كافيا، مؤكداً أن المساعدات يجب أن تصل إلى المناطق المحتاجة بشكل عاجل سواء عبر البحر أو البر، وأنه بدون الوقود، لن تصل المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها.
فى المقابل كشف الصحفى الإسرائيلى باراك رافيد بأن شحنة أسلحة أمريكية جديدة وصلت إلى إسرائيل، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لم توقف الشحنات بالكامل، ولكنها أخرت شحنة واحدة فقط تتضمن 3500 قنبلة.
مضيفاً أن شحنات الأسلحة التى وصلت إلى تل أبيب مؤخراً كانت من نوع مختلف من الأسلحة والذخائر، وليست من تلك القنابل التى تم تجميد نقلها.
فى إطار الإصرار الأمريكى على دعم جيش الاحتلال فى مواصلة جريمة الإبادة الجماعية وافق مجلس النواب الأمريكي، الذى يسيطر عليه الجمهوريون، على مشروع قانون يلزم بايدن بإرسال أسلحة إلى إسرائيل، كما سعى لتوجيه اللوم للرئيس الديمقراطى بسبب تأخيره إرسال شحنات أسلحة للضغط على إسرائيل لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين خلال حربها فى غزة.
تمت الموافقة على قانون دعم المساعدة الأمنية لإسرائيل بأغلبية 224 صوتا مقابل اعتراض 187، خلال تصويت جرى على أساس حزبى إلى حد كبير. وانضم 16 ديمقراطيا إلى معظم الجمهوريين فى التصويت بنعم، فيما انضم 3 جمهوريين إلى معظم الديمقراطيين فى معارضة الإجراء.
ويمنع مشروع القانون الرئيس الأمريكى من حجب أو وقف أو إلغاء عمليات نقل الأسلحة التى وافق عليها الكونجرس من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، ويفرض تسليم أى أسلحة تم حجبها إلى إسرائيل فى غضون 15 يومًا من سن مشروع القانون.
التشريع الجديد يقطع الأموال عن العديد من كيانات السلطة التنفيذية الرئيسية، بما فى ذلك وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ومجلس الأمن القومى حتى يتم إرسال أى أسلحة محتجزة إلى إسرائيل.
وهدد السيناتور الجمهورى تيد كروز بفرض تصويت لمنع تشغيل وصيانة الرصيف العائم المؤقت بشاطئ قطاع غزة، إذا لم يصوت الديمقراطيون لصالح التشريع فى مجلس الشيوخ.
فى نفس الوقت ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية أن الوزير لويد أوستن أكد فى اتصال هاتفى مع وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت ان هناك ضرورة لا تقبل الجدال وهى حماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون توقف قبل أى عملية عسكرية محتملة فى رفح الفلسطينية.