فى اليوم الـ335 من العدوان علي غزة، واصل الاحتلال قصفه مناطق بالقطاع مخلفا شهداء ومصابين.وأفادت مصادر طبية بوقوع 15 شهيدا فى غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة فى قطاع غزة منذ فجر أمس.
وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، خياما لنازحين فى ساحة مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزةومنطقة المواصى بخان يونس، مما أسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين.
كما أفادت أنباء باستشهاد 3 فلسطينيين إثر غارة إسرائيلية على حى الزيتون جنوبى شرق مدينة غزة.
ويصنف الجيش مدينة دير البلح ومنطقة المواصى ضمن ما يزعم أنها مناطق «إنسانية آمنة»، دعا نازحين للتوجه إليها من مناطق عمليات عسكرية، لكنه يستهدفهما بقصف يومى يقتل ويصيب نازحين.
من ناحية أخري، بدأت أمس المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال فى رفح وخان يونس بجنوب غزة، وهما منطقتان قصفتهما إسرائيل فى الحرب وتستضيفان عشرات الآلاف من النازحين الفارين من مناطق أخري.
وقالت الأونروا فى بيان «انتقلت حملة التطعيم ضد شلل الأطفال إلى المناطق الجنوبية لغزة. وأضافت -فى هذا الوقت الحرج، يلزم احترام فترات التوقف لإطلاق النار فى المنطقة لحماية العائلات والعاملين فى المجال الإنساني.».
من جهتها، قالت وزارة الصحة فى غزة إن الاحتلال الإسرائيلى يرفض التنسيق لدخول الفرق الطبية التابعة لحملة التطعيم ضد شلل الأطفال بمناطق شرق صلاح الدين.
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية -يوم الأربعاء الماضي- أن المرحلة الأولى من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة اختتمت بنجاح، وتمكن خلالها 187 ألف طفل وسط القطاع من تلقى الجرعة الأولي.
وتفشى المرض فى القطاع المدمر بعد أن اضطر غالبية السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى النزوح من منازلهم بسبب العدوان الإسرائيلي، إلى ملاجئ ومراكز إيواء مكتظة تحت ظروف كارثية.
يأتى ذلك بينما، دعت منظمة العفو الدوليةإلى التحقيق فى الحملة العسكرية الإسرائيلية على طول المحيط الشرقى لقطاع غزة المحتل باعتبارها جرائم حرب.
وقالت المنظمة إن الجيش الإسرائيلى دمر بشكل غير قانونى أراض زراعية ومبان مدنية وجرف أحياء كاملة أثناء توسيع «منطقة عازلة».
من جهة أخري، اعتمد منتدى الجنرالات والمحاربين الإسرائيليين وثيقة تم نشرها فى أعقاب مقتل المحتجزين الاسرائيليين الستة فى غزة وعدم قدرة الجيش الإسرائيلى على حسم المعركة مع حركة حماس وإلحاق الهزيمة بها. وأوصت الوثيقة بتهجير الفلسطينيين من شمال قطاع غزة، ثم محاصرته.
وكتبت «خطة الجنرالات» بمبادرة من اللواء غيؤرا آيلاند، الرئيس السابق لقسم العمليات فى الجيش الإسرائيلي، بدعم من عشرات من كبار الضباط.
ووفق الخطة التى بادر إليها آيلاند، جاء فى الوثيقة «وبعد أسبوع مهلة لإخلاء (تهجير) السكان، سيُفرَض حصار عسكرى كامل على المنطقة، مما سيترك المسلحين فى مدينة غزةأمام خيار الاستسلام أو الموت».
وزعم القائمون على الخطة أنها «تتوافق مع قواعد القانون الدولي، لأنها تسمح للسكان بإخلاء منطقة القتال قبل فرض الحصار».
وتم تقديم الخطة إلى أعضاء المجلس الوزارى المصغر للشؤون السياسية والأمنية) الكابينت) وكبار وزراء الحكومة فى الأيام الأخيرة.ويأمل القائمون عليها أن تصدر القيادة السياسية تعليمات إلى القيادة العسكرية للعمل فى أقرب وقت ممكن وفق هذه الخطة.
