فى آتون التحديات الوجودية التى تمر بها المنطقة التى نعيش فيها.. وأيضاً الصراعات وحرب تكسير العظام التى يشهدها العالم.. وتأثيرات ذلك وتداعياته على الدولة المصرية وأمنها القومي.. كل ذلك يستلزم إجراءات وتدابير وسياسات استثنائية ترتكز على الحكمة والحسابات الدقيقة وتقديرات الموقف الصحيحة والتوازن فى العلاقات الدولية سواء على مستوى الإقليم أو الدول الكبرى فى العالم.
الدولة المصرية على مدار 10 سنوات تبنت رؤى وأفكاراً خلاقة من أجل الحفاظ على الدولة المصرية وأمنها القومى حماية للأمن والاستقرار الذى نعيشه وأيضاً لصون منجزات ومقدرات مصر وشعبها وكذلك لتأمين مشروعها الوطنى لتحقيق القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة والتقدم ومواكبة العصر الذى نعيشه وما يشهده من تطور هائل.. أبرز هذه الرؤى والتدابير هو تعظيم بناء القوة وامتلاك الردع.. وكذلك بناء منظومة الوعى الحقيقى والفهم الصحيح لدى جميع فئات الشعب دون استثناء.. ليس هذا فحسب ولكن بتبنى سياسات وعلاقات دولية تقوم على التعاون والشراكة والتوازن والاحترام المتبادل.. وأيضاً نشر البناء والتنمية فى كافة ربوع البلاد والعمل على تنفيذ سياسات ومشروعات بناء الإنسان حماية للعقل المصرى فى أكبر عملية وملحمة وطنية قادها
الرئيس عبدالفتاح السيسى لتحصين الدولة المصرية ضد التهديدات والمخاطر المتعددة المباشرة أو غير المباشرة وتتمثل فى الحروب الجديدة سواء الإرهاب أو حملات التضليل وتزييف الوعى والأكاذيب والشائعات والتشكيك ومحاولات هز الثقة وبث الفرقة.
الحقيقة ان الحكمة هى أهم ركيزة فى حماية الدولة المصرية وأمنها القومى فى ظل ما يدور فى جوارها من كل اتجاه من صراعات وتوترات أو اقتتال أهلى ومؤامرات ومخططات وعدوان وحرب إبادة وتجويع يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة تنذر باتساع رقعة الصراع.. عدوان يستند إلى أهداف شيطانية.. من هنا تحدث الرئيس السيسى عن مصطلح مهم للغاية علينا ان نعى ونفهم أبعاده وهو الاتزان الإستراتيجى تجاه القضايا الدولية والإقليمية ومراعاة أبعاد الأمن القومى المصرى فى جميع التحركات والقرارات والسياسات والمواقف المصرية وتنشيط قيم الحكمة والعقلانية والحرص على توازن العلاقات وعدم التورط فى مغامرات وتبنى مواقف ودبلوماسية فريدة لديها أوراق وبدائل تعمل على الحشدين الإقليمى والدولى لإنهاء الصراعات من خلال تسويات سلمية وسياسية والتمسك بالحفاظ على القوة والقدرة المصرية مثل القابض على الجمر.. دون المساس بها أو اهدارها.. لذلك نجح الرئيس السيسى فى العبور بمصر إلى بر الأمان والاستقرار رغم ما يدور فى المنطقة والعالم من صراعات وتهديدات بحكمة رئاسية واتزان إستراتيجى فريد تجاه القضايا الدولية والإقليمية ومنظومة عمل سياسى ودبلوماسى متفردة.
الاتزان الإستراتيجى يستند إلى مقدمات كثيرة أبرزها الواقعية السياسية والابتعاد فى اتخاذ القرارات والمواقف
عن الانفعال أو الاندفاع أو التهور وتسخير الحكمة والهدوء والتوازن ودراسة كافة البدائل المختلفة وخضوع القرارات والمواقف لحسابات دقيقة وتقديرات مواقف علمية وصحيحة واختيار أفضل السيناريوهات والحلول التى تجنب البلاد المغامرة أو التورط أو الاستدراج واستخدام أوراق وبدائل أخرى لدى الدولة المصرية بعيداً عن الصدام.. وكذلك عدم السقوط فى فخ الاستقطاب أو الانحياز لمعسكر على حساب آخر.. فكما قلت ان عبقرية (مصر- السيسي) انها تحتفظ بعلاقات شراكة إستراتيجية مع جميع القوى الكبرى حتى ان اختلفت وتصارعت هذه القوى فمصر تبحث فقط عن مصالحها وما يحقق أهدافها.. لذلك لدينا علاقات قوية مع أمريكا والاتحاد الأوروبى والدول الأوروبية من ناحية والصين وروسيا من ناحية أخري.. ليس لدينا أزمات أو صراعات مع أحد.. ولانتدخل فى شئون أحد ونحمى مصالحنا وحدودنا وثرواتنا وحقوقنا المشروعة دون أن نعتدى على أحد وندعو دائماً إلى تغليب لغة الحوار والحلول السياسية والدبلوماسية.. انها معادلة عبقرية تستند إلى اتزان إستراتيجى تجاه القضايا الدولية والإقليمية ومراعاة الأمن القومى المصرى وأيضاً دعم مؤسسات الدولة الوطنية المصرية وتمكينها من القوة والقدرة والوعى الحقيقى والفهم الصحيح.
الحفاظ على الأوطان يتطلب الحكمة والرؤى والأفكار الخلاقة والتريث والصبر والاتزان الإستراتيجي.. ولايعرف العواطف أو دغدغة المشاعر أو الشعارات.. فهى مسئولية عظيمة تتجسد فى حماية البلاد والعباد بعيداً عن التهور.. وهو ما يتطلب خلق مساحات واسعة من الوعى والفهم لدى الناس للتفرقة بين العام والخاص.. بين الدولة والفرد.. فالحفاظ على الوطن مسئولية عظيمة تحتاج قائداً عظيماً.. وهو ما يمثله الرئيس السيسى فى حكمته واستشرافه للمستقبل.