فى اليوم الـ255 للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، ومع صباح ثانى أيام عيد الاضحي، شهدت مناطق متفرقة فى شمال ووسط وجنوبى القطاع سلسلة من الهجمات الإسرائيلية المتفاوتة أسفرت عن استشهاد عدد من الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال.
أعلنت وزارة الصحة فى غزة، أمس، أن حصيلة ضحايا الحرب على القطاع، والمستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، ارتفعت إلى 37 ألفا و347 فلسطينيا، بينما بلغ عدد المصابين 85 ألفا و372 شخصا.
وقالت الوزارة، فى بيان، إن 10 فلسطينيين لقوا حتفهم، وأصيب 73، جراء الهجمات الإسرائيلية على القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأضافت الوزارة، أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام، وفى الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف، والدفاع المدنى الوصول إليهم.
واستشهد3 فلسطينيين وأصيب 4 آخرون بعد استهداف شقة سكنية فى حى الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.كما استشهد فلسطينيان جراء غارة إسرائيلية استهدفت حى الزرقا شمال مدينة غزة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية.
وأضافت الوكالة أن 13 آخرين على الأقل بينهم نساء وأطفال، أصيبوا جراء غارات إسرائيلية على منزل فى حى الزرقا شمال مدينة غزة.
وقال المكتب الإعلامى الحكومى بقطاع غزة إن عدد الصحفيين الذين استشهدوا جراء العدوان الإسرائيلى على غزة ارتفع إلى 151 منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ودوت أصوات انفجارات عنيفة فى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بالتزامن مع تحليق طائرات حربية إسرائيلية فى المنطقة.بينما توغلت آليات عسكرية إسرائيلية فى محيط الأطراف الجنوبية الشرقية لحى الزيتون وسط قصف كثيف استهدف عددا من المنازل والمواقع وتحليق مكثف للطائرات المسيرة فى أعقاب تجدد الاشتباكات مع مسلحين فلسطينيين فى هذه المنطقة.
أما فى جنوب القطاع، وتحديدا فى مدينة رفح الفلسطينية، فقد أُعلن عن مقتل فلسطينى جراء قصف استهدف منطقة بئر كندا غربي رفح الفلسطينية، فيما استمرت التوغلات الإسرائيلية لمناطق وسط وغربى المدينة بالتزامن مع اندلاع اشتباكات مستمرة فى هذه المناطق، رغم اعلان الجيش الإسرائيلي عن هدنة تكتيكية يومية لعدة ساعات بهدف تأمين طريق لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم.
يأتى هذا فى وقت نُشرت فيه بعض الصور لقيام الجيش الإسرائيلى بإحراق صالة المغادرين في معبر رفح من الجانب الفلسطينى بشكل كامل. وقال المكتب الحكومى فى غزة إن الأهالى كانوا يستخدمون الصالة للخروج من القطاع مشيرا إلى أن الوضع فى شمال غزة مأسوى فى ظل نقص الغذاء والأدوية.
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي، فى آخر إحصائية له أمس، أن 16 عسكريا، بين ضابط وجندي، أصيبوا فى معارك غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
وأوضح الجيش الإسرائيلى أن 3848 ضابطا وجنديا أصيبوا منذ اندلاع الحرب فى السابع من أكتوبر الماضي، مشيرا إلى أن 1942 منهم أصيبوا خلال العملية البرية.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن عدد القتلى من الضباط والجنود ارتفع إلى 662 قتيلا، منهم 582 أصيبوا بجروح بالغة منذ اندلاع الحرب فى 7 أكتوبر.وأضاف أن 241 عسكريا ما زالوا يتلقون العلاج بعد إصابتهم بمعارك غزة، جروح 28 منهم خطيرة.
وكان الجيش الإسرائيلى أكد السبت الماضي، مقتل 8 من جنوده فى فى انفجار وقع بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
من ناحية أخري، خلص تحليل معمق لـ10 غارات فقط على القطاع غزة بين أكتوبر الماضى وديسمبر، والتى أسفرت عن مقتل أكثر من 500 شخص، إلى أن الحرب الإسرائيلية محت عائلات بأكملها وبأجيال متعاقبة.
فقد بيّن تحديد للمواقع الجغرافية التى طالتها الضربات، فضلا عن تحليل لمحققى أسلحة ومحللى البيانات المفتوحة وخبراء قانونيين، بالإضافة إلى بيانات منظمة «إير وورز»، وهى منظمة تعنى بمراقبة الصراعات ومقرها فى لندن، أن تلك الغارات استهدفت العديد من المبانى السكنية والملاجئ التى كانت تضم عائلات بأكملها داخلها، ولم يكن بينها أى هدف عسكرى واضح أو تحذير مباشر لأولئك المتواجدين بالداخل، حسب ما نقلت وكالة «أسوشيتد برس».بل فى إحدى هذه الحالات، أكدت عائلة أنها رفعت راية بيضاء على مبناها دون جدوي.
وفى هذا الصدد، أشارت إميلى تريب، مديرة منظمة «إير وورز»، إلى أن محققيها واجهوا صعوبة فى التعامل مع مقتل أجيال من عائلات بأكملها، مضيفة «فى بعض الأحيان كان علينا إنشاء شجرة عائلية لفهم الضرر المدني.»
وكانت العديد من المنظمات الانسانية والأممية أكدت أن جرائم حرب ارتكبت فى القطاع، كما تحدثت العديد من الدول الغربية عن ابادة جماعية.
وفى الضفة الغربية، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فى بيان، إن مجلس الوزراء الأمنى «الكابينت»، بحث خطوات من شأنها تعزيز الاستيطان فى الضفة الغربية، دون أن يكشف عن التفاصيل.
وأضاف البيان أن «الكابينت»، بحث سلسلة من الخطوات التى ستتخذ ضد السلطة الفلسطينية، جراء أنشطتها تجاه إسرائيل فى المحافل الدولية، وطرق الرد على اعتراف بعض الدول «بدولة فلسطينية بشكل أحادى الجانب» بعد 7 أكتوبر.
من جانبه، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إن هناك نوعا من الحرب الصامتة تجرى فى الضفة الغربية وكان من الممكن أن ينصب التركيز عليها بقدر أكبر لولا حرب غزة.
وبخصوص أزمة تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، قال: «الأونروا لديها تمويل حتى يوليو، والأمر غير معروف بعد ذلك، ويجرى التمويل من شهر إلى شهر».
من جانبه، قال وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي، إن هناك احتمالا حقيقيا لانهيار السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية.
وردا على ذلك نقل موقع أكسيوس عن مسئولين أمريكيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن قلقة من احتمال انهيار السلطة الفلسطينية إذا لم تحوّل إسرائيل عائدات الضرائب إليها.