لم يتوقف نزيف الشهداء فى غزة جراء القصف الإسرائيلى الذى تخطى كل مبادئ الإنسانية فى ثانى أيام عيد الأضحى المبارك، حيث استُشهد أكثر من 50 فلسطينيا، بعضهم قرب مركز مساعدات غربى رفح الفلسطينية، وآخرين فى مجزرة مروعة ارتكبها الاحتلال فى حى صبرة بمدينة غزة وغيرهم فى قصف على خيام نازحين بخان يونس بجنوب قطاع غزة.
كما استُشهد 15 مواطنا على الأقـل وأصيــب 50 آخرون، فى مجزرة جديدة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى فى حى الصبرة بمدينة غزة،حيث استهدفت طائرات الاحتلال منزلا يعود لعائلة أبو شريعة بصاروخين، ما أدى إلى وقوع حصيلة كبيرة من الشهداء والمصابين بالإضافة الى 85 مفقوداً.
ورجحت مصادر فى طواقم الإنقاذ، أن يتجاوز عدد الشهداء 30، نظرا لوجود عدد كبير من المفقودين جراء قصف الاحتلال للمنزل، واصفة الوضع فى المكان بالقاسي.
وأشارت إلى أن إمكانياتها فى الميدان محدودة جدا، إلا أن الطواقم تحاول ممارسة مهامها ولكنها بحاجة إلى معدات، كما أن الجهود مستمرة لإنقاذ أى ناجين وانتشال الشهداء من المنزل المستهدف.
إلى ذلك ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن 12 شخصا استشهدوا وأصيب أكثر من 40 آخرين إثر قصف إسرائيلى استهدف خيام النازحين غربى مدينة خان يونس، بينهم 4 من عائلة واحدة «الأب والأم ونجلاهما».
وأضافت «وفا» أن 7 آخرين استشهدوا وأصيب العشرات برصاص الاحتلال قرب مركز مساعدات غربى مدينة رفح الفلسطينية.
وكانت مصادر محلية فلسطينية قالت إن جيش الاحتلال أطلق النار والقذائف باتجاه منتظرى المساعدات فى محيط الأكواخ، غرب رفح الفلسطينية.
ولفتت الوكالة إلى أن أعداد الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات الاحتلال، خلال محاولتهم الحصول على الغذاء منذ السابع والعشـرين من الشهر الماضى حتى اليوم، بلغ 115 شــهيدا، وأكثـر من 580 مصـابـا، و9 مفقودين.
كما أفاد مصدر طبى بمستشفى المعمدانى باستشهاد 3 فلسطينيين فى قصف إسرائيلى غرب مخيم جباليا شمال غزة.
يأتى ذلك وسط استمرار عمليات نسف المبانى السكنية، حيث قصف جيش الاحتلال مبانى سكنية شرقى جباليا، وفى عدة مناطق بجنوب القطاع .
من جانبه دعا مدير المستشفيات الميدانية فى غزة الى وقف الحرب ليستطيع أهل قطاع غزة العيش والحياة، مشيرا إلى أن الاحتلال يقصف كل خيام النازحين فى القطاع من الشمال إلى الجنوب.
وأكد المسئول الطبى على أن الاحتلال يريد تنغيص فرحة العيد على شعب فلسطين فى ظل القصف والتجويع ،منوها الى ان ما يحدث فى قطاع غزة يفوق ما عرفته كل الحروب والهجمات التى شهدها العالم.
من جانبها اكدت وزارة الصحة بغزة ان الاحتلال الإسرائيلى يمنع المؤسسات الدولية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود المخصص للمستشفيات مما يهدد بتوقف المؤسسات الصحية عن العمل .
وحذرت الوزارة من أن ما يتوفر من كميات الوقود فى المستشفيات يكفى لمدة 3 أيام فقط.
فى الاثناء قال مسئول بجمعية الإغاثة الطبية فى غزة إن لديهم 350 ألف مصاب بأمراض مزمنة بحاجة ماسة إلى العلاج.
على صعيد آخر قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان مارى لولور إن ما يسمى «مؤسسة غزة الإنسانية» تستخدم المساعدات سلاح حرب لتهجير الناس وإذلالهم، بينما ذكر مسئولون أمريكيون أن الإدارة الأمريكية تدرس ضخ ملايين الدولارات فى المؤسسة المشبوهة.
فى غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة ومسئولين سابقين القول إن وزارة الخارجية الأمريكية تــدرس منــح 500 مليون دولار لـ«مؤسسة غزة الإنسانية»، فى خطوة من شأنها توريط واشنطن بشكل أعمق فيما تقترفه المؤسسة المثيرة للجدل التى تدعى تقديم المساعدات بينما تستخدمها إسرائيل مصيدة لقتل الفلسطينيين وفق بيانات صادرة عن جهات دولية وفلسطينية.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية انه لا ينبغى توقع أن يخاطر المدنيون الجائعون فى غزة بحياتهم بحثا عن الطعام.مؤكدا على استعداد المنظمة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة حيثما وجد المدنيون وفق المبادئ الإنسانية.
من جهة أخرى قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا «فيليب لازاريني، إن منع سلطات الاحتلال الإسرائيلى دخول الصحفيين الدوليين إلى قطاع غزة منذ بداية العدوان هو «حظر على نقل الحقيقة ،وهو أمر غير مسبوق فى أى صراع آخر فى التاريخ الحديث».
ولفت لازارينى إلى أن ما تمارسه سلطات الاحتلال مع الصحفيين ولاسيما الدوليين يعد «الوصفة المثالية لتأجيج التضليل الإعلامي، وتعميق الاستقطاب، وتغييب الإنسانية».
وطالب لازارينى برفع الحظر المفروض على وسائل الإعلام الدولية فى قطاع غزة، والسماح للصحفيين الدوليين بالعمل والتغطية الصحفية بشكل مستقل من القطاع، ودعم زملائهم الفلسطينيين الذين يواصلون القيام بعملهم البطولى دافعين ثمنًا باهظًا.
على صعيد آخر اقر مصدر عسكرى إسرائيلى بان اسرائيل سلحت مليشيات فى قطاع غزة بهدف انقاذحياةجنود الاحتلال.
نقلت القناة 12 الاسرائيلية عن المصدر المذكور ان خطة تسليح الميليشيات جاءت من إدراك أن إسقاط حماس يستلزم تشكيل حكومة بديلة. إلا أن القيادة السياسية فى اسرائيل رفضت أى حل من الأعلي، سواءً بالسلطة الفلسطينية أو قوة متعددة الجنسيات، فتقرر إيجاد حل ميداني.
وأضافت القناة نقلا عن المصدر ان هذه مجرد البداية، حيث تعتمد استراتيجيةاسرائيل على احتلال مناطق بالتدريج وبعد ذلك نشر الميليشيا المسلحة فيها مع صلاحيات بالعمل.
تجرى التجربة حاليًا فى مناطق تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلى الكاملة. فى حال نجاحها، سيتم نقلها إلى مناطق أخرى أيضًا حسب التلفزيون الاسرائيلي.
فى سياق آخر كشف مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عن عملية مشتركة بين جيش الاحتلال والشاباك، تمكنا خلالها من العثور على جثمان محتجز تايلاندى «نتبونج بينتا» فى قطاع غزة.