فى الوقت الذى تدار فيه المناقشات بشأن التوصل لتسوية سلمية مع روسيا، يستعد الاتحاد الأوروبى لإقامة مبادرة لمساعدة أوكرانيا، من خلال تقديم حزمة من الدعم العسكرى لأوكرانيا تبلغ حوالى 20 مليار دولار.
ويسعى التكتل الأوروبى خلال اجتماع لوزراء الخارجية الأسبوع المقبل، للموافقة من حيث المبدأ على هذه المبادرة، التى ستفتح الباب أمام المساهمات العينية والنقدية من الدول الأعضاء والحلفاء ذوى التفكير المماثل بشأن مساعدة أوكرانيا، لكن فى النهاية يعود الأمر إلى زعماء الاتحاد الأوروبى من حيث الموافقة أو الرفض.
ومن المفترض أن تحصل كييف فى اطار هذا الاقتراح الأوروبى على ذخيرة مدفعية وأنظمة دفاع جوى وصواريخ دقيقة وطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى أسلحة أخري، كما ستسعى إلى تعزيز الألوية العسكرية الأوكرانية، وفقاً لما ذكرته شبكة بلومبرج الإخبارية.
وكان هجوم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على نظيره الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، الأسبوع الماضى قد أثار مخاوف واسعة فى أوروبا من تحول نهج واشنطن الحذر تجاه موسكو، والذى استمر لعقود من الزمن، بحسب صحيفة «واشنطن بوست».
ومن الصعب إيجاد إجماع بين الدول الأعضاء بشأن كيفية تمويل أوكرانيا ودفاع الاتحاد الأوروبي، بسبب كبر التكاليف الإجمالية ستصل إلى مئات المليارات من الدولارات، حيث قالت المجر إنها ستعارض أى مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا،لكن من الممكن اجراء مناقشات أكثر واقعية فى الأسابيع والأشهر المقبلة بعد الانتخابات الألمانية.
مؤخراً، دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، دول الاتحاد الأوروبى وحلفاء آخرين لبدء صياغة ردهم على التصريحات الأمريكية، بعد أن قال مسؤولون فى واشنطن خلال انعقاد مؤتمر «ميونيخ للأمن» الأسبوع الماضي، بعبارات واضحة، إن هناك حداً لما قد تكون الولايات المتحدة مستعدة للقيام به.
كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن دول الاتحاد الأوروبى توصلت إلى اتفاق جديد لفرض حزمة من العقوبات ضد روسيا، والتى تتضمن حظرا على واردات الألمنيوم وتشديد الإجراءات ضد أسطول الظل الروسي.
وكان مسئولون أمريكيون وروس قد التقى فى السعودية الأسبوع الماضي، حيث أشار ترمب إلى أنه يريد صفقة سريعة لإنهاء القتال فى أوكرانيا، متهماً كييف بأنها المسؤولة عن الحرب، و مشككاً فى شرعية الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي.
ورداً على ذلك، يسارع الاتحاد الأوروبى إلى وضع خطط لدعم أوكرانيا، وتزويد البلاد بضمانات أمنية، حال التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا، بعد أن أبدى ترمب ونظيره الروسى فلاديمير بوتين موافقة لبدء المفاوضات.
فى سياق آخر، كشفت رويترز عن مصادر – طلبت عدم ذكر اسمها قولها – إن روسيا قد توافق على استخدام 300 مليار دولار، من الأصول السيادية المجمدة فى أوروبا، لإعادة الإعمار بأوكرانيا، لكنها ستصر على إنفاق 20٪ من الأموال على اعادة الأعمار للمناطق التى تسيطر عليها.
وعلى الرغم من أن المناقشات بين روسيا والولايات المتحدة ما زالت فى مرحلة مبكرة للغاية كشفت ثلاثة مصادر أن أحد الأفكار المطروحة فى موسكو هو استخدام جزء كبير من الاحتياطيات المجمدة لإعادة بناء أوكرانيا ضمن اتفاق سلام محتمل.
قالت وكالة رويترز إنه لم يتسن لها التأكد مما إذا كانت فكرة استخدام الأموال المجمدة قد نوقشت بين روسيا ونظرائها الأميركيين فى الاجتماع الذى عُقد بين الجانبين فى السعودية، فى حين رفض الكرملين التعليق بحسب الوكالة.
وفى وقت سابق، وصفت روسيا خطط استخدام الأموال فى أوكرانيا بأنها تصل إلى حد السرقة.
يذكر أنه بعد اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية عام 2022، حظرت الولايات المتحدة وحلفاؤها المعاملات مع البنك المركزى الروسى ووزارة المالية، مما أدى إلى حجب 300 إلى 350 مليار دولار من الأصول السيادية الروسية، ومعظمها سندات حكومية أوروبية وأميركية وبريطانية محفوظة فى مستودع أوراق مالية أوروبي.
ودمرت الحرب مساحات شاسعة من شرق أوكرانيا وقُتل أو أصيب مئات الآلاف من الجنود على الجانبين، فى حين فر ملايين الأوكرانيين إلى دول أوروبية أو روسيا.وقبل عام قدّر البنك الدولى أن إعادة الإعمار والتعافى ستكلف 486 مليار دولار.