يؤكد العلماء على أن «الاحتباس الحرارى» يعد مصدر التهديد الرئيسى الذى يهدد الحياة على «كوكب الأرض» بل والسبب وراء العديد من تقلبات الطقس وزيادة «الانبعاثات الكربونية» فى الغلاف الجوى والتى تعيق ارتداد الحرارة إلى الفضاء .. ويؤدى «الاحتباس الحرارى» إلى رفع مستوى منسوب سطح البحر نتيجة تمدد مياه المحيطات وذوبان الأنهار الجليدية التى تؤدى إلى ذوبان الصفائح الجليدية وتصريفها فى المحيطات.. فى العقود الأخيرة زاد متوسط درجة الحرارة على سطح الكوكب بفعل العمليات الطبيعية بوتيرة أعلى من قدرة الأرض على احتمالها وعلى نحو لا يمكن تفسيره.. وتعد «الإسكندرية» من المدن الساحلية المعرضة للخطر حيث أدى ارتفاع منسوب سطح البحر إلى تلك العواصف السنوية الشديدة التى تضرب واجهتها البحرية على نحو متزايد حيث تسبب السيول الغزيرة حدوث حالة من الفوضى فى المدينة.. وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيرش» الدول الأعضاء من تداعيات ارتفاع منسوب سطح البحر على السلام والأمن الاجتماعى وعمليات نزوح واسع النطاق لسكانها.. وقد حذر «جوتيرش» من أن «الإسكندرية» تعد واحدة من بين عدة مدن متوسطية لابد وأن تكون مستعدة لمواجهة «تسونامى» بحلول 2030 وتسرب مياه البحر إلى الدلتا الخصبة إذ من المحتمل أن يشكل التلوث الملحى خطراً كارثيا على المناطق الزراعية الأكثر إنتاجية.. تسعى» مصر» جاهدة للتخفيف من حدة التهديد الناتج عن انحسار الشواطئ الرملية من خلال تلك الحواجز الخرسانية الواقية وهى عبارة عن ألواح عملاقة تحد من المد.. وتؤكد بعض الدراسات على أن ارتفاع منسوب سطح البحر العالمى بحلول 2050 إلى 68 سم قد يؤدى إلى إغراق أجزاء من «الإسكندرية» وتسرب المياه المالحة إلى المياه الجوفية وانهيار المبانى وتملح الأراضى الزراعية فى منطقة دلتا النيل المجاورة.. وقد كشفت دراسة جديدة من جامعة «جنوب كاليفورنيا»عن حدوث ارتفاع كبير فى انهيارات المبانى بمدينة الإسكندرية الناتج عن ارتفاع منسوب مياه البحر.. وقد وجد الباحثون أن انهيارات المبانى فى مدينة «الإسكندرية» أحد أقدم مدن العالم والتى تسمى بعروس البحر المتوسط لجمالها كانت نادرة الحدوث فى السابق قد ارتفعت من انهيار واحد سنوياً إلى 40 انهياراً سنوياً على مدار العام الماضى.. وقد صرح «د.عصام حجى» عالم المياه بجامعة «جنوب كاليفورنيا» قائلاً إن التكلفة الحقيقية لهذه الخسارة تتجاوز تكلفة الأسمنت والطوب بالنسبة للاختفاء التدريجى للمدن الساحلية التاريخية لذا تدق «الإسكندرية» ناقوس الخطر محذرة من أن ماحدث فى السابق على اعتبار أنه مخاطر مناخية بعيدة قد أصبح الآن واقعاً حقيقياً.. بينما تؤكد مهندسة المناظر الطبيعية «سارة فؤاد «بجامعة ميونيخ» قائلة: على مدى قرون عديدة وقفت هياكل «الإسكندرية « المرنة وصمدت أمام الزلازل والعواصف وأمواج «تسونامى» ولكن مع ارتفاع منسوب مياه البحر والعواصف الشديدة التى ألغت فى غضون عقود ما استغرق آلاف السنين من الإبداع البشرى.. وتؤكد الدراسة التى نشرت فى مجلة «مستقبل الأرض» التابعة للاتحاد الجيوفيزيائى الأمريكى» أنه على غرار «الإسكندرية» أصبحت المدن الساحلية فى «كاليفورنيا» تواجه تهديدات متزايدة من تسرب المياه المالحة مما يضعف البنية التحتية ويؤدى إلى تدهور إمدادات المياه وارتفاع تكاليف المعيشة.. ويؤكد «د.حجى» قائلاً: إن دراستنا تتحدى ذلك الاعتقاد الخاطئ بأنه لا حاجة لنا أن نقلق إلا عندما يرتفع سطح البحر بمقدار متر واحد وبالرغم من ذلك فإن ما تظهره الدراسات هو أن السواحل على مستوى العالم لاسيما سواحل البحر المتوسط المشابهة لسواحل «كاليفورنيا» تتغير بالفعل وتتسبب فى انهيار المبانى بمعدل عن مسبوق.