وقال آيلاند «سيكون من الممكن فى وقت لاحق تكرار هذا المخطط التفصيلى بشأن معبر رفحوأماكن أخرى فى جميع أنحاء قطاع غزة».
وفى الضفة الغربية، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد 39 فلسطينيا وإصابة 145 فى الضفة الغربية منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، التى أُطلق عليها اسم «المخيمات الصيفية».
وذكرت الوزارة الصحة الفلسطينية أن 6 أشخاص قتلوا وأصيب 3 آخرون وسط اقتحام قوات إسرائيلية لمحافظة طوباس بالضفة الغربية.
وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» ذكرت فى وقت سابق أن 5 فلسطينيين على الأقل قتلوا جراء قصف إسرائيلى لمركبة فى طوباس.وأشارت الوكالة إلى أن أحد ضحايا هو محمد زكريا محمد الزبيدى (21 عاما)، نجل القيادى الفتحاوى الأسير زكريا الزبيدي.
وزكريا الزبيدى هو قيادى فى كتائب شهداء الأقصى وهو أحد أبرز الأسرى الفلسطينيين الذين تمكنوا من الفرار من سجن إسرائيلى فى سبتمبر 2021 عبر حفر نفق يمتد إلى خارجه.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطينى بوقوع مصابين اثنين بالرصاص الحى خلال اقتحام قوات الاحتلال قرية كفر قود جنوب غرب مدينة جنين.
من جهتها، قالت كتائب شهداء الأقصى فى جنين، إنها تواصل التصدى والاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلى بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة.
ودوى انفجار داخل مخيم طولكرم بالتزامن مع تعزيزات عسكرية للاحتلال الإسرائيلي. وقالت سرايا القدس -كتيبة طولكرم إنها تخوض معارك ضارية مع قوات الاحتلال المقتحمة فى محاور القتال بالمخيم وتستهدفها بالرصاص.
ومنذ الثامن والعشرين من أغسطس الماضي، بدأت القوات الإسرائيلية عدوانا واسعا على الضفة الغربية، خاصة شمالها، ما أسفر حتى اللحظة عن مقتل 39 مواطنا، بينهم 21 من محافظة جنين، و8 من طولكرم، و7 من طوباس، و3 من الخليل، ما يرفع حصيلة القتلى الفلسطينيين فى الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 699.
على الصعيد السياسي، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن موقف موسكو واضح تماما بشأن الصراع الإسرائيلى الفلسطيني، معتبرا أن بلاده تؤيد حل الدولتين المقترح مسبقا.
وأشار «بوتين» خلال الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادى العالمي، أمس، إلى أن التصعيد الحالى بين إسرائيل وفلسطين، يأتى نتيجة لعدم حل مسألة إقامة دولتين.وشدّد على أن الموقف الأمريكى غير المحايد تجاه إسرائيل وفلسطين يعد معضلة بالنسبة لتسوية الصراع، موضحا أن موقف روسيا من إسرائيل وفلسطين لا يحمل طابعا ظرفيا ويقوم على فكرة إنشاء دولتين.
وفى مجلس الأمن، عبّر مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة نيكولاس دى ريفيير عن القلق إزاء تدهور الأوضاع بشكل سريع فى الضفة الغربية المحتلة جرّاء العمليات العسكرية الإسرائيلية، محذرا من أنها ستفتح الباب أمام «دورة خطيرة» من العنف.
ودعا ريفيير إلى وقف «فورى ودائم» لإطلاق النار فى غزة لإنهاء معاناة المدنيين وتيسير وصول المساعدات الإنسانية من دون عراقيل.
بدروها، هاجمت المندوبة البريطانية لدى الأمم من ناحية أخري، أعلن الاتحاد الأوروبى أمس، تقديم 122.5 مليون يورو من الدعم المالى الطارئ قصير الأجل للحكومة الفلسطينية.
وأوضح الاتحاد الأوروبى فى بيان صحفي، أن الدعم يشمل 38.5 مليون يورو على شكل منح من خلال آلية بيجاس لدفع رواتب موظفى الخدمة المدنية فى الضفة الغربية، و84 مليون يورو من خلال تسهيلات ائتمانية لسلطة النقد الفلسطينية، يقدمها بنك الاستثمار الأوروبي